أعلن علماء من جامعة لندن أن استخدام الأطفال اليومي للحواسيب اللوحية التي تعمل باللمس يؤدي إلى التقليل من وقت نومهم.
وقد أجرى القائمون على البحث استطلاعا للرأي على الإنترنت، للآباء الذين لديهم أطفال متوسط أعمارهم من 6 إلى 36 شهرا، حيث طلب من المشاركين ذكر متوسط عدد ساعات نوم أطفالهم خلال النهار والليل، بالإضافة إلى الوقت الذي يستغرقه الطفل حتى يغفو، وكذلك وتيرة الاستيقاظ أثناء الليل، مع العلم أن حوالي 70% من المشاركين يملكون أجهزة لوحية.
وقد تبين أن الأطفال الذين يقضون وقتا طويلا في استخدام الهواتف الذكية أو الحواسيب اللوحية، ينامون عدد ساعات أقل من الآخرين ليلا، وعلى الرغم من نومهم خلال النهار لفترة أطول قليلا، إلا أن المحصلة الإجمالية لساعات النوم أصبح أقل.
وهكذا فإن كل ساعة يقضيها الطفل أمام مثل هذه الأجهزة، تقلل ما معدله 15.6 دقيقة من فترة النوم، ولوحظ أيضا أن مستخدمي الأجهزة الإلكترونية من الأطفال يواجهون صعوبة في النوم.
دراسة أمريكية مماثلة، قام بها مركز الأبحاث الطبية بمدينة فيلادلفيا، توصلت بدورها إلى نتائج مقلقة مفاداها أن الأطفال الذين بلغوا ستة أشهر من العمر يستخدمون هذه الأجهزة لفترات تصل إلى أكثر من نصف ساعة في اليوم.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد سؤال حوالي 900 عائلة لديها أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وأربع سنوات عن مدى استعمال أطفالهم لهذه الوسائل التقنية الحديثة.
وتبين أن 52 في المائة من الأطفال الذين لم يبلغوا عامهم الأول تابعوا برامج تلفزيونية، فيما طور 15 في المائة منهم القدرة على استعمال تطبيقات الهواتف الذكية. كما أن 36 في المئة من الأطفال بات بإمكانهم التعامل مع الشاشات التي تعمل باللمس.
وغالبا ما يكون انشغال الأهل بالأعمال المنزلية هو الدافع الأساسي للسماح لأطفالهم باستخدام هذه الأجهزة، إضافة إلى أن كثيرا من الأهل يجدون أن هذه الأجهزة تساعد على تهدئة الأطفال، ما يدفعهم لإعطائها لهم قبل النوم، وهو ما أكدته نتائج الدراسة ذاتها، التي نقلها موقع “فوكوس” الألماني.
التأثير على نمو الدماغ
ولعل أكثر ما يقلق الباحثين من نتائج الدراسة هو أن انشغال الأطفال بهذه الأجهزة يبعدهم عن ألعابهم، الأمر الذي قد يحد من قدراتهم على التفكير وتطوير مهاراتهم المختلفة، فضلا عن أن هذه الأجهزة تؤثر على النظر وعلى قدرة الأطفال على النوم.
وحتى الآن، لم يتمكن الباحثون من معرفة تأثير هذه الأجهزة الرقمية الحديثة على سلوك الأطفال وتطور دماغهم. لذلك، ينصح أطباء الأطفال وعلماء النفس بإبعاد الأطفال عن جميع الأجهزة التقنية الحديثة، وخاصة أولئك الذين لم يبلغوا عامهم الأول. كما يحذرون أيضا من خطورة ألعاب الكمبيوتر، فحتى الآن لم يتمكن العلماء من إثبات أن تطبيقات الألعاب تعزز قدرات الأطفال على التعلم.