نزهة الصقلي: « نعني بالحكامة الجديدة نهج المقاربة التشاركية ومقاربة النوع الاجتماعي»

أكدت نزهة الصقلي  وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن وعضوة الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في لقاء مفتوح مع فعاليات المجتمع المدني بإقليم افران، نظمه بآزرو الفرع الإقليمي للحزب بافران يوم الجمعة 30أبريل 2010، على المكتسبات التي حققها المغرب في جميع الميادين وبالأخص في  الميدان الاجتماعي منذ التناوب التوافقي.


وأيضا ما قامت به هيئة الإنصاف و المصالحة لافتة إلى  تضاعف عدد الجمعيات، ما ساهم في تعزيز  دور المجتمع المدني في الاهتمام بالقضايا الاجتماعية وتحقيق التنمية الاجتماعية باعتماد الحكومة على الديمقراطية التشاركية ومقاربة النوع الاجتماعي،كما تحققت مكاسب على مستوى  حرية التعبير بمختلف الوسائل، وتم إقرار مدونة الأسرة، ما حقق طفرة نوعية على مستوى حقوق النساء، بالإضافة إلى  قانون الجنسية الذي أعطى الحق لأبناء المغربية من أجنبي في الحصول على الجنسية المغربية، و ارتفعت حصة المرأة في المناصب السياسية في الوزارات و السفارات وأيضا في  التمثيلية بالهيئات المنتخبة كالبرلمان و الجماعات المحلية…
وقد عرف هذا اللقاء نجاحا باهرا بكل المقاييس وإقبالا جماهيريا بعث الأمل في نفوس كل الغيورين على مصير بلادنا أمام ما يتعرض له العمل السياسي من تبخيس، حيث غصت القاعة الكبرى لدار الشباب –أقشمير- عن آخرها وامتلأت كل  جنبتاها، كما تتبع أشغال هذا اللقاء أكثر من ضعف عدد الحاضرين واقفين بساحة هذه الدار رغم العواصف الرعدية التي تحداها المواطنون بإصرارهم حضور هذا الحدث،  ومثل هذا اللقاء عرسا نضاليا في نفوس أعضاء الحزب.
وشهد اللقاء المذكور أيضا حضور ممثلين عن مختلف الهيئات السياسية والنقابية والحزبية والجمعوية بالإقليم، إضافة إلى   ممثلي  الإقليم بالبرلمان ورؤساء و منتخبين من الجماعات المحلية بالإقليم..، وكان أهم ما ميز هذا التجمع الجماهيري تجاوب الجمهور  مع عرض  الوزيرة والقيادية الحزبية، وتفاعله معه، ما يدل على دينامية جديدة  يعرفها العمل السياسي بالمنطقة، وانتباهه المواطنين  إلى ما يشكله العزوف السياسي والانتخابي من خطر على الديمقراطية.
العنصر النسوي كان له بدوره حضور قوي خلال هذا اللقاء، ما سمح بإثارة  انشغالات مختلف فئات النساء بالإقليم، نساء جئن من مختلف نقط التجمعات السكنية بالإقليم، من عين اللوح وتيمحضيت وسيدي عدي وآيت عمر أوعلي و ايت عيسى وآيت يحيى أوعلا و تابضليت وابن الصميم وأوكماس ومن افران إلى  جانب القاطنات في  ازرو..
حضور الجماعات النيابية لأراضي الجموع بالمنطقة كذلك كان له الأثر الواضح كون هؤلاء حضروا من كل من ايت الطالب أوسعيد و ايت واحي..، فضلا عن النساء السلاليات بالمنطقة و الإقليم..، هذه الشرائح في مجملها عبرت عن عزمها على النضال إلى جانب حزب التقدم و الاشتراكية من اجل تحقيق المزيد من المكتسبات و التقدم الاجتماعي..
وكانت أقوى اللحظات و ابلغها تأثيرا كلمة الرفيقة الوزيرة في حق مناضلي الحزب بالإقليم و ما تمثله مدينة آزرو ونواحيها، قلعة النضال، في الذاكرة الجماعية للحزب من رمزية لا مثيل لها.. كما ذكرت الرفيقة نزهة الصقلي بخصال رفيقة دربها الرفيقة مليكة البلغيتي كمثقفة و مناضلة  و هي من مؤسسي الحزب بالمنطقة إلى جانب آخرين في أحلك الظروف.. كما أشادت بصمود عائلات المعتقلين السياسيين سابقا بازرو و كرمت نيابة عنهم إحدى قيدومات الحزب ، وهي الرفيقة هونة ليزول – أم الرفيق وعلي بوزيان – رمز النضال و الكفاح المستمر حيث نزلت الرفيقة نزهة الصقلي من المنصة لتعانق عناقا حارا المناضلة هونة ليزول و اهتزت القاعة بالتصفيقات والزغاريد، وهو المشهد الذي أسال  دموع الكثير من الحاضرين وأعادت للنضال والمناضلين العزة والشرف والأمل، وعبرت عن مدى تجدر حزب التقدم والاشتراكية في تراب هذه المنطقة من الأطلس المتوسط.
ويشار إلى أن  الرفيق وعلي بوزيان عضو اللجنة المركزية للحزب كان قد ألقى، في مستهل هذا التجمع الجماهيري، باسم مكتب الفرع الإقليمي كلمة ترحيبية ،مبرزا أهمية اللقاء ودور حزب التقدم والاشتراكية في الاهتمام بالقضايا الاجتماعية كحزب يساري، وأيضا  نضاله المستمر والمستميت من اجل تحقيق التقدم الاجتماعي، واعتماده على المقاربة التشاركية و الديمقراطية و مقاربة النوع الاجتماعي في كل برامجه السياسية..، كما لم يفته  التذكير بالمسار السياسي والنضالي للرفيقة نزهة الصقلي  إلى غاية توليها  مسؤوليتها  الوزارية الحالية، كما أنها كانت  أول امرأة ترأست فريقا برلمانيا، وكانت أيضا مغربية حصلت على جائزة «المرأة السياسية» بحوض البحر الأبيض المتوسط من مؤسسة ايطالية، وهي  مناضلة جعلت من الالتصاق بهموم المواطنين والفئات المسحوقة عملا يوميا لها..
من جهة أخرى، أثارت نزهة الصقلي خلال اللقاء ذاته، عددا من  النقائص، التي قالت إن وزارتها تحاول  تجاوزها، منها مشاكل الاستفادة من أراضي الجموع، والتي  يتحتم النظر إليها  بعمق و جدية، خصوصا ما يتعلق  بإنصاف النساء السلاليات..، و كذلك مشكل الفتيات الصغيرات، اللائي  تدفع بهن ظروفهم الاجتماعية  الصعبة إلى الشغل بالمدن من  دون تمكينهن من حقوقهن وحمايتهن، ولم يفت الوزيرة أيضا  التذكير بان ظاهرة أطفال الشوارع ليست قدرا حتميا بل من الواجب تجاوزها، وذلك بخلق وحدات الإسعاف الاجتماعي المتنقل، و وحدات لحماية الطفولة والأشخاص المعاقين و الأطفال المتخلى عنهم، وألحت على تفعيل نسبة 7% من فرص الشغل لتوظيف الأشخاص المعاقين وتكوين المكفوفين ودمجهم في ميدان الشؤون الدينية وتعليم القران والإرشاد الديني.
وبالرغم من المكتسبات المحققة في بلادنا ، فان هناك عوائق، قالت الصقلي إنها  تتجلى كذلك  في تبخيس العمل السياسي و عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات، وهو ما يمثل خطرا كبيرا على الديمقراطية، وهذا يستدعي، برأيها،  بعث دينامية جديدة على مستوى اليسار تتمحور أساسا حول تمثيلية برلمانية منبثقة من كل مناطق البلاد وتعبر عن مصالح كل فئات المجتمع..
ودعت الصقلي بهذا الخصوص إلى  العمل على تأسيس فريق برلماني تقدمي يجمع ممثلي و نواب اليسار لجمع شمل قوى اليسار ، كما يتطلب الوضع أمام النقائص المشار إليها  تعبئة اجتماعية على مستوى العمل الجمعوي بما  يبعث الروح في العمل التضامني و التربية على المواطنة..
وفي السياق ذاته، أكدت المحاضرة على دور المجتمع المدني في تجاوز هذه الصعاب بتحمل المسؤولية وتجنب الاتكالية و الانتظارية و اتخاذ المبادرة، ولن تجد الجمعيات إلا العون والتنسيق والشراكة من وزارتها ومختلف الإدارات..
وألمحت إلى أن من أهم ما أنجزته  وزارتها بإقليم إفران، هناك  إحداث المركب الاجتماعي بآزرو والمركز متعدد الوظائف، والمركز الخاص بالمعاقين بالمدينة  ذاتها، وهو في طور الانجاز، بالإضافة إلى إحداث مركز لرعاية الطفولة بايت أعمر أوعلي، ودعم مركز الأيتام بتوفصطلت بعين اللوح، و دعم دور الطالبات بالإقليم….
ويذكر أن هذا اللقاء الجماهيري تولى إدارته  بنجاح وتسيير محكم عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية كريم نيتلحو، كما  عرفت المناقشة التي تلت عرض الرفيقة نزهة ما لا يقل عن 36 تدخلا عبر أصحابها في المجمل عن احترام كبير للحزب، وعرضوا  انشغالات وهموم  الجمعيات المحلية  والمواطنين وتقدموا باقتراحات، مؤكدين  استعدادهم للعمل بتنسيق مع مصالح  الوزارة التي تديرها الرفيقة الوزيرة.

Top