لم تعد الإلترات مجرد ظاهرة عابرة أو جماعات سرعان ما تنمحي من الوجود، إذ أنها استطاعت أن تؤكد وجودها على أرض الواقع، ورسخت نفوذها على فئات واسعة من الجمهور الرياضي بالعديد من المدن على الصعيد الوطني، إلى درجة أنه كلما تواجد نشاط كروي، إلا وتواجد تنظيم إلترا ينظم المنتمين له في إطار جماعات تسير لهديها، وتطبق تعليمات مسيرتها.
نشاط هذه المجموعات يناقش، ورفضها الانخراط داخل منظومة القوانين المؤطرة للجمعيات غير مقبول، لكن حضورها المؤثر على الساحة لا يمكن تجاهله، وبالتالي من الواجب التنسيق مع مسؤوليها في مجموعة من القضايا والحالات خاصة إذا كانت تهم المصلحة الوطنية.
فالظرف الدقيق الذي تمر منه بلادنا في هذه المرحلة بالذات، وعلى غرار باقي دول العالم، يتطلب تظافر جهود الجميع قصد إنجاح هذا الرهان الذي يهمنا جميعا، ألا وهو الخروج منتصرين من هذه الحرب المفروض أن نكسبها جميعا، ضد وباء يملك قدرة هائلة على الانتشار وبطريقة غير مسبوقة في التاريخ.
وتنظيمات الإلترات قادرة بحكم الإمكانيات التي ذكرناها على المساهمة في المجهود الوطني من حيث تقوية وعي جزء كبير من الجمهور الرياضي، والمنخرطين التابعين لها، والذي يقدر عددهم بالآلاف، بجل المدن الوطنية، والذين يمثلون جل الفئات العمرية.
فطريقة التواصل سهلة بين مكونات الإلترا، كما أن التأثير واسع والانتشار كبير، وبالتالي فتمرير الخطاب ممكن بكثير من السرعة والفعالية المطلوبة وفي زمن قياسي تتطلبه المرحلة الدقيقة التي تمر منه بلادنا.
فالإلترا كمحرك أساسي للمتعة والفرجة بمدرجات الملاعب، بفضل ما تقدمه من صور إبداعية، عبر التيفوات والشعارات، والتي تتفنن في إنجازها لدرجة الإبهار، يمكنها أن تبدع أيضا في تمرير خطابات التوعية والانخراط في المجهود الوطني من أجل وضع حد لهذا الوباء، والخطاب هنا لابد وأن يلح على عدم المغامرة وإتباع تعليمات السلامة والحرص على عدم انتشار الفيروس، وذلك بعدم الخروج للشوارع وتفادي مغادرة البيوت في هذه الفترة كإجراء مؤقت فقط، يمكن ان يربحنا رهان الانتصار على الوباء.
نحن لسنا أقل من الشعوب التي تخطو بثبات نحو ربح هذه المعركة الحاسمة، عن طريق الالتزام والانضباط وتغليب المصلحة العامة، والمساعدة كيفما كان شكلها، وتسهيل مهمة مصالح الدولة، فلتعبر مجموعات الإلترا عن حس وطني عال، ولتساهم بدورها في التأطير والتوعية والمساعدة بكل أشكالها.
محمد الروحلي