مع بداية كل موسم دراسي، تشهد المكتبات بجهة الشرق، على غرار نظيراتها بالمملكة، إقبالا غير مسبوق.

ورغم ما تشكله تكاليف الدخول المدرسي، التي تشمل، على الخصوص، شراء الكتب والأدوات المدرسية، وكذا واجبات التسجيل، من أعباء إضافية على كاهل الأسر من ذوي الدخل المحدود، تحرص هذه الأخيرة على اقتناء المستلزمات الدراسية لأبنائها تماشيا مع قدرتها الشرائية والأمل يحذوها في تحقيق تحصيل دراسي جيد ومثمر لأبنائها.

مع بداية كل موسم دراسي، تشهد المكتبات بجهة الشرق، على غرار نظيراتها بالمملكة، إقبالا غير مسبوق يساهم في تنشيط حركة المكتبات التي تتنافس فيما بينها لتقديم أفضل العروض وأجودها من مستلزمات مدرسية وأدوات لتلبية احتياجات الزبناء، وتوفير متطلبات ورغبات كل فئة عمرية ومرحلة دراسية . فعلى بعد أيام معدودة من انطلاق الموسم الدراسي تشهد المكتبات المنتشرة في مختلف أنحاء المدينة استعدادات مكثفة لتوفير الحاجيات الأساسية للإسهام في تأمين دخول مدرسي في ظروف جيدة، لاسيما ما يتعلق بالمقررات الدراسية واللوازم المدرسية . ويواكب أرباب المكتبات إقبال الأسر على اقتناء المستلزمات المدرسية، بزيادة عدد المستخدمين، وفي ساعات العمل، من أجل الاستجابة لمتطلبات مختلف الشرائح الاجتماعية .

هذا الإقبال الذي يبدأ بعد عودة غالبية الأسر من العطلة الصيفية، ليعرف تزايدا كبيرا مع بداية الدخول المدرسي . وفي جولة بإحدى المكتبات وسط مدينة وجد، وقفت وكالة المغرب العربي للأنباءx، عند الأجواء التي تسود المكتبة، والحركة الدؤوبة للأسر لاقتناء متطلبات أبنائها من المقررات والأدوات والمحافظ، عشية انطلاق موسم دراسي جديد، يحرص أرباب المكتبات على الاستعداد له في وقت مبكر . وفي تصريح للوكالة، أكدت زكية مرباح الزاوي، ممثلة إحدى المكتبات العريقة بعاصمة الشرق، أن الاستعدادات للدخول المدرسي، التي بدأت منذ يوليوز المنصرم، تجري في ظروف جيدة، مشيرة إلى أن المكتبة، المتواجدة لأكثر من 50 سنة، على استعداد تام وتعبأت، بفضل جهود فريقها الجماعي، لاستقبال الزبائن، وتلبية متطلباتهم من الكتب والمستلزمات المدرسية . وأوضحت أن المكتبة تقدمت، في وقت مبكر، إلى الممونين الذين تتعامل معهم، بطلبياتها من المقررات والكتب المطلوبة لدى مدارس المنطقة، قبل أن تتوصل بها في الوقت المناسب، وتقوم بترتيبها في الرفوف والفضاءات الخاصة، وبشكل منتظم، حسب أنواعها ومستوياتها . وتفاديا للاكتظاظ والانتظار، خاصة مع الإقبال الكبير الذي تعرفه المكتبات خلال هذه الفترة من السنة، أشارت زكية إلى أن التعامل مع الزبائن يتم على أساس استقبال قوائم الكتب والمستلزمات المدرسية من الآباء أو الأمهات أو أولياء الأمور مع أرقام هواتفهم، على أن يتم تجميع وتوفير طلبياتهم قبل الاتصال بهم لتسليمها إياهم. ويفضل العديد من الآباء، لاسيما الذين يتابع أبناؤهم دراستهم في المدارس الخصوصية، تفاديا للازدحام في المكتبات، اقتناء الكتب والأدوات المدرسية في وقت مبكر، بعد أن وفرت لهم هذه المؤسسات اللوائح المدرسية في نهاية الموسم الدراسي المنصرم . وإذا كانت غالبية الأسر التي لديها إمكانيات مادية تلجأ إلى المكتبات لاقتناء الكتب والأدوات المدرسية، فإن شريحة أخرى، لاسيما ذات الدخل المحدود، تقصد باعة الكتب المستعملة، أو الاستعارة من مكتبات بعض المؤسسات التعليمية ، خاصة العمومية . حميد شاب في الأربعينات، بائع الكتب المستعملة، بأحد الأسواق وسط المدينة، أكد أنه يمتهن هذه المهنة على طول السنة، حيث يوفر كتب مدرسية إلى جانب مؤلفات وروايات وكتب علمية ومجلات ثقافية واقتصادية وغيرها، مشيرا إلى أنه يقوم باقتنائها وإعادة بيعها من جديد بأثمنة مناسبة تختلف باختلاف أنواعها وأهميتها . وبخصوص أنواع الكتب المدرسية المستعملة التي يوفرها للأسر ويتم الإقبال عليها، أشار، في تصريح مماثل، إلى أن الأمر يتعلق بمقررات تشمل مختلف المستويات الابتدائية والإعدادية والثانوية، مضيفا أنها تعرف بعض الإقبال مع بداية الدخول المدرسي، إلى جانب كتب الإعداد للاختبارات (تمارين وحلول) التي يقبل عليها تلاميذ سلك الباكالوريا . ويشكل بيع الكتب المستعملة، سواء في بعض الأسواق المتواجدة في وجدة، أو في أماكن أخرى متفرقة بالمدينة، فرصة لبعض الشباب لممارسة هذا النشاط الذي يشكل مورد دخل موسمي لهم، يتيح لهم مساعدة أسرهم من ذوي الدخل المحدود . وفي هذا الصدد، يقول حميد، إنه رغم التراجع والكساد الذي تعرفه هذه المهنة، إلا أنها تشكل بالنسبة له مصدرا لتوفير لقمة العيش، وضمان دخل بسيط لأسرته . ورغم ما تشكله تكاليف الدخول المدرسي، التي تشمل، على الخصوص، شراء الكتب والأدوات المدرسية، وكذا واجبات التسجيل، من أعباء إضافية على كاهل الأسر من ذوي الدخل المحدود، تحرص هذه الأخيرة على اقتناء المستلزمات الدراسية لأبنائها تماشيا مع قدرتها الشرائية والأمل يحذوها في تحقيق تحصيل دراسي جيد ومثمر لفلذات أكبادها .