قدم المدرب وليد الركراكي الخميس الماضي، لائحة الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، استعدادا لمباراتي الغابون بليبروفيل، ولوسوتو بوجدة…
تدخل المباراتان في إطار الجولتين الخامسة والسادسة، عن المجموعة الثانية من التصفيات الإفريقية المؤهلة، لنهائيات كأس إفريقيا للأمم التي سيحتضنها المغرب في الفترة الممتدة ما بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026.
لائحة بدون حكيم زياش، بدون غانم سايس، وبدون محمد الشيبي، كما عرفت هذه اللائحة المكونة من 26 لاعبا، تواجد أربع حراس دفعة واحدة، وهو اختيار يحدث لأول مرة، كما تمت عودة المدافع آدم ماسينا، الغائب منذ سنوات عن صفوف المنتخب، بسبب الإصابات التي لحقت به…
عاد كذلك يحيى عطية الله وأمير ريتشارسون، بينما يلاحظ الإصرار على إقصاء أمين حارث، رغم المستوى اللافت الذي يقدمه مع نادي أولمبيك مرسيليا بالدوري الفرنسي…
كل هذه الاختيارات تبقى مفهومة؛ باستثناء إبعاد للمرة الثانية على التوالي، للفتى المدلل حكيم زياش، الذي كثيرا ما حظي بنوع من الأفضلية في التعامل، كما بذل مجهودا كبيرا من أجل إرضائه، رغم خلافاته المتكررة مع أغلب المدربين، الذين تعاقبوا على رأس الإدارة التقنية لـ “أسود الأطلس”…
إلا أن المعطيات المتوفرة، تؤكد أن الأمور اختلفت هذه المرة، ولم يعد هناك مجال لإرضاء الخواطر، وتحمل سلوكات تؤثر على تماسك المجموعة ككل…
في كل مرة تسارع الدائرة المحيطة بالمدرب وليد الركراكي، إلى التأكيد على أن سبب هذا الإبعاد، يعود لقلة التنافسية بسبب الإصابة التي لحقت به، إضافة إلى مشاكل يعاني منها مع نادي غلطة سراي التركي في المدة الأخيرة، واقترابه من المغادرة خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية.
كما أن أصحاب النفي، حرصوا على التأكيد أن العلاقة بين وليد وحكيم جد عادية، ولا وجود لأي خلاف بين الرجلين، وأن هناك تواصلا دائما، مع التأكيد أيضا على المكانة الخاصة التي يتمتع بها زياش داخل تركيبة المنتخب، وعلى هذا الأساس، فهو مطالب بإيجاد حل لوضعيته مع فريقه التركي.
إلا أن هذه التوضيحات الغارقة في الدبلوماسية والمجاملة، لا تلغي فرضية وجود حالة من القلق، تحيط بوضعية هذا النجم المزاجي في سلوكه، والغارق في النرجسية الهدامة، والذي يحب اتباع أسلوب “خالف تعرف”…
هناك أوساط تربط هذا الغياب المثير للجدل، بفحوى تدوينة بمواقع التواصل الاجتماعي، هاجم خلالها زياش قبل أسابيع الحكومة المغربية، بسبب القضية الفلسطينية، إضافة إلى حذف صوره بقميص المنتخب المغربي بالصفحات الخاصة…
المهم أن الأمور ليست عادية، خاصة وأن هناك مجموعة من الممارسات غير السليمة، تصدر باستمرار من هذا النجم الذي يعتبر نفسه فوق العادة، كما حدث خلال المباراة ضد زامبيا بأكادير، عندما قام بحركات لا رياضية لحظة تغييره، مع العلم أن زميله يوسف النصيري قام هو الآخر بنفس السلوك الأرعن….
ننتظر موعد مارس القادم الخاص بتصفيات مونديال 2026، للوقوف على مستجدات ملف غير عادي، يهم لاعبا اختار عن طواعية، حمل القميص، لكنه بالمقابل يحمل هذا القميص، سلوكات غير لا تطاق…
>محمد الروحلي