الحكومة تعاين فداحة خسائر فيضانات الجنوب الشرقي وتكتفي بالوعود

تسببت غزارة الأمطار التي شهدتها بلادنا، مؤخرا، في فيضانات نجمت عنها أضرارا جسيمة بالنسبة للنشاط الفلاحي بمجموعة من المناطق بالجنوب الشرقي للمملكة، حيث دمرت السيول الجارفة المزارع وأنظمة الري وغمرت الحقول وأتلفت المحاصيل الفلاحية.

فبعد سنوات عجاف متوالية، “جادت” السماء خلال يومين فقط بأمطار قوية، تمثل نصف كميات ما تعرفه هذه المناطق المنكوبة مدة حول كامل، متسببة بذلك، في تحطيم الطرق وطمر الآبار، فضلا عن تغيير تضاريس الأرض ومحو معالم وحدود الملكيات للأراضي والتسبب في التوترات، مما كبد ويكبد الفلاحين ومربي الماشية بهذا الربوع، خسائر فادحة، خصوصا المزارعون الصغار، الذين يعانون من الفقر وأمسوا من فرطه معدمين لا يقوون على مجابهة الغلاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي فرضته حكومة اخنوش على عموم الشعب المغربي.

فبلا شك أن هذه الكارثة، ستدفع بالمزارعين الذين يعتمدون في نمط عيشهم على الفلاحة كمصدر رئيسي لدخلهم البئيس، إلى الهجرة من مناطقهم إلى المدن بحثا عن سبل أخرى للحياة، مما يعني معاناة مضاعفة لهؤلاء النازحين المحتملين، وتكريسا لظاهرة السكن العشوائي بالحواضر، وما يترتب عن ذلك من سلبيات على مستوى الشغل والتطبيب والتمدرس وما إلى ذلك من مجالات أخرى.

وقد استنفرت هذه الكارثة الطبيعية، وزير الفلاحة، محمد صديقي، الذي هرع أول أمس الثلاثاء لإقليم ورزازات للوقوف على أضرارها على النشاط الفلاحي والبنيات الزراعية، وبشكل أساسي البنيات الهيدروفلاحية (السواقي، الجدران الواقية، المجاري…) وكذا الأشجار المثمرة كالزيتون والتين والنخيل والمزروعات الموسمية.

وفي خضم هذه الزيارة التي شملت موقع أم الرمان التابعة للجماعة الترابية لغسات، قال المسؤول الحكومي للصحافة، إنه “بناء على تشخيص أولي للوضع في الميدان، تمت تعبئة مبلغ 40 مليون درهم في مرحلة أولى لاتخاذ إجراءات عاجلة لإصلاح الأضرار على مستوى الجهة”.

وأضاف أن هذا البرنامج، يهدف إلى إعادة تأهيل البنيات التحتية المائية وإنعاش الأنشطة الفلاحية وفك العزلة عن الساكنة المتضررة.

وأشار إلى أن الأقاليم المتضررة ستستفيد من ميزانيات مهمة في إطار البرامج التنموية والتي تهم على وجه الخصوص النهوض بالقطاعات الفلاحية وتعزيز البنية التحتية.

وأكد الوزير أنه سيتم إيلاء اهتمام خاص بصغار المزارعين، على وجه الخصوص من حيث الدعم والإشراف والمساندة بهدف إطلاق موسم فلاحي جيد.

وبحسب وزارة الفلاحة، فقد شملت الأضرار التي لحقت بالبنيات التحتية الهيدروفلاحية على مستوى هذه الجهة، تدهور 29.7 كلم من السواقي، و6 كلم من المسالك القروية والفلاحية، والتجهيزات الهيدروميكانيكية، ومعدات الطاقة الشمسية ومحطات الضخ.

هذا، ويرى الخبير في البيئة والمناخ، مصطفى بنرامل، أن هذه الأمطار القوية والسيول جاءت نتيجة التقلبات المناخية، التي تؤثر بشكل كبير على أنماط التساقطات في البلاد ل الدول الإفريقية.

وأضاف بنرامل، وهو رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ  في تصريح إعلامي، أن التغير المناخي أدى إلى زيادة هطول الأمطار بشكل غير معتاد، مما يسبب فيضانات شديدة تؤثر على الزراعة والبنية التحتية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الأمطار الغزيرة التي تساقطت مؤخرا على الجنوب الشرقي للمملكة، كانت لها نفس التداعيات.

وأوضح نفس المصدر، أن من بين هذه التداعيات، تضرر الشبكة الطرقية خاصة القريبة من الأودية والأنهار، وتضرر الكثير من أشجار النخيل التي كانت في وضعية مزرية بعد توالي سنوات الجفاف، ، فضلا عن  توحل تربة الزراعات المعيشية التي يعتمد عليها سكان الواحات، مما يستلزم جهدا وإمكانات من أجل استعادة خصوبة التربة، فضلا عن “فقدان المواطنين للمساكن والمحلات التجارية والضيعات والماشية، بسبب وجودها بالقرب من مجاري المياه بفعل قوة السيول وسرعة جريانها”.

سعيد ايت اومزيد

Top