مؤتمر دولي بمراكش يتدارس سبل المساواة في الولوج إلى الرعاية الصحية

تختتم، يومه الخميس، بمراكش فعاليات المؤتمر الدولي العشرين حول الصحة الحضرية، الذي يجمع، منذ يوم الثلاثاء الماضي، صناع قرار وخبراء وباحثين وممثلين عن المجتمع المدني من أكثر من 50 دولة، لتدارس نماذج مبتكرة للسياسات والتنمية والتهيئة الحضرية، تروم تعزيز رفاهية المواطنين والمساواة في الولوج إلى الرعاية الصحية.
ويشكل هذا المؤتمر، المنظم من قبل الجمعية الدولية للصحة الحضرية، تحت شعار “أفق أكثر صحة: تفعيل استراتيجيات الصحة الحضرية لمستقبل مرن أمام تغير المناخ”، منصة لتبادل الحلول المستندة إلى معطيات مضبوطة لمواجهة التحديات الحضرية المستعجلة والمساهمة في تكوين مدن تكون في صلبها الصحة والمساواة للأجيال الحالية والمستقبلية.
وفي تصريح للصحافة، أكدت جيزيل سيباك، المديرة العامة للجمعية الدولية للصحة الحضرية، أن هذا المؤتمر يهدف إلى جمع الأشخاص من مختلف التخصصات (الطب والعمارة والتهيئة الحضرية والهندسة المدنية والخدمات الاجتماعية والصحة العمومية..)، لمناقشة مستقبل الصحة الحضرية في إفريقيا والعالم، وكذلك القضايا المتعلقة بتعزيز الصحة الحضرية ورفاهية الساكنة.
وأوضحت أنه خلال هذه الدورة، ستركز المناقشات على فهم التحديات الكبرى، وتأثير التغيرات المناخية على الصحة الحضرية، والولوج العادل إلى الرعاية الصحية، وتحسين جودة الحياة، والصحة النفسية، لا سيما بالنسبة للأطفال والصحة البيئية وتأثير الأمراض المعدية الناتجة عن تغير المناخ.
وأضافت أنه “على الرغم من أن الإنفاق على الصحة العامة يرتفع بشكل سنوي، إلا أن النتائج لا تتحسن”، مشيرة إلى ضرورة زيادة الاستثمارات في البحث والوقاية، وخلق بيئات حضرية معززة للصحة العمومية.
وأكدت في السياق ذاته أن “المغرب يتبوأ الصدارة في مجال مكافحة التغيرات المناخية والتكيف معها”، لافتة إلى أن المملكة تتمتع بتجربة تمتد لعدة قرون في مجال تدبير الموارد الطبيعية، لا سيما المائية منها.
من جانبه، شدد رئيس قسم الصحة والبيئة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، رشيد الوهابي، على أهمية مثل هذه الفعاليات التي تعتبر مناسبة لمناقشة القضايا المتعلقة بالسياسات الحضرية والصحة، مشيرا إلى أن السكن وتدبير سياسة المدينة يعدان من العوامل الرئيسية للصحة الحضرية.
وأضاف أن هذا المؤتمر يشكل فرصة لتبادل الممارسات الفضلى، واقتراح وتحديد إجراءات عملية، من خلال إشراك جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الإدارة والمجتمع المدني.
من جهته، أكد عبد اللطيف بوعزة، وهو خبير في التنمية الاجتماعية والبيئية، أن العالم يجب أن يستعد للتوسع الحضري السريع (70 في المائة بحلول سنة 2030)، مشددا على دور المجتمع المدني والأطباء والعلماء في تشجيع الرياضة، والحفاظ على البيئة، وتحسين صحة الجميع.
ويتضمن برنامج هذا المؤتمر جلسات نقاش وورشات بمشاركة خبراء رفيعي المستوى، بالإضافة إلى زيارات للمواقع التاريخية وجولات سياحية بمراكش ونواحيها.

Top