المهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة (فيتاس) بـأكادير ينفتح على المسرح الخليجي..

حضور قوي للفنون الأمازيغية وتقوية ثقافة الاعتراف والعرفان

عاشت مدينة أكادير، طوال الفترة الممتدة من 28 شتنبر إلى غاية 2 أكتوبر الجاري، فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة (فيتاس) المنظم من طرف جمعية “يلاه للفن والمبادرة الثقافية”. وكانت المملكة العربية السعودية ضيفة شرف الدورة، وقد عرف حفل الافتتاح تكريم الفنان المسرحي إبراهيم عسيري، الملقب بسندباد المسرح العربي. كما تم تكريم الدكتور عمر حلي، الرئيس السابق لجامعة ابن زهر ومستشار المدير العام لمنظمة الإيسيسكو حاليا. كما كانت هناك التفاتة تكريمية للممثلة فضيلة بنموسى، التي أسهمت بأعمالها في إثراء الساحة الفنية المغربية.
وتميزت الدورة السابعة للمهرجان، بعروض مسرحية شاركت فيها فرق دولية ووطنية من: المغرب (الرباط، قنيطرة، مراكش)، بلجيكا، فرنسا، إسبانيا، السعودية، ليتوانيا. بالإضافة إلى ندوات بالأهمية بما كان، مثل الندوة التي أطرها الكاتب المسرحي والإعلامي المغربي الحسين الشعبي بقاعة سينما الصحراء، تحت عنوان “راهن وآفاق المسرح الخليجي.. السعودية نموذجا”، وشارك فيها كل من المسرحي السعودي نوح الجمعان، ومساعد الزهراني والمخرج المسرحي السعودي محمد جميل والذي بالمناسبة هو مخرج العرض المسرحي”السقوط من نص دافئ”، الذي شارك في المهرجان..
ولإغناء برنامج المهرجان، أقيمت ندوة أخرى ناقشت موضوع الصناعات الثقافية والإبداعية بالمغرب، شارك فيها الأساتذ عز الدين بونيت، ومسعود بوحسين، إلهام مراد، والحسين الشعبي.
عرف المهرجان، أيضا، جلسة ماستر كلاس مع الممثل رشيد الوالي، وقد كانت جلسة حميمة، تحدث فيها رشيد الوالي عن بداياته ومساراته الفنية في المسرح والتلفزيون والسينما، كممثل ومخرج ومنتج.. وشدد على أهمية أحترام أخلاقيات المهنة، وضرورة الصبر في هذا الميدان.
ولم ينس المهرجان تخصيص لحظات عرفان اتجاه شخصيات بصمت الساحة الثقافية الأمازيغية بجهة سوس كالفنان عبد العزيز بوجعادة والفنانة وفاء أكيدي والفنان القيدوم، عبد الرحيم أكزوم..
وكعادته، منذ دوراته الأولى، نظم المهرجان دورات تكوينية مجانية في المجال المسرحي، استفاد منها شباب المدينة والجهة، وهكذا أقيمت ورشات في “الارتجال المسرحي” من تأطير جيرمي ماطو، وورشة “فن التشخيص” التي أطرها رضا شبشوبي، و”صناعة الأبعاد الدرامية: المسرحية من القراءة إلى التمثيل” من تأطير سفيان نعوم، و”أساسيات العمل كمخرج منفذ، وأدوار مساعدي المخرج” من تأطير رندا علي، و”لغة الجسد على الخشبة” من تأطير طوميو فيركيس.

لحظة تكريم الفنانة فضيلة بنموسى

وفي هذا الصدد قالت المديرة الفنية للمهرجان، إلهام مراد، في تصريح للجريدة: “نسعى دائما في كل دورات المهرجان لعقد ورشات تكوينية وتقنية لفائدة الفنانين الهواة من محبي المسرح، لتقريبهم من عوالم الخشبة وتحسيسهم بأهمية الفن المسرحي في نمو ونضج شخصية الفرد عموما، وضرورة أن يكون الفنان الممارس، على وجه الخصوص، ملما بمستجدات المجال المسرحي في كل مكوناته”.. وعن هذه الدورة قالت المديرة الفنية بأنها “تميزت بتواجد فرق كثيرة من المسرح المغربي (…) علاوة عن عروض أخرى أجنبية.. وعلى رأسها عرض المملكة العربية السعودية ضيفة شرف الدورة الذي خلف انطباعات جيدة لدى جمهور المهرجان.. بهذا كانت دورة غنية ومتنوعة حاولنا أن ندرج فيها جميع أنواع فنون الخشبة (الرقص، الغناء، المسرح) وكان حفل الاختتام بنكهة خاصة حيث عشنا أجواء من السخرية الهادفة مع الثنائي الفكاهي سعيد ووديع، ومع الفنان الساخر رشيد أسلال”.
تضيف مراد: “في الدورات السابقة، كنا نركز على الدول الأوربية ودول المغرب العربي. في هاته الدورة، كان هناك انفتاح على المسرح الخليجي، كانت المملكة العربية السعودية ضيفة شرف، بالإضافة إلى ضيوف من دولة الكويت. أعجبني، أيضا، الحضور النسائي القوي في فعاليات هاته الدورة”.
في ذات الإطار، قال حمزة السباعي، رئيس جمعية “يلاه للفن والمبادرة الثقافية” ومدير المهرجان، في حديثه مع “بيان اليوم”: تميز حفل اختتام المهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة بليلة الكوميديا مع سعيد ووديع والفنان الأمازيغي رشيد أسلال، أحد نجوم الكوميديا الأمازيغية، وهي ليلة سلطنا فيها الضوء على فن مميز وخاص، في إطار تقريب هذا الفن من الجمهور. وهدفنا أن لا يكون المهرجان مركزا على المسرح فقط، بل أيضا على السينما والموسيقى..”.
وأضاف حمزة السباعي أن ليلة الاختتام “عرفت، أيضا، تكريم عبد الرحيم أكزوم، الذي أعطى الكثير للكوميديا الأمازيغية. بالإضافة إلى وقفة اعتراف للأستاذ الكبير الحسين الشعبي، والفنان حسن ميكيات، والفنان هشام الوالي…”
وعن ظروف التنظيم والتمويل يقول مدير المهرجان “أعتقد أن المهرجان يتطور فنيا بطريقة جيدة، سنة بعد أخرى، ولكن ما زلنا نحتاج للدعم أكثر، أعتقد أن المسرح لم يأخذ نفس الدعم الذي أخذته السينما والموسيقى (…) ولولا بعض الشركاء الذين يدعموننا لما أقيمت هذه الدورة، وبالمناسبة أشكر الشركاء الذين دعموننا، ولكننا ما زلنا نحتاج للمزيد من الدعم، لأن المهرجان هو فرصة للتنمية الاقتصادية والثقافية لمدينة أكادير، حيث يحضر ضيوف من خارج أكادير ومن خارج المغرب، ويتعرفون أكثر على المدينة التي نأمل أن تصبح سوقا فنية وثقافية”.
تجدر الإشارة إلى أن هاته الدورة أقيمت بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، المجلس الجماعي لأكادير، مجلس جهة سوس ماسة، مسرح محمد الخامس، وأيضا بتعاون مع ولاية جهة سوس ماسة.

< مبعوثة بيان اليوم إلى أكادير: سارة صبري < تصوير: محمد أوبلا

Top