يتوجه الناخبون الكويتيون إلى صناديق الاقتراع، غدا الخميس، رابع أبريل الجاري، لانتخاب أعضاء مجلس الأمة الكويتي (أمة 2024) في فصله التشريعي الثامن عشر، في انتخابات مبكرة دعا لها أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وسيكون على 834733 ناخبا كويتيا بالدوائر الانتخابية الخمسة، وللمرة الرابعة في ظرف سنيتين، اختيار 50 عضوا جديدا بمجلس الأمة، بعد صدور المرسوم الأميري القاضي بحله منتصف فبراير 2024، وفق المادة 107 من الدستور الكويتي. ويعد هذا الحل هو الثاني عشر من نوعه في تاريخ مجلس الأمة الكويتي، حيث كان أول حل للمجلس سنة 1976 في حين كان آخر مرة في ابريل 2023.
وبعد إغلاق باب الترشيح يوم الأربعاء 13 مارس المنصرم، وإغلاق باب التنازل يوم الخميس الماضي، وحسم محكمة التمييز الإدارية في الطعون المقدمة من قبل المرشحين الذين تم استبعادهم من الترشح بسبب وجود موانع قانونية، تم حصر عدد المرشحين لهذه لانتخابات في 200 مرشحا من بينهم 14 امرأة سيتنافسون على المقاعد الخمسين بقاعة عبد الله السالم.
وقد أعلنت وزارة الداخلية الكويتية، أن التصويت في انتخابات مجلس الأمة 2024 سيكون عبر شهادة الجنسية الأصلية، مشيرة إلى أنه في حال فقدان أو ضياع شهادة الجنسية، على الناخب مراجعة الإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر لاستخراج شهادة جديدة، حيث سيكون على الناخب يوم الاقتراع إبراز شهادة الجنسية للختم عليها، والبطاقة الوطنية لإثبات الموطن الانتخابي، وهي الآلية التي تم اعتمادها، أول مرة في الانتخابات الماضية، حيث يتم التصويت اعتمادا على العنوان المضمن في البطاقة الوطنية، وذلك بهدف الحد “من جريمة نقل الأصوات والتلاعب في سجلات الناخبين”.
ولضمان نجاح سير عملية الانتخابات، قامت إدارة شؤون الانتخابات في وزارة الداخلية بتخصيص 123 مدرسة، لاستخدامها كمقار للاقتراع والفرز في انتخابات مجلس الأمة 2024 المقررة الخميس المقبل، منها 118 مدرسة للاقتراع و5 مدارس رئيسية للفرز وإعلان النتائج النهائية بالدوائر الخمس. كما تم إصدار هويات خاصة بالمتطوعين الراغبين في العمل باللجان الانتخابية، وعددهم لإجمالي 4871 منهم 2232 من الذكور و2639 من الإناث، بالإضافة إلى فريق طبي تطوعي من الهلال الأحمر الكويتي سيكون متواجدا بمراكز الاقتراع أثناء العملية الانتخابية.
ويخشى مراقبون أن يؤثر شهر الصيام على نسبة المشاركة في هذه الاستحقاقات الانتخابية، فيما يرى آخرون أن الصيام لن يكون له تأثير كبير على نسبة المشاركة، على اعتبار أن هذه الانتخابات هي الثانية من نوعها التي تجرى في شهر رمضان بعد انتخابات مجلس أمة 2013 التي شهدت نسبة مشاركة فاقت 52 في المائة رغم الصيام، ومع فقد أطلقت وزارة الإعلام بالتعاون مع بلدية الكويت، حملة إعلامية تحت شعار “صوتك.. مستقبل وطن” تهدف لدعوة الناخبين للاضطلاع بمسؤوليتهم الوطنية من خلال المشاركة والتصويت في انتخابات مجلس الأمة 2024، الأولى من نوعها في عهد الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وبالنظر لخصوصية شهر رمضان، يعتمد أغلب المرشحين في حملتهم الانتخابية وفي تواصلهم مع الناخبين على مواقع التواصل الاجتماعي، كوسيلة أصبحت أساسية في حث الناخبين على المشاركة والتصويت لفائدة المرشح الذي يرونه صالحا للولوج إلى قبة عبد الله الصالح.
وتنقسم الدوائر الانتخابية في الكويت إلى خمس دوائر، تنتخب كل دائرة منها عشرة أعضاء، ويحق للناخب الإدلاء بصوت واحد فقط لمرشح واحد، وذلك وفقاً لمرسوم الصوت الواحد الذي أقرّه أمير الكويت السابق، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، عبر قانون “مرسوم الضرورة” عام 2012، وقلص بموجبه أصوات الناخبين من أربعة أصوات إلى صوت واحد.
ويقوم النظام الانتخابي الكويتي على نظام الصوت الواحد الذي تم إقراره في قانون الانتخابات المعدل سنة 2012، بعد ما كان التصويت يجري وفق نظام الأربعة أصوات أي أن كل ناخب كان له الحق في التصويت على أربعة مرشحين في الدائرة المسجل الانتخابية، بها، لكن بعد تعديل هذا النظام بات يحق لكل ناخب الإدلاء بصوته لمرشح واحد فقط في الدائرة المقيد فيها ويعتبر باطلا التصويت الأكثر من هذا العدد مع الإبقاء على تقسيم الدوائر الانتخابية لعضوية مجلس الأمة إلى خمس دوائر انتخابية، وبعشر نواب عن كل دائرة.
محمد حجيوي
********
أمير الكويت يحذر من مقاطعة الانتخابات ويدعو إلى انتخاب مجلس أمة متميز بوجوه ذات فكر مستنير
حذر أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، من مقاطعة انتخابات مجلس الأمة 2024 التي ستجري يوم غد الخميس، مؤكدا على أن مقاطعة الانتخابات تفريط في الحق الدستوري.
وقال في كلمة موجهة إلى الشعب الكويتي، بثتها وكالة الأنباء الكويتية “كونا” “نتطلع إلى مشاركة أبناء وطننا العزيز في الانتخابات ومن يقاطعها فإنه يفرط في حقه الدستوري ولم يؤد أمانة الاختيار ولا يحق له بعد ذلك أن يلوم أحداً على تدني المخرجات ولا على سوء الأداء وعدم الإنجاز، وعلى الجميع عدم الالتفات إلى دعاة الفرقة والفتنة وأن نكون صفاً واحداً نحمي الكويت وأهلها”.
وأعرب الشيخ مشعل عن أمله في أن تسفر هذه الانتخابات عن مجلس أمة وصفه ب “المتميز” يضم وجوها، تتمتع بحسبه، ب”فكر مستنير”، وتستفيد من “الدروس والتجارب البرلمانية السابقة وينهضون بمسؤولياتهم الوطنية”، يضيف أمير الكويت الذي دعا الناخبين إلى حسن اختيار من يمثلونهم والابتعاد عن اختيار من ” كان هدفه تحقيق المصلحة الشخصية أو افتعال الأزمات أو المساس بالثوابت الدستورية، فاختياركم السليم طريقكم لبناء مستقبل وطنكم وأجيالكم”، داعيا إلى “فتح صفحة جديدة” والتحلي بقيم “المحبة” وإشاعة “التفاؤل”وفي الوقت ذاته، الابتعاد “عن التعصب والمصالح الشخصية وعن الممارسات الخاطئة التي تهدد الوحدة الوطنية”.
وفي سياق ذي صلة أستنكر مجلس الوزراء الكويتي في اجتماع له أول أمس الاثنين ما اعتبره إثارة للفتنة ومس بالوحدة الوطنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة عامر العجمي “إن مجلس الوزراء استنكر ما أثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي من إثارة للفتن والمساس بالوحدة الوطنية”، مشيرا إلى رفض مجلس الوزراء لما “يحدث من إساءة بالقول أو الفعل، وبإثارة الفتن أو محاولة تبرير أو تعزيز أي شكل من أشكال الكراهية أو التمييز أو التحريض على ذلك”.
وتقوم وزارة الداخلية الكويتية بعمل وصف ب”الكبير” في التصدي لخطاب الفتنة والتفرقة الطائفية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الأفعال المخلة بقانون الوحدة الوطنية والإساءة للقبائل، وقامت في هذا السياق باتخاذ الإجراءات اللازمة في حق كل من تعرض بالمساس للوحدة الوطنية من خلال عبارات تسيء لفئات المجتمع الكويتي المختلفة.
يشار إلى أن انتخابات الرابع من أبريل 2024 هي رابع انتخابات برلمانية تُنظم في الكويت منذ سنة 2020، فقد أجريت انتخابات في الخامس من دجنبر 2020، وتم حله في الثاني من غشت 2022، وفي 29 شتنبر من السنة ذاتها، تم إجراء انتخابات برلمانية، لكن سرعان ما تم إبطال هذا المجلس المنتخب في 19 مارس 2023 بقرار من المحكمة الدستورية، وإبطال العملية الانتخابية بأكملها، وعودة مجلس الأمة 2020، بسبب بطلان مرسوم حل مجلس الأمة 2020، تبعته انتخابات مجلس الأمة في 6 يونيو 2023، وفي 15 فبراير 2024 صدر مرسوم أميري يقضي بحل المجلس، وفق المادة 107 من الدستور الكويتي.