مؤتمر “كوب29” يبني على بيان مجموعة العشرين للمضي في المفاوضات

رحب المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب29) بالمؤشرات الإيجابية الصادرة عن بيان مجموعة العشرين الملتئمة في ريو بشأن تمويل الحلول المناخية للبلدان النامية، لكنهم شددوا على أن الشق الأصعب من المهمة ينبغي إنجازه في باكو، خصوصا بشأن زيادة الموارد التمويلية للبلدان النامية.
مؤتمر (كوب 29) المقرر أن يختتم الجمعة، لم يتوصل بعد إلى صيغة تكرس كيفية تأمين ألف مليار دولار من المساعدات السنوية أو أكثر، للبلدان النامية.
منذ ساعات الصباح انهمك المشاركون في المؤتمر في أذربيجان على العمل على نص الإعلان الختامي لمجموعة العشرين الواقع في 22 صفحة والذي نشر ليلا
وقد اعتبره البعض مرضيا، خصوصا لذكره مرارا الدول النامية.
لكن بيان ريو لم يتطرق إلى مسألة التخلي التدريجي عن مصادر الطاقة الأحفورية التي تم الاتفاق عليها خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين للمناخ في دبي، ما أثار استياء في أوساط المنظمات غير الحكومية.
ولم يتوصل قادة مجموعة العشرين إلى أي اختراق لكنهم أعربوا على ما يبدو عن النية إلى التوصل إلى اتفاق في باكو في ختام “كوب29″، مع التحفظ عن الدخول في تفاصيل المناقشات.
وقال سيمن ستيل الأمين التنفيدي لاتفاقية الأمم المتحدة حول تغير المناخ إن “وفود مجموعة العشرين لها نظامها الخاص هنا في باكو حيث نحن بأشد الحاجة إلى أن تتوقف البلدان عن التشبث بمواقفها وتتجه سريعا نحو أرضية مشتركة للتفاهم”.
ورحب المنسق الأذربيجاني للمفاوضات لاتشين رافييف ببيان مجموعة العشرين التي “جددت التزامها … بتعددية الأقطاب على صعيد المناخ”.
لكن المناقشات في باكو أكثر تعقيدا.
وكشف مفاوض أوروبي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس بدأ عمله أول أمس الثلاثاء، ككل  المشاركين في “كوب29″، بتفحص بيان مجموعة العشرين الممتد على 22 صفحة “كنا ننتظر زخما كبيرا ولعل  توقعاتنا كانت جد  مرتفعة”.
وأعرب ميشاي روبرتسون، كبير مفاوضي المناخ عن “تحالف البلدان الجزرية الصغيرة” عن أسفه لكون “قيادة مجموعة العشرين التي كان البعض يعول عليها لم تتحقق”.
قالت فريديريكي رودر من منظمة “غلوبال سيتيزن” غير الحكومية إن مجموعة العشرين “أعادت رمي الكرة في مرمى الكوب”، مقرة بأن “البرازيل أدت دورها على أكمل وجه لكن مجموعة العشرين لم تحذ حذوها”.
من ريو، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي ستستضيف بلاده كوب30 العام المقبل في بيليم في الأمازون، أعضاء مجموعة العشرين إلى “عدم ترحيل” المفاوضات الجارية في باكو إلى العام 2025.
تفيد تقديرات خبراء اقتصاديين مكلفين من الأمم المتحدة بأن البلدان النامية تحتاج إلى ألف مليار دولار سنويا من المساعدات المناخية الخارجية بحلول العام 2030، و1300 مليار بحلول العام 2035.
وشدد قادة مجموعة العشرين على “الحاجة إلى زيادة التمويل في مجال المناخ” لرفعه من “مليارات إلى آلاف المليارات المتأتية من المصادر كافة”، وفق الصياغة المستخدمة في بيان ريو.
لكن النص لم يخض في المسائل التي تثير انقسامات بين الأوروبيين والأميركيين والصينيين والبلدان النامية.
وأسف الدبلوماسي الأوغندي أدونيا أييباري لكون البيان لم يحدد الجهات الواجب عليها تقديم التمويل، مع الاكتفاء باستخدام عبارة “من المصادر كافة” بدلا من استعراض جهات التمويل العام بوضوح، وهي إحدى المسائل الخلافية في باكو.
وقال أدونيا أييباري “طلبنا بوضوح أن يأتي ذلك من مصادر عامة على شكل قروض بأسعار فائدة تفضيلية أو مساعدات”، مشيرا إلى أن البيان يبقى بالرغم من ذلك “خطوة جيدة” للتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية المؤتمر.
وصرحت ريبيكا تيسن من الشبكة الواسعة للمنظمات غير الحكومية “كلايمت أكشن نتوورك” إن “قادة مجموعة العشرين لم يرسلوا الإشارات السياسية اللازمة من ريو إلى باكو”.
واكتفت المجموعة بالقول بشأن المفاوضات الجارية في باكو “نتوقع النجاح للهدف الكمي الجماعي الجديد في باكو”.
ولفتت تيسن إلى أن “الصمت بشأن الهدف الجديد لتمويل مكافحة التغير المناخي وبشأن التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري غير مقبول من أكبر الاقتصادات وأكبر الملوثين”.
ومساء أول أمس  الثلاثاء قالت وزيرة التحول البيئي والطاقة الفرنسية أنييس بانيي-روناشيه في مقابلة أجرتها معها صحيفة “ليزيكو” إن التخلي عن الوقود الأحفوري “ما زال مطروحا على الطاولة”، من الضروري “مواصلة الضغط” من أجل إعادة تأكيد هذا الهدف على المستوى الدولي.
واعتبر هارجيت سينغ من المبادرة من أجل اتفاق لعدم انتشار الوقود الأحفوري أن “القادة العالميين الملتئمين في قمة مجموعة العشرين أظهروا نقصا فادحا في الحس القيادي وغفلوا عن إعادة التأكيد على التزامهم التخلي عن الوقود الأحفوري، وهو محور رئيسي من العمل المناخي العالمي”.

 أ ف ب

Top