شلل التحليل

ألم تحاول يوما كتابة قصة معينة واستغرقت وقتا في التفكير في أحداثها، شخصياتها، نهايتها… وارتبكت لأنك لم تجد أجوبة ملائمة لكل هاته العناصر ثم امتنعت عن الكتابة.. أو ربما أردت شراء سيارة معينة وأتيحت لك الكثير من الخيارات وكلما عقدت العزم على واحدة منها تبينت لك عيوبها فتراجعت إلى أن يحين الوقت المناسب الذي تدرك فيه جيدا أي منها الأنسب لك..
التفكير الزائد والشلل التحليلي.. ليس هنالك منا من لم يتعرض لمواقف شعر فيها حرفيا بالشلل قبل الإقدام على خيار أو طريق ما.. الامتناع عن اتخاذ القرار أو المعاناة لاتخاذ قرار دون الرغبة خلال موقف يبدو لنا معقدا بسبب الخوف من احتمال ظهور مشكلة أكبر. قد نرغب في حل مثالي أو فقط حل وسط بأقل الأضرار الممكنة، لكننا قد نخشى ارتكاب حماقة كبيرة واتخاذ قرار قد يؤدي إلى خطأ لا رجعة فيه..
نسعى بطريقة لا متناهية إلى ذلك الحل الذي يبدو على بعد خطوات منا.. لكننا وكلما تقدمنا يبعد عنا.. وتطال المسافة.. نعتقد لبرهة أن كل الأفكار المبعثرة قد تراصت لكن فجأة تبرز زوبعة كثيفة من حيث لا ندري فيصبح الحل على بعد أميال وأميال..
نحرم من تجارب واقعية نعيشها الآن لأن عقلنا في عالم ٱخر.. يشتغل على الدوام.. يحلل.. ولا حكم لتحديد ما إذ كانت نتائج التحليل صائبة أم لا..
شلل التحليل هذا يشمل اجترار الأفكار نفسها مرارا وتكرارا. لكن هذا الإفراط في التفكير لا يؤدي عادة إلى أي رؤية جديدة.
لا حرج في التفكير في الخيارات قبل اتخاذ القرار.
ولكن إذا وجدت نفسك متوقفا باستمرار بسبب التردد، فقد يساعدك ذلك في إلقاء نظرة فاحصة على أسباب ذلك.
عندما يتوجب عليك اتخاذ قرار معين، تجاوز نفسك جرب القليل من الاندفاع مع القليل من التفكير بالطبع. حدد المسار الذي تشعر أنه صحيح واتبعه.
إذا لم تسر الأمور كما تتمنى، يمكنك دائما تجربة شيء آخر! يمكنك دائما تغيير المسار يكفي أن يظل جهاز التحكم بيدك أنت فقط ..

«أفضل شيء هو القيام بالشيء الصحيح؛ الأفضل التالي هو فعل الشيء الخطأ؛ أسوأ شيء على الإطلاق هو أن تظل ثابتًا تمامًا»
ألفريد هنري لويس (عن ثيودور روزفلت والسياسة)

بقلم: هاجر أوحسين

الوسوم
Top