كيف سيكون الأمر أمام تنزانيا؟

هل تبدد المباراة ضد تنزانيا مساء اليوم بوجدة، حجم المخاوف التي أفرزتها مواجهة الجمعة الماضي، ضد النيجر؟
إنه سؤال حارق، يحمل بثناياه شحنة القلق الكبير، أعقبت العرض الباهت المقدم من طرف الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، في مواجهة منتخب بمستوى متوسط، وبترتيب قاري ودولي جد متأخرين.
فأمام فريق بإمكانيات محدودة، تسلح بتصور تكتيكي موفق لمدربه بادو الزاكي، عجز نجوم المغرب عن فرض إيقاعهم، وتأكيد مكانتهم المتقدمة ببورصة أفضل اللاعبين على الصعيد العالمي.
هكذا، كنا بالفعل صورة قاتمة، ترجمها عجز واضح، إلى درجة صار تحقيق الفوز الصعب في آخر ثانية من الوقت الإضافي، بمثابة إنجاز كبير، تنفس معه الجمهور الرياضي الوطني الصعداء، لكنه لم يلغ أبدا حجم المرارة التي أحس بها، وهو يتابع تفاصيل عرض ضعيف، ومستوى مهزوز لكوكبة من النجوم، يعول عليها للمنافسة بقوة على اللقب القاري، وانتظار مشاركة أكثر قوة بكأس العالم القادمة، بطموح الكبار، كلهم رغبة في تأكيد المكانة المتقدمة، المنجزة بمونديال قطر 2022.
هناك مجموعة من الحقائق تتأكد يوما بعد اليوم، الكل يتحدث عنها، والجميع ينتظر معالجتها، لكن هناك عوامل تحجب الرؤية عن المدرب وليد الركراكي، فلا يعقل أن لا ينتبه إلى أن أضعف حلقة داخل المجموعة الوطنية، تتمثل في سلبية خط الوسط، لا هو يدافع في الوقت المناسب، ولا هو يسهل مهمة المهاجمين، ولا هو يساهم في ممارسة الضغط المطلوب على مرمى الخصم.
فالسلبية أصبحت طاغية على أداء لاعبين معينين، تثاقل مريب لسفيان أمرابط، لعب استعراضي مبالغ فيه لعز الدين أوناحي، وتوظيف سيء لإلياس بن الصغير، والنتيجة غياب الحلقة الأهم في أية منظومة.
في نفس السياق، كيف نفسر التألق اللافت ليوسف النصيري مع المدرب البرتغالي جوزي مورينيو، واختفائه المريب مع وليد الركراكي؟
وهناك أيضا سؤال آخر يتجلى في طريقة توظيف سفيان رحيمي، هل هو جناح؟ أم قلب هجوم؟ لأن المصلحة تفرض الاعتماد على اللاعب المناسب بالمكان المناسب، لا البحث عن ضمان مكان للاعب بعينه طمعا في دعم جماهيري لفريقه الأصلي، كما كان الأمر خلال مونديال قطر، وأدى المنتخب ثمنه غاليا.
فدخول إسماعيل الصيباري وبلال الخنوس، أظهر بالملموس أن الجاهزية هي التي يجب أن تكون الفيصل، ولا مكان للعاطفة، أو استحضار العلاقات الخاصة، مع العلم أن هناك مواهب تدق بقوة باب المنتخب، ولا تنتظر سوى من يفتح لها الباب بكل تجرد، بعيدا عن أية تأثيرات خارجية أو هامشية.
ننتظر مواجهة مساء اليوم ضد المنتخب التنزاني، والمطلوب هو تحقيق الفوز لكسب ثلاثة نقط، تزكى زعامة المجموعة الخامسة، في انتظار معالجة حالة إبعاد الكونغو، واعتماد رسمي للترتيب النهائي.
فالمهم في هذه المرحلة، تحقيق التأهيل، وإن كان يبدو سهلا وفي المتناول، لكن تكرار أخطاء الطاقم التقني، حوله إلى مستوى الإنجاز الخارق.
نحن دائما مع الفريق الوطني في كل الظروف والأحوال، في استحضار مستمر لكل لحظات الفرح التي تمنحها لنا “أسود أطلسية”، كنا وسنبقى نتابعها بكثير من العزة والافتخار…

>محمد الروحلي

Top