يشكل البناء العشوائي في الدار البيضاء تحديا كبيرا يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية بمكافحته والحد من انتشاره، لاسيما السلطات الموكول لها تطبيق القوانين بصرامة، وفرض الالتزام بالأنظمة العمرانية وتجنب الارتماء في أحضان الظاهرة التي تشوه المشهد الحضري وتشوه جمالية المدينة وتؤثر على مظهرها العام.
فانتشار الظاهرة بسيدي معروف أولاد حدو بمقاطعة عين الشق، يؤدي إلى ظهور أحياء غير منظمة تفتقر إلى الخدمات الأساسية وتنتشر فيها المشاكل الاجتماعية والأمنية. ويشجع عدم تطبيق القوانين بصرامة وغض الطرف عن الظاهرة، المخالفين في الاستمرار في خرق الضوابط العمرانية.
توصلت جريدة “بيان اليوم” بشكاية من طرف المواطن “ن.ج”، يعبر فيها عن استيائه العميق من البناء العشوائي فوق الحزام الأخضر المحاذي للطريق السيار بالقرب من غابة سيدي مسعود.
وحسب هذه الشكاية، فإن هذه المنطقة التابعة لسيدي معروف أولاد حدو عمالة مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، تشهد ممارسات غير قانونية في البناء تسببت في إلحاق أضرار كبيرة بالمساحة الخضراء، مما يشكل تعديا واضحا على الحقوق الجماعية وانتهاكا للقوانين المعمول بها.
وأوضحت الشكاية، أن أعمال البناء تمارس داخل أسوار فوق أرض عارية محاذية للطريق السيار، حيث تم إفراغ شحنات من “الياجور” و”الاسمنت” ومواد بناء أخرى (على عينك أبن عدي) ودون حسيب أو رقيب، مستغلة، المساحة الخضراء دون أي احترام للضوابط العمرانية أو الحصول على تراخيص رسمية.
وتابعت الشكاية أن الوضع القائم أدى إلى تغيير معالم المنطقة وتشويه صورتها، مع ما يرافق كل ذلك من تأثير سلبي على البنية التحتية للمنطقة.
ويدعو المشتكي السلطات المحتلة إلى التدخل العاجل للحد من هذه الممارسات التي تهدد المنطقة وتسيء لسمعة المدينة، مطالبا، بتطبيق صارم للقانون على المخالفين، من أجل صيانة والحفاظ على الملك العمومي وضمان الحق في بيئة سليمة ومنظمة للجميع.
هذا، ورغم الجهود المبذولة لضبط التعمير ومكافحة البناء العشوائي، إلا أن استمرار هذه الظاهرة، يطرح عدة تساؤلات حول فعالية التدابير المتخذة في هذه المنطقة بالذات، حيث تبرز مخالفة القوانين والأنظمة العمرانية في عدة أمكنة دون أي رادع.
ويعتبر البناء العشوائي ظاهرة مسيئة لمدينة الدارالبيضاء، خاصة في منطقة سيدي معروف أولاد حدو بعين الشق، حيث تشكل مفارقة غريبة تسائل المسؤولين، لاسيما، وأنها تأتي في ظرفية حساسة جدا، حيث الاستعدادات المكثفة التي يخوضها المغرب من أجل الظهور بوجه مشرف، من خلال استضافته فعاليات رياضية عالمية كبرى، من قبيل كأس إفريقيا وكأس العالم.
وكشفت نفس الشكاية، أن البناء العشوائي فوق الحزام الأخضر وبالقرب من الطريق السيار، لم يكن ليحدث، لولا تراخي السلطة المحلية وغضها الطرف عن تطبيق القانون في هذا المجال، مستغربة في نفس السياق، المراسلات المتكرر للجهات المعنية بمحاربة الظاهرة وعلى رأسها قيادة سيدي مسعود من قبل المشتكي للقيام بالمتعين لكن دون جدوى!؟، تضيف الشكاية، متسائلة في نفس الوقت، عمن يحمي صاحب هذا البناء غير المرخص فوق الحزام الأخضر بالقرب من الطريق السيار، حيث شيد “عشوائيات” في انتظار تحويلها إلى مشاريع استثمارية!؟ يقول المشتكي، مستغربا آ بهكذا ممارسات ستساهم المنطقة في جهود التنمية الحضرية التي تستهدف تحسين المشهد العام للمنطقة وجودة عيش ساكنتها!؟.
“بيان اليوم”، إذ تفتح هذه الشكاية على الرأي العام وتنقلها للجهات المختصة، فإن المراد والغاية من كل ذلك، هو دفع السلطات المحلية إلى التحرك، وأن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة هذا الوضع سواء في هذه المنطقة بالذات، أو أرجاء أخرى بسيدي معروف أولاد حدو، حيث يكثر البناء العشوائي، وأن تكون هذه المعالجة بما يليق بمكانة الدار البيضاء، المدينة التي تمثل طموح المغرب في تحقيق التوازن بين التطور العمراني واحترام القوانين والتنظيمات، ورمزا للتقدم والانفتاح، فهي تستحق أن تكون فعلا مدينة متوازنة، منظمة، وملهمة للأجيال القادمة، لكن شريطة انخراط الجميع في هذا المشروع الاستراتيجي الكبير.
< سعيد ايت اومزيد