قال حمادي كيروم مدير المهرجان الدولي للسينما المستقلة بالدار البيضاء، يوم الجمعة الماضي، خلال حفل افتتاح الدورة الرابعة لـ FICIC “إن الثقافة تنشد الديمقراطية وتدافع عنها، كما أن حقل السينما الواسع يحاول أن يسمو بذوق المتلقي”.
وأكد حمادي كيروم في كلمته أمام جمهور المهرجان، الذي ينظم ما بين 11 و17 أبريل الجاري، أن اختيار تنظيم هذا الحدث الذي وصل للدورة الرابعة، نابع من قناعة مجلس مقاطعة المعاريف، باعتبارها القلب الحضري والحضاري للعاصمة الاقتصادية، في دعم الإبداع والخلق الثقافي.
وأبرز كيروم أن المهرجان الدولي للسينما المستقلة ليس بمهرجان عادي ورخيص، ولا يتوخى الفرجة من أجل الفرجة، وإنما جاء للرقي بالمستوى الفني والجمالي للجمهور البيضاوي والمغربي والدولي، محيلا على فيلم “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” للمخرج المصري خالد منصور الذي اختارت الإدارة الفنية للمهرجان عرضه في حفل الافتتاح، “فهذا العمل صعب جدا، لكنه بسيط ودقيق كذلك”، يقول مدير FICIC.
من جهته، اعتبر عبد الصادق مرشد، رئيس مقاطعة المعاريف بالدار البيضاء، أن دعم تنظيم المهرجان الدولي للسينما المستقلة، هو دعم لاستمرار العمل الثقافي بالمغرب والدار البيضاء، والمعاريف على وجه التحديد، لا سيما أن هذه المقاطعة، ومسرح محمد زفزاف تحديدا، استضاف عديد اللقاءات الثقافية الكبيرة.
وأوضح عبد الصادق مرشد، أن إدارة تسيير المقاطعة حملت على عاتقها تنشيط المشهد الثقافي بالمقاطعة، بعد مرحلة من الركود والسبات التي عرفتها، ومن هنا جاءت فكرة إحداث المهرجان الدولي للسينما المستقلة بعد تداول الفكرة مع حمادي كيروم.
وسجل مرشد أن عنوان المهرجان الذي يحيل على الاستقلالية في الفكر والإبداع، هو نفس التصور الذي يحمله طاقم التسيير الذي يؤمن بالاستقلالية، التي تعد أس الانطلاق والانبعاث والتجديد.
تكريم فاطمة خير ومحمد مفتاح
وشهد حفل الافتتاح، تكريم الممثلة فاطمة خير والممثل محمد مفتاح. وقدم المخرج المغربي سعد الشرايبي، بمناسبة تكريم الفنانة فاطمة خير، كلمة أبرز فيها الخصال الإنسانية والموهبة الفنية التي تتمتع بها.
وذكر سعد الشرايبي أن “الزمن يمر، وتبقى فاطمة شامخة”، مؤكدا أنها امرأة وفنانة مغربية من نوع خاص، مثنيا على مهنيتها وتحملها لكامل المسؤولية أثناء أداء الأدوار التي تناط بها، مشيرا إلى أنها من الفنانين الذين يفكرون ويشاهدون ويقرؤون عن الأدوار التي تسند لهم من قبل المخرجين، بصيغة أخرى، “تجتهد في تقديم أعمالها”.
وعبرت فاطمة خير عن شكرها لإدارة المهرجان الدولي للسينما المستقلة التي فكرت في تكريمها، مشيرة إلى أنها تحاول باستمرار أن تجتهد لتقديم الأفضل للجمهور أثناء كل إطلالة و”أتمنى أن أكون قد أوصلت أشياء جميلة للأسر المغربية”.
وأشارت فاطمة خير أنها تحرص باستمرار على احترام ذكاء المتلقي، لهذا تستعد في كل أعمالها بشكل جيد، ضمانا لمرور موفق أما الكاميرا أو فوق خشبة المسرح، وفي هذا الصدد، شكرت كل من قدم لها يد العون لتصل إلى ما هي عليه اليوم.
أما الناقد الفني حسن نرايس فقد اختار أن يقدم الفنان محمد مفتاح بورقة معدة مسبقا، اختار كلماتها بعناية، ليوفي الرجل حقه، خصوصا أنه قامة فنية مغربية وعربية كبيرة، متوقفا عند أبرز المحطات الشخصية والعائلية والمهنية لأيقونة الشاشة المغربية والعربية.
وأبرز حسن نرايس في كلمته أمام جمهور FICIC، المهارات الفنية التي يتميز بها محمد مفتاح والتي هي حصيلة تراكم العديد من التجارب في المسرح والتلفزيون والسينما، ناهيك عن اجتهاده المستمر للحفاظ وتحسين مستواه التشخيص.
وفي هذا الصدد، شكر محمد مفتاح من فكر في تكريمه في مدينته الدار البيضاء، التي تشهد على بداياته الأولى في عالم المسرح والتلفزيون والفن، بما فيها ركح مسرح محمد زفزاف الذي يبقى معلمة فنية شامخة وسط المعاريف على حد وصفه.
وكشف محمد مفتاح أنه بصدد كتابة نص مسرحي حول هذا الفضاء الذي له حميمة خاصة لدى المسرحيين والجمهور من أجل استرجاع ذكريات الماضي، ومحاولة وضع جيل اليوم أمام أهمية هذا التراث الفني في تكوين وتخريج عديد الأشخاص بالبيضاء.
وشهد حفل الافتتاح، تقديم لجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي يترأسها المخرج والمنتج فيليب دياز)فرنسا-أمريكا)، وتضم في عضويتها فريدريك سوشير (بلجيكا)، وإستير ريجينا (إسبانيا)، وهشام العسري (المغرب)، وكمال عبد العزيز (مصر). إلى جانب تقديم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة التي يترأسها المخرج فرانسوا فيلا (فرنسا)، وتضم في عضويتها مريم عدو (المغرب) وجمال زيدا (مصر).
برمجة فنية متنوعة

لجنة الأفلام القصيرة
وتتميز الدورة الرابعة لهذا المهرجان، ببرمجة فنية غنية ومتنوعة تجمع بين الإبداع والتفكير والتكوين والاحتفاء بالتجارب السينمائية المتميزة. وتشير الورقة التقنية لإدارة المهرجان، أنه وفاء لتوجه وفلسفة هذا الأخير، تعرف هذه الدورة مشاركة أفلام تمثل تجارب سينمائية مستقلة من مختلف دول العالم، يتم عرضها لأول مرة بالمغرب. ويتكون البرنامج من مسابقة الأفلام الطويلة (12 فيلم طويل)، ومسابقة الأفلام القصيرة (20 فيلم قصير).
ويخصص المهرجان فسحة مهمة لمشاهدة مجموعة من الأفلام الوثائقية المتنوعة، من دول مختلفة، ونافذة خاصة على عوالم أبرز الأفلام والإنتاجات المغربية الحديثة، والتي تعرف حضورا ولقاء مباشرا لمخرجيها مع جمهور المهرجان العاشق للسينما.

لجنة الأفلام الطويلةوفي سياق متصل، سيتم تخصيص عروض سينمائية لأطفال المؤسسات التعليمية وورشات تكوينية في المهن السينمائية لفائدة شباب وجمعيات المجتمع المدني، ولقاءات مع رموز الفن والتمثيل في فضاءات المعاريف.
ومن جهة أخرى، تم تخصيص برنامج لعرض مجموعة من الأفلام المنجزة من قبل الطلبة والمستفيدين من الورشات التكوينية التي أشرف عليها المخرج المغربي هشام العسري، لا سيما المشاركين في برنامج Casalab-ciné الذي يشرف عليه المركز المغربي للتربية على الصورة بشراكة مع “مقاطعة المعاريف” ومؤسسة casa mémoire.
واستحضارا لأهمية النقاش الفني والفكري في السينما، وبتنسيق مع جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء – وشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية، ينظم المهرجان ندوة علمية دولية بعنوان “الإخراج السينمائي بين المسرح والسينما”، وذلك بمشاركة أساتذة جامعيين وخبراء دوليين ومخرجين ونقاد سينمائيين، وحضور المخرج والسيناريست المغربي يوسف فاضل.

جـانب من الحضور 2