موسم صفري للكبيرين…

خلفت مباريات دور ثمن نهاية كأس العرش، المؤجلة عن الموسم الماضي، نتيجتين مثيرتين للاهتمام، بل تستحقان المتابعة والتحليل، وأخذ العبرة، والأكثر من ذلك الاستفادة من الدروس.

فإذا كان كانت مباريات هذه المسابقة، كثيرا ما فاجأتنا بنتائج غير متوقعة، فإن دور ثمن هذه النسخة، حمل خبرين غير سارين لعشاق ناديين كبيرين، بل فجرا أزمة كبيرة داخل مكوناتهما وقاعدتهما الجماهيرية.

يتعلق الأمر بإقصاء كل من فريقي الوداد والرجاء البيضاويين، في نفس اليوم ونفس الدور، وبنفس الطريقة تقريبا، حيث لعبا خارج ميدانهما، ولم يقويا على الصمود، وعجزا عن إظهار حقيقة الفوارق الحاصلة، في الإمكانيات، وفي الطموحات والأماني…

أقصي الوداد بتطوان، بعد السقوط المريب أمام المغرب المحلي بهدف لصفر، من توقيع المشاكس أيوب لكحل، في آخر دقائق المواجهة، نفس المصير لقيه الرجاء المنهزم بوجدة، ضد الاتحاد الإسلامي، بهدفين لواحد، مع العلم أن هدف الامتياز للمحليين، وقع في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، وبطريقة أكثر من رائعة، عبر اللاعب أيوب لحميدى، بعد نجاحه في مراوغة، خفيفي صاحب التجربة، وأضاف له لمشخشخ المدافع الصاعد.

حدث هذا والفريقان معا، فقدا كل أمل في المنافسة على لقب الدوري، حسم مبكرا لنهضة بركان، كما أن حلم احتلال مرتبة تقود لمسابقة خارجية، بدأ يبتعد دورة بعد أخرى، أي أن هذين الكبيرين، أمام موسم صفري، على جميع المستويات…

والأكيد أن هذا المصير المشترك، لن يمر دون ترك تداعيات… فالردود الغاضبة تملأ حاليا الفضاء، والمطالبة بالتغيير أصبحت مطلبا ملحا، والمسؤولون الحاليون في وضعية لا يحسدون عليها.
فهشام أيت منا “الهارب” من المحمدية، والباحث عن دفء خاص، داخل حضن الوداد، يمر بفترات عصيبة، بسبب مراكمته لأخطاء فادحة، في الاختيارات والتقييم المرحلي للواقع، أخطأ في التعاقدات، سواء في الصفقات الخاصة باللاعبين صيفا وشتاء، نفس الأمر بالنسبة للمدرب الذي جاء به من أقصى نقطة بالقارة، معتقدا تعاقده مع “ظاهرة التدريب”، إلا أن سي هشام خسر حتى الآن كل الرهانات، ولم يتبق له إلا مونديال الأندية..الحدث الذي حرك بدواخله الرغبة في ترؤس ناد نجح في قيادته سعيد الناصري، وما المشاركة بهذا الحدث الكوني، إلا نتيجة لهذه المرحلة الناجحة لابن زاكورة، وبكثير من الامتياز ونكران الذات، وعدم الإصرار على حب الظهور، والترويج لصورته ولاسمه…

وبأمتار قليلة عن مقر الوداد، تعيش القلعة الخضراء نفس الأزمة تقريبا، موسم صفري بعد ازدواجية مدوية السنة الماضية، جعلت عشاقه يحلمون بمواصلة المسار، بنفس التألق والإبهار، إلا أن الواقع الحالي، حمل صدمات متعددة، هزت كيانه من الداخل.

فهروب بودريقة للخارج، واعتقاله بعد ذلك بإلمانيا، ترك فرغا مهولا، فراغ قاتل سببه اختيار أفراد المكتب على المقاس، وعندما تطلب الأمر، البحث عن البديل، لم يتم العثور داخل التشكيلة على الشخص المناسب، لاحتلال المكان المناسب، والنتيجة ضياع في ضياع.

بعد اعتقال الناصري، جاء رئيس من مدينة المحمدية، أظهر استعدادا منقطع النظير لملء الفراغ، أما الرجاء فهناك من يغازل كفيلا آخر جاهزا للاستعمال، بمسايرة ظاهرة “الكفلاء” الباحثين عن مكان تحت الشمس، تبعد عنهم رطوبة المناطق النائية…

إلا أن هناك فئة كبيرة داخل الأسرة الرجاوية ممن يظهرون حتى الآن مناعةj خاصة، ضد هذا الاختراق المبرمج، اللهم من أفراد معدودين على رؤوس الأصابع، تعودوا على الاقتيات من فتات الموائد…

للتوضيح أو للإشارة، فنعني بـ “الكبيرين” من حيث القاعدة الجماهيرية والتاريخ العريق والأسماء الوازنة التي تعاقت على التسيير ، أما الحاضر، فهو شيء آخر، واقع حالي مؤسف، ولا يليق بمميزات يفتخر بها كل عاشق للأحمر والأخضر…

>محمد الروحلي

Top