الدورة الخامسة لمهرجان المسرحيين المتحدين بمدينة الحاجب تحت شعار “المسرح فضاء للتجريب والإبداع”

تنظم جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان المسرحيين المتحدين بمدينة الحاجب من 22 إلى 25 مارس 2025، وذلك بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، في إطار برنامج توطين الفرق المسرحية بالمسارح للموسم الثقافي 2024-2025، وبشراكة مع جهة فاس مكناس والمركز الثقافي الحاجب. يأتي هذا الحدث احتفاءً باليوم العالمي للمسرح، تأكيدًا على أهمية المسرح كفضاء للتجريب والتكوين والإبداع.

من ملتقى جهوي إلى مهرجان وطني متنقل

انطلقت هذه التظاهرة المسرحية كـ «ملتقى جهوي للفكاهيين الشباب»، حيث ركزت دوراته الأولى على الفكاهة والفرجة المسرحية، قبل أن تتطور لتحمل اسم «الملتقى الوطني للمسرح الكوميدي»، فاتحة المجال لفرق مسرحية محترفة من مختلف أنحاء المغرب. ومع مرور السنوات، وبفعل النجاح المتواصل، تحولت التظاهرة إلى «مهرجان المسرحيين المتحدين»، بصيغة تجمع بين العروض المسرحية والتكوين واللقاءات الفكرية، ليصبح تقليدا سنويا يحتفي بالمسرح بمناسبة اليوم العالمي للمسرح.
ولتعزيز إشعاعه، اختارت إدارة المهرجان أن يكون حدثا متنقلا بين مدن وأقاليم جهة فاس مكناس، حيث ستحتضن دوراته المقبلة عروضا وورشات في مدن فاس، مكناس، تازة، تاونات، الحاجب، صفرو، بولمان وغيرها، في إطار رؤية شاملة لنشر الثقافة المسرحية وتقريب الفرجة من الجمهور المحلي في مختلف مناطق الجهة.

برنامج متنوع يجمع بين التكوين والفرجة المسرحية

تحرص إدارة المهرجان في هذه الدورة على تقديم برمجة متوازنة تجمع بين العروض المسرحية، الورشات التكوينية، واللقاءات الفكرية، بمشاركة نخبة من الفنانين والباحثين المسرحيين المغاربة. وهكذا ستتوزع فقرات البرنامح كما يلي:
•تنظيم ورشات تكوينية في مجالات التعبير الجسدي، التمثيل، والإبداع المسرحي، بتأطير فنانين متخصصين، مما يتيح للمشاركين فرصة تطوير مهاراتهم الفنية.
• ماستر كلاس فكري حول التجريب المسرحي، يقدمه الدكتور فهد الكغاط، إلى جانب توقيع كتابه الجديد حول المسرح الكوانتي، في لقاء مفتوح مع الجمهور.
• عروض مسرحية متنوعة، تتوزع بين المسرح الاجتماعي، المسرح التجريبي، والمسرح الكوميدي، من خلال أعمال لفرق مسرحية محترفة، تعكس ثراء المشهد المسرحي المغربي.
• حفل تكريمي يختتم المهرجان، يتم خلاله توزيع شهادات المشاركة على الفرق المسرحية والفنانين والمؤطرين الذين ساهموا في إنجاح هذه الدورة.
وفيما يلي البرنامج المفصل للمهرجان:

السبت 22 مارس
21:30 – ورشة «التعبير الجسدي: من الورشة إلى العرض»، تأطير الفنان سعيد الودغيري.
الأحد 23 مارس
21:30 – ماستر كلاس «التكوينية بوصفها تجديدًا في النقد والكوانتية بوصفها تجريبًا في الكتابة»، تأطير الدكتور فهد الكغاط.
• توقيع كتاب «الراجح والمتعذر – تجريب في المسرح الكوانتي» للدكتور فهد الكغاط
22:30 – عرض مسرحية «نحن اللاحقون» إخراج: محمد بويعطار
الاثنين 24 مارس
21:30 – ورشة «المسرح حكايتي: فضاء اللعب والإبداع» تأطير: الفنان جواد النخيلي.
22:00 – عرض مسرحية «غرابيب» إعداد وإخراج: خالد ازويشي
الثلاثاء 25 مارس
21:30 – عرض مسرحية «فوضى» تأليف: أحمد السبياع – دراماتورجيا وإخراج: مريم الزعيمي.
• حفل الاختتام وتوزيع شهادات المشاركة على الفرق المسرحية والمؤطرين والمشاركين في الورشات.

نحو آفاق أوسع للمسرح المغربي

يأتي مهرجان المسرحيين المتحدين ليؤكد التزامه بترسيخ المسرح كأداة للإبداع والتجريب، ومواصلة دعمه للفنانين الشباب والفرق المسرحية المغربية، في أفق توسيع آفاقه المستقبلية نحو إشعاع وطني ودولي أوسع
يشار أن جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون تأسست بمدينة فاس سنة 2009، وهي جمعية وطنية مستقلة تعنى بتطوير المشهد الثقافي والفني، والانخراط في مجال الصناعات الثقافية. تسعى الجمعية إلى النهوض بالممارسة المسرحية والفكاهية عبر إنتاج وترويج العروض الفنية وتنظيم مهرجانات وورشات تكوينية لفائدة الشباب والمحترفين.
من أبرز التظاهرات التي تشرف عليها الجمعية: مهرجان فاس للفكاهة ومهرجان المسرحيين المتحدين، إضافة إلى تقديم أكثر من 26 عرضا مسرحيا محترفا داخل المغرب وخارجه، حيث جالت عروضها في مدن مغربية عدة، كما وصلت إلى الجمهور الدولي بعروض قُدمت في مونبلييه وبوردو بفرنسا.
هذا وحققت فرقة المسرحيين المتحدين بفاس، المنضوية تحت لواء الجمعية، إنجازا غير مسبوق بفوزها بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح في دورته الـ24 بتطوان، وهو أول تتويج من نوعه في تاريخ مدينة فاس. كما حصدت الفرقة جوائز مرموقة، من بينها: جائزة السينوغرافيا للفنانة أسماء هموش، وجائزة الأمل للممثل أشرف مسياح، وترشيح لجائزة الإخراج للفنانة مريم الزعيمي، وترشيح لجائزة النص للكاتب المسرحي أحمد السبياع، وترشيح لجائزة الأمل للفنانة ذكرى بنويس.
بهذا المسار الحافل، تواصل الجمعية التزامها بتطوير الفنون المسرحية والفكاهية، وترسيخ دور فاس كحاضنة للإبداع الفني على الصعيدين الوطني والدولي.

Top