ماذا استفاد الوداد من اعتراف بلقشور؟

انتظر عبد السلام بلقشور رئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم، لحظة تكليف إسماعيل الفتح بمهمة خاصة، وقرب انتهاء الموسم الكروي، ليخرج سيادته بتصريح مثير، يبدو أنه كان يحتفظ به، إلى حين حلول موعد، يتناسب مع مخططات وأهداف، وطموحات شخصية، تكاد لا تنتهي.

اعترف بلقشور في تصريح لمحطة (راديو مارس)، أول أمس الثلاثاء، بتعرض فريق الوداد البيضاوي، لظلم تحكيمي منذ بداية الموسم الجاري المشرف على نهايته.

اعتراف هذا المسؤول، أعطى بالفعل مشروعية لاحتجاجات جمهوره، المندلعة منذ انطلاق البطولة، بسبب تعدد الحالات التي ذهب ضحيتها الفريق، كما ساهمت في ضياع نقط، كان من الممكن أن تحسن أكثر من ترتيبه.

ففي أغلب المباريات، كانت تسجل أخطاء فادحة، إلى درجة أن المسؤولين عن التحكيم، سواء رضوان جيد أو بوشعيب لحرش، كانوا يعترفون تباعا، وفي أكثر من مناسبة، بحدوث أخطاء فادحة، ذهب ضحيتها بعض الفرق، وفي مقدمتها الوداد، كما استفادت أندية أخرى من أخطاء، رجحت كفتها بمباريات معينة، ومنحتها نقطا ثمينة.

فماذا الذي دفع رئيس العصبة إلى اعتراف متأخر؟ يعد -كما يقال- سيد الأدلة؛ وعلى بعد خمس دورات فقط من انتهاء الموسم، موسم انتهى مبكرا بالنسبة لنهضة بركان البطل، وشباب المحمدية النازل للقسم الثاني.

نعتقد أن هناك جوابا واحدا، يعفينا من كثرة القراءات والتأويلات، بخصوص الأسباب والدوافع التي جعلت هذا المسؤول، يخرج بتصريح مثير للجدل، واصبح محط استغراب في فحواه وتوقيته.

وبدون أدنى شك، فإن صاحبنا الباحث عن الشعبوية بشتى الطرق، في محاولة يائسة لاستمالة تعاطف الجمهور الودادي العريض، على أمل تخفيف من وقع الحملة التي تشنها عليه كرئيس للعصبة الاحترافية، فمنذ بداية الموسم وهو المتهم جهارا،  بعرقلة مسار الوداد، عن طريق اتخاذ قرارات، كان لها تأثير واضح على مسار الفريق، وأدى ثمنها غاليا ومكلفا.

فالوداد لم يكن ضحية لأخطاء التحكيم فقط، بل عانى أيضا من قرارات ومخرجات غير مقبولة تماما، وكأن هناك توجها لعرقلة مساره، وفي هذه الحالة، هل يمتلك بلقشور الشجاعة الأدبية، ليجيب عن بعض التساؤلات المنطقية؟

– ما هي الأسباب التي جعلته يتخذ قرارا فرديا وضد القانون، بتقليص فترة الانتقالات الشتوية من شهر إلى 15 يوما، والتي يعتقد الوداديون أنها تستهدف فريقهم بالدرجة الأولى؟

– وهل بإمكانه تقديم جواب مقنع بخصوص عدم تكافؤ الفرص، فيما يخص برمجة المباريات المؤجلة الخاصة، بالأندية المشاركة بالمسابقات القارية؟

– وكيف حدث خطأ فادح، عندما تم حذف لقب من سجل الوداد؟

– وهل يمتلك الشجاعة أيضا، ليجيب عن سؤال بقي بدون جواب، ويتعلق بتدخله شخصيا، لحل مشاكل النزاعات لفرق محددة، دون أن يعامل أندية أخرى بنفس التعامل التفضيلي؟ 

هناك الكثير من علامات الاستفهام والأسئلة الحارقة، تطرح بقوة من طرف الأوساط الرياضية، وخاصة الودادية منها، تجعل رئيس العصبة، موضع اتهام مباشر، دون أن يتمكن من تقديم أجوبة مقنعة وشافية، سواء عندما يتفضل بالكلام، أو عندما يفضل الصمت المريب!…

فماذا استفاد نادي الوداد باعترافه المتأخر؟ عندما قال سيادته بالحرف لراديو مارس: “لن أخجل من القول، وبكل مسؤولية أن الظلم التحكيمي الذي تعرض له نادي الوداد لرياضي وشكاياته، عامل أساسي في تعيين إسماعيل الفتح، لإجراء خبرة شاملة على التحكيم المغربي”.

والأكثر من ذلك، كذب المسؤول الأول عن العصبة التي تشرف على تسيير الشق الاحترافي بكرة القدم الوطنية، تصريحا سابقا لبوشعيب لحرش، عندما أكد أن الوداد لم يسبق له، أن بعث شكاية ضد أداء التحكيم، أي أن الفريق البيضاوي سبق بالفعل أن احتج، لكن في مرات قليلة جدا، لم تشف غليل جمهوره المتذمر.

وفي هذه الحالة، هناك سؤال آخر حارق، تطرحه الأوساط الودادية البعيدة عن مصدر القرار داخل القلعة الحمراء، وهو ما الفائدة من تواجد عضوين محسوبين على الوداد، داخل مكتب العصبة الاحترافية الموقرة؟

فسيادتهما لا يحركان ساكنا، ولا يبديان اعتراضا، بل يكتفيان بحضور شكلي، يؤثث الفضاء، ويكمل العدد المطلوب، وهذا ما ساهم في إضعاف الوداد، وجعله عرضة للظلم، كما جاء على لسان رئيسهما بالعصبة.

بقي هناك سؤال في الأخير لابد من تسجيله وهو: هل هناك من يستهدف الوداد بالذات، ويعمل جاهدا لإضعافها؟

 وفي انتظار الوصول إلى الجواب الشافي، سواء بالإيجاب أو النفي، تبقى كل الاحتمالات ورادة، حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود.

اللهم تقبل صيامنا…

محمد الروحلي

Top