نجوم رياضية ساطعة – الحلقة 13-

تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، وككل سنة دأب القسم الرياضي لجريدة “بيان اليوم”، على نشر حلقات يومية تتحدث عن مواضيع مختلفة تهم الشأن الرياضي بالمملكة المغربية، كان آخرها الجواب عن سؤال ماذا سيستفيد المغرب من وراء تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 على كافة الأصعدة الرياضية، والسياسية والاقتصادية والسياحية…
اقتراح هاته السنة، استقر حول نشر سلسلة من الحلقات اليومية تحت عنوان “نجوم رياضية ساطعة”، تركت بصمات واضحة في ميدان كرة القدم على المستويين الوطني والدولي، وسجلت حضورها بحروف من ذهب، مساهمة في كتابة تاريخ مشرف لكرة القدم المغربية.
في هذه السلسلة اليومية، سنغوص في تفاصيل حياة اللاعبين المغاربة، وبداياتهم، والتحديات التي واجهوها، وإنجازاتهم التي جعلت منهم رمزا للنجاح والإصرار، مع إعطاء معلومات كافية وجرد مستفيض لمسار امتد لسنوات وسط المستطيل الأخضر.
بداية من محمد البوساتي، ومرورا بمصطفى البياز، والطاهر لخلج، وعبد الجليل هدة “كاماتشو”، وأحمد فرس، وحسن أمشراط “اعسيلة”، والعربي أحرضان، وأحمد البهجة وآخرين.. سلسلة حلقات ستنشر بشكل يومي ضمن ملحق رمضان سنة 2025.

التيمومي.. عبقري وساحر أمتع المغاربة (الجزء 1)

لا يزال اسم محمد التيمومي يتردد في أذهان عشاق كرة القدم المغربية والإفريقية، فهو أحد اللاعبين الذين تركوا بصمة خالدة في تاريخ الكرة بفضل مهاراته الاستثنائية وفنياته الرائعة.. إنه “الساحر” و”العبقري” وصاحب القميص “رقم 10″، كما تلقبه الجماهير المغربية التي عاشرت زمانه..

التيمومي ولد في سنة 1960 في الرباط، ونشأ في حي تواركة المعروف، وكانت كرة القدم جزءا لا يتجزأ من حياته اليومية، وقد ظهرت موهبته الكروية في سن مبكرة عندما كان يداعب الكرة في أزقة العاصمة الإدارية..

لم يكن أحد يعلم أن الطفل الذي كان يلعب مع الملك محمد السادس (ولي العهد آنذاك) سيصبح أحد أساطير الكرة المغربية..

مع مرور السنوات، انتقل التيمومي إلى فريق اتحاد تواركة، حيث بدأت موهبته تبرز بوضوح، قبل أن تطالب الجماهير بتصعيده للفريق الأول رغم توفره فقط على 17 سنة، إلا أن رؤيته ومستوياته داخل الملعب شفعت له أن يكون لاعبا مميزا ويبدأ في كتابة اسمه بالبطولة الوطنية، تحت أنظار غاي كليزو، مدرب المنتخب المغربي الوطني والجيش الملكي آنذاك..

مهارات التيمومي لفتت أنظار حسن أقصبي، مدرب فتيان المنتخب المغربي، فكان استدعاؤه للمشاركة في دوري “لاكروا” في فرنسا، بمثابة المنعرج الذي فرض تخليه عن الدراسة، للتفرغ للتنقلات مع المنتخب خارج البلاد..

كليزو أعجب بما قدمه التيمومي في أحد المباريات الرسمية لفريق اتحاد تواركة، ليبدأ مسلسل التفاوض حول انتقال محتمل إلى الجيش الملكي (1979)، ليجاور في نفس السنة وهو في عمر 19 ربيعا، نجوما كبارا من أمثال خليفة، وواديش، ومولاي الطاهر ودحان…

التيمومي بمستواه الفائق، أثبت أنه قادر على تحمل ضغط المنافسة ليصبح أحد الأعمدة الأساسية في الفريق، إذ كان له دور محوري في فوز الجيش الملكي بلقب دوري أبطال إفريقيا سنة 1985، بعدما أظهر أداء جيدا في المسابقة مسجلا أربعة أهداف، لينال الكرة الذهبية الإفريقية في نفس السنة كأحسن لاعب في القارة السمراء..

ورغم إصابته القاسية في دوري أبطال إفريقيا سنة 1985، عندما تعرض لكسر مزدوج في الكاحل إثر تدخل عنيف من اللاعب المصري عبد الله جمال، إلا أن التيمومي أصر على العودة للميادين بسرعة بعد تدخل الملك الراحل الحسن الثاني شخصيا لتوفير العلاج اللازم له..

يتبع

< إعداد: عادل غرباوي

Top