توهج بركاني…

تتويج مستحق على جميع المستويات لفريق نهضة بركان، الفائز بلقب البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم.

فكل الأرقام والإحصائيات، تؤكد استحقاق هذا اللقب، الأول في تاريخ هذا النادي العريق، ناد شهد تغييرات جوهرية في بنيته وتركيبته ومساره، خلال العشر سنوات الأخيرة، ليرقى إلى القمة وطنيا وقاريا، في انتظار  المستوى الدولي الذي يبقى التحدي الأكبر بالنسبة لمسؤوليه.

فالفريق الذي كان يعاب عليه افتقاده للنفس الطويل، وعدم تمكنه الحفاظ على توازنه طيلة الموسم، واكتفاؤه بالتألق في اللقاءات الحاسمة والمباشرة، تمكن أخيرا من العثور على الوصفة المناسبة، سمحت له بتحقيق مبتغى، طارده بقوة خلال العقد الأخير.

فمنذ بداية الموسم، فرض البرتقاليون سيطرتهم على مجريات البطولة، ليتصدر سلم الترتيب إلى حدود الدورة 25 برصيد 60 نقطة، بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه، ويعلن متوجا على بعد 5 دورات من انتهاء النسخة الـ14 بطولتنا بصيغتها الاحترافية.

بأفضل خط هجوم بمجموع 40 هدفا، إلى حدود دورة الأسبوع الماضي، وأحسن دفاع بتلقي 10 أهداف فقط، مع تحقيق الفوز في 18 مباراة، وتعادل في 6 مناسبات، أما الهزيمة الوحيدة، فكانت بالميدان ضد الفتح الرباطي، بهدف لصفر خلال الدورة الخامسة.

ويعود كل هذا التألق إلى عدة عوامل تعد أساسية في أي منظومة رياضية، أولها توفر الإمكانيات المالية؛ ثانيها الاستقرار الإداري وحسن التدبير وتحديد الأهداف، وفق خطة عمل مدروسة، وثالثا جلب لاعبين متميزين تراعى في اختيارهم مجموعة من الأسس، في مقدمتها التجربة الغنية، والانضباط داخل الملعب وخارجه، ووجود طاقم تقني متجانس لديه ما يكفي من الخبرة والتجربة.

كل هذه العوامل التي من الصعب أن تجتمع دفعة واحدة في أي فريق آخر، -على الأقل بقياس كل ما هو وطني-، ساهمت في تحقيق الفريق البركاني للأهداف المسطرة، وإظهار فارق شاسع عن باقي الأندية خاصة التقليدية منها.

فمن بين النقط التي ساهمت بقوة في تألق أبناء الشرق، القيام بجلب لاعبين جاهزين، وفي مقدمتهم الحارس الدولي منير المحمدي الذي يعد صفقة رابحة منحت دفاع الفريق الاطمئنان المطلوب.

بالإضافة إلى التألق على مستوى الدوري المحلي، الفريق مؤهل لربع نهاية كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، المسابقة الذي توج بها مرتين، ويعد هذا الموسم الأقرب للتتويج الثالث في تاريخه.

عموما، فالحصيلة جد إيجابية بنيت على أسس صلبة ورصينة، أكدت أن المال بالرغم من أهميته، ليس وحده مفتاح الإنجازات المهمة، ما لم تتوفر أسبقيات أخرى كحسن التدبير والاستقرار وضمان الاستمرارية المطلوبة، أضف إلى ذلك وجود تجهيزات ضرورية لا غنى عنها، من ملاعب وقاعات جاهزة للاستعمال، وإدارة بتخصصات ومهام محددة، وجهاز تقني متمكن، تتوفر فيه شروط التكامل.

هنيئا لكل مكونات نادي عاصمة الليمون، وكل الأمل في أن يتواصل المسار بنفس التوهج الموسم القادم، حيث الموعد الأكبر الذي يشكل حلم كل البركانيين، ألا وهو الفوز بعصبة الأبطال الإفريقية، المسابقة التي لم يحظ بعد بشرف خوضها إلى جانب كبار القارة…

محمد الروحلي

Top