عرضت آخر أفلام المخرج المغربي عبد السلام الكلاعي “سوناتا ليلية” (المغرب) ضمن فعاليات الدورة الـ21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وقد احتضن قصر المؤتمرات – قاعة السفراء، صناع العمل بحضور مخرجه وطاقم التمثيل: سعد موفق، ندى حداوي واليزيد مدين.
في البدء عبر الكلاعي عن سعادته وفخره بعرض فيلمه الأخير لأول مرة في أحد أهم المواعيد السينمائية بالمغرب، معتبرا أنها مسؤولية كبيرة، قبل أن يضيف: “الفيلم ذو طابع اجتماعي، اشتغلنا عليه في أجواء ليلية. كان لدى البطلة صعوبة في الاختيار بين من تحبه وبين من يحبها، كان من المهم بالنسبة لي أن أتحدث عن هاته الورطة. أردت أيضا أن أخرج فيلما خارج الزمن، هل نحن في بداية الثمانينات أم ماذا؟ صورت أبطال الفيلم بدون هواتف، وعدت إلى زمن الرسائل والبطائق البريدية.. هي أشياء عشتها وأردت أن أحكيها”.
من جهته، قال الممثل سعد موفق: “لي الشرف أن أشارك في هذا المهرجان، وفخور بأن أكون واحدا من فريق عمل هذا الفيلم. أشكر المخرج عبد السلام الكلاعي على الثقة التي أعطاني (…) حاولت أن أفهم شخصية علاء لدرجة أنني شعرت بأنه أرقى مني.. لم يعد بيننا أشخاص مثله، يفهمون الآخر ويضحون من أجله. استفدت من هاته التجربة وتعلمت الكثير”.
فيما قالت الممثلة ندوى حداوي: “سعيدة بتواجدي لأول مرة في مهرجان مراكش، وفخورة بهذا الفيلم الذي صورناه بمدينة العرائش، وأتمنى أن يعجبكم”. أما الفنان اليزيد مدين فقد قال: “أنا سعيد جدا بحضوري هنا، وخصوصا أنها أول تجربة سينمائية لي، وأشكر السي عبد السلام على ثقته بي والفرصة التي أتاح لي للمشاركة في هذا الفيلم والتواجد في المهرجان”.
أعمال الكلاعي، سواء التلفزيونية منها أو السينمائية، تنال دائما إعجاب الجمهور والنقاد. وتحظى باهتمام السينيفيليين.. وقد أخرج للسينما أربعة أفلام قصيرة هي “يوم سعيد”، “سفر رائع”، “قرب فراشك” و”التوظيف”، قبل أن يخرج فيلمه الطويل الأول “ملاك” الذي حصد العديد من الجوائز في المغرب وخارجه.
فيما حصل فيلمه الطويل الثاني “أسماك حمراء” على عدة جوائز في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، والمهرجان السينمائي الدولي ببروكسيل، وجائزة أفضل فيلم عن حقوق الإنسان في مهرجان كرامة الدولي لأفلام حقوق الإنسان.
أبطال الفيلم
يقدم الكلاعي في “سوناتا ليلية” قصة شعرية صورت في أجواء باردة بين أزقة العرائش. تبدأ المشاهد الأولى مع البطلة هند التي تحاول الانتحار قبل أن ينقدها علاء، الشاب المنعزل، الحالم، التائه في شوارع المدينة كل مساء.
تحب هند شابا كان يكتري غرفة في منزل جدتها، وقد وعدها بالزواج لكنه لم يرجع، لهذا تحاول الانتحار. في هاته الظروف ستتعرف على علاء وسيقضيان مساءات عديدة في الحديث والتعرف على بعضهما البعض، لكن علاء، الشاعر الذي لا أحد ينشر له، يعيش الفقر والتشرد، ليس هو حبيبها الذي تحب، أو كما قالت في كثير من مرات “ليتك أنت هو”.
بالرغم من أن علاء أحبها، وهي أحبته، أيضا، بطريقتها، إلا أن هذا ليس هو الحب الذي عاشته مع حبيبها السابق، ليست نفس الأحاسيس، نفس الشغف، نفس اللذة.. كل شيء جميل يعاش مرة واحدة، مع شخص واحد.. حتى ولو كان هذا الشخص هو معذبنا.
لا يمكن أن تحدد الزمن الحقيقي للفيلم، فالأبطال ما زالوا يتراسلون بالرسائل الخطية.. شيء من النوستالجيا إلى ما يسمى بـ “الزمن الجميل” صورها الكلاعي بلمسة فنية. تترك هند علاء لترجع لحبيبها الذي سيعود أخيرا ليتزوج بها.. تتركه وهي مترددة، تراسله وترغب في لقائه ليضعنا الكلاعي أمام مشاعر متأرجحة ومتذبذبة تصعب علينا فهم النفس البشرية.
جدير بالذكر، أن فيلم “سوناتا ليلية” عرض ضمن فئة بانوراما السينما المغربية إلى جانب كل من الفيلمين الوثائقيين “ألف يوم ويوم: الحاج إدموند” لسيمون بيتون (المغرب، فرنسا)، و”أمك” لسميرة الموزغيباتي (بلجيكا، فرنسا)، و”المرجا الزرقا” لداوود أولاد السيد (المغرب)، ثم “منذ ولادتي” لجواد غالب (المغرب، بلجيكا).
متابعة: سارة صبري
تصوير: أحمد عقيل مكاو