بداية المنافسة بين 14 عملا سينمائيا على النجمة الذهبية للمهرجان الدولي بمراكش

أعطت لجنة تحكيم الدورة الواحدة والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي تنعقد خلال الفترة من 29 نونبر إلى 7 دجنبر 2024، الضوء الأخضر لبداية التنافس على النجمة الذهبية للمهرجان، وذلك خلال حفل الافتتاح الذي جرى، مساء يوم الجمعة الماضي، بقصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء.
وشهد الحفل الذي عرف حضورا جماهيريا، التقديم الرسمي لحكام هذه الدورة، ويتعلق الأمر بتسعة أعضاء من تسعة دول يمثلون خمس قارات، وهم الرئيس المخرج الإيطالي لوكا جوادانيينو، والمخرج الإيراني علي عباسي، والمخرجة الهندية زويا أختر، والممثلة الأمريكية باتريشيا أركيت، والممثلة البلجيكية فيرجيني إيفيرا، والممثل الأسترالي جاكوب إيلوردي، والممثل البريطاني-الأمريكي أندرو غارفيلد، والممثلة المغربية نادية كندة، والمخرج الأرجنتيني سانتياغو ميتري.
ومن المرتقب أن تعلن اللجنة يوم السبت القادم، خلال حفل الاختتام، عن أسماء المتوجين، بعد مشاهدة 14 فيلما طويلا، يعتبر الفيلم الأول أو الثاني لمخرجيها، والتي تشارك في المسابقة المخصصة لاكتشاف سينمائيي العالم، من مختلف الأنواع السينمائية، من الميلودراما إلى الأفلام الوثائقية مرورا بالسرد المتخيل والكوميديا الرومانسية.


وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم الإثارة البوليسي «الأمر»، للمخرج جاستن كورزيل، الذي عاد إلى مهرجان مراكش بعد أن فاز بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه الأول، ومشاركته في عضوية لجنة تحكيم الدورة التاسعة عشرة.
ويعالج العمل الأمريكي إشكالية التعصب العرقي، الذي دفع بجماعة من الأشخاص إلى تنفيذ سلسلة من سرقات البنوك لتمويل أنشطتهم «الإرهابية» العنيفة، التي باتت تهدد الحكومة الأمريكية أيضا.
وفي ظل تزايد أطماع هذه الجماعة التي كان يطلق عليها اسم «النظام»، يحاول مكتب التحقيقات الفيدرالي الحد من خطورتها، علما أنها كانت تستقر في الغابات ولا تظهر في المدينة إلا أثناء تنفيذ هجماتها المتطرفة. ويشار إلى أن الفيلم مبني على أحداث حقيقة، تعود لسنة 1984، والتي سبق أن كتب عنها كيفن فلين وغاري جيرهاردت، مؤلفا تحت عنوان «الأخوة الصامتة»، عام 1989.


ونظم أعضاء لجنة التحكيم، أول أمس السبت، ندوة صحافية، تقاسموا فيها آرائهم وتوجساتهم، ومواقفهم، من الكثير من الأشياء التي تهم السينما، أبرزها القلق المتزايد من هيمنة الليبرالية على سوق الفن السابع، وتضييق مساحات التعبير، خصوصا مع هيمنة الأعمال السينمائية التجارية على الأفلام الروائية.


ويقدم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مجموعة مختارة من 70 فيلما، قادمة من 32 دولة، موزعة على مختلف أقسام المهرجان: المسابقة الرسمية، العروض الاحتفالية، العروض الخاصة، القارة الحادية عشرة، بانوراما السينما المغربية، عروض الجمهور الناشئ والأسرة والأفلام التي تقدم في إطار التكريمات. من بين هذا الاختيار الرسمي، استفاد 12 فيلما من دعم «ورشات الأطلس»، برنامج الصناعة السينمائية لتطوير المواهب الصاعدة الذي أطلقه المهرجان سنة 2018، كما يشمل هذا الاختيار 9 أفلام ترشحت لتمثل بلدانها في جوائز الأوسكار.


ويشمل قسم المسابقة الرسمية، 14 عملا، يهم الأمر: «أحد تلك الأيام التي مات فيها هيمي» للمخرج مراد فرات أوغلو (تركيا)، و«البحر البعيد» للمخرج سعيد حميش بن العربي (فرنسا، المغرب، بلجيكا)، و»الذئاب تأتي دائما في الليل» للمخرج غابرييل برادي (أستراليا، منغوليا، ألمانيا، وثائقي)، و«العواصف» للمخرج دانيا ريموند (فرنسا، بلجيكا)، و«القرية المجاورة للجنة» للمخرج مو هاراوي (النمسا، فرنسا، ألمانيا، الصومال)، و«الكوخ» للمخرج سيلفينا شنيسر (الأرجنتين، البرازيل، إسبانيا، تشيلي)، و«تحت البركان» للمخرج داميان كوكور (بولندا)، و«جاين أوستن دمرت حياتي» للمخرجة لورا بياني (فرنسا)، و«سودان يا غالي» للمخرجة هند المدب (فرنسا، تونس، قطر)، و«ما – صرخة الصمت» للمخرج تي ماو ناينك (ميانمار، سنغافورة، فرنسا، النرويج، كوريا الجنوبية، قطر)، و«معطر بالنعناع» للمخرج محمد حمدي (مصر، قطر، تونس، فرنسا)، و«ملزمة في السماء» للمخرج هوه شين (الصين)، و»نهاية سعيدة» للمخرج نيو سورا (اليابان، الولايات المتحدة الأمريكية)، و«ينعاد عليكو» للمخرج إسكندر قبطي (فلسطين، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، قطر).


ومن جهة أخرى، يشهد المهرجان تنظيم سلسلة «حوارات»، وهو البرنامج الذي يمنح للجمهور فرصة اللقاء بأكبر الأسماء في السينما العالمية، القادمين من جميع أنحاء العالم، والذي يعرف هذه السنة، مشاركة ثمانية عشر شخصية من السينما العالمية، من بينهم مخرجين، ممثلين، كتاب سيناريو ومنتجين، ينفتحون على الجمهور بحكاياتهم وتجاربهم وخبراتهم ورؤيتهم للسينما.


وتتميز هذه الدورة أيضا بانعقاد الدورة السابعة لورشات الأطلس في مراكش خلال الفترة من 1 إلى 5 دجنبر 2024، حيث سيكون السينمائي الأمريكي جيف نيكولز، مخرج فيلم «احتمي بمخبأ»، و«راكبو الدراجات النارية» وغيرهما، قائد الفوج الجديد من المخرجين السينمائيين من المغرب والعالم العربي وإفريقيا.
وتقدم ورشات الأطلس في هذه الدورة 17 مشروعا في مرحلة التطوير، و10 أفلام في مرحلة التصوير أو مرحلة ما بعد الإنتاج تنتمي إلى 13 دولة، تم اختيارها من بين 320 طلبا للمشاركة تم التوصل بها من القارة الإفريقية والعالم العربي.

مبعوثا بيان اليوم إلى مراكش:
متابعة: يوسف الخيدر
تصوير: أحمد عقيل مكاو

Top