النظام العسكري الجزائري لا يخفي سعاره وعداءه المقيت تجاه المغرب ووحدته الترابية، ومنذ أيام فقط أقدم على مناورة جديدة تستهدف الريف المغربي، وأعاد التأكيد على احتضان مناورة انفصالية جديدة تمس المملكة ووحدة أراضيها.
يتعلق الأمر فعلا بجنون مرضي وعقدة تجاه المملكة وسيادتها الوطنية، ويقترف عسكر الجزائر، مرة أخرى، مغامرة تصعيدية جديدة في حق المغرب، ويكشفون عن الطبيعة المهددة لأمن المنطقة ووحدتها واستقرارها، والتي تميز هذا النظام العسكري الأخرق.
ومع ذلك، وإلى جانب ما سبق، فإن هذا السعار الجزائري يعتبر تصعيدا فعليا ومباشرا في حق المغرب، ويقتضي إعمال مزيد من اليقظة والتعبئة للتصدي له.
مع الأسف، مثل هذه المناورات العدائية تكررت في مراحل تاريخية مختلفة من طرف جينرالات النظام العسكري الجزائري، ويمكن إيجاد أدلة وشواهد في التاريخ، وهو ما يفضح العقيدة العدوانية المتحكمة في عسكر البلد الجار تجاه المملكة.
أغلبنا كان يدرك أن توالي الانتصارات الميدانية والسياسية والديبلوماسية التي حققها المغرب في ملف الصحراء المغربية، وافتضاح المناورة الجزائرية بشأن هذا النزاع المفتعل، واقتراب تحقيق الطي النهائي له، لن يترك عسكر الجزائر مكتوفي الأيدي وبلا اقتراف أي عمل جديد، أي على الأصح أي مناورة أخرى في حق المغرب، وهو ما برز بسرعة وبدون انتظار، واكتسب عنوانا جغرافيا آخر، يهم منطقة الريف بالمغرب، ولو عجز المناورون عن إيجاد «مكلفين بالخدمة» تتوفر فيهم الحدود الدنيا من التمثيل أو من حبكة الدور المراد القيام به.
المسرحية البئيسة التي عرضتها الأجهزة الجزائرية عبر وسائل دعايتها حول ريف متوهم ولا نعرفه نحن، أثارت غضب الشعب الجزائري أولا وقلق العديد من قوى وبلدان العالم، وكشفت أننا نعيش بجوار نظام مجنون وأخرق، ولا يتردد في اقتراف أي جريمة عدوانية مهما كانت خطيرة على الأمن والاستقرار الإقليميين، ومهما افتقرت إلى الجدية والمنطق والشرعية…
النظام العسكري الجزائري لم يجد اليوم في مناورته العدائية الجديدة ضد المغرب سوى الحليفين، القديمين جدا بدورهما، جنوب إفريقيا والموزمبيق، ليقفا بجانبه ضد المملكة ووحدتها الترابية، وبدت المسرحية البئيسة بمثابة إعلان حرب حقيقي ضد بلادنا، وجسدت تصعيدا جنونيا جديدا من طرف العسكر.
لقد أحست الجزائر بالهزيمة أمام المغرب في ملف الصحراء المغربية، وأدركت أن نظامها العسكري المجنون صار محاصرا من كل الجوانب وتلفه العزلة، لكن بدل الرجوع إلى العقل واستيعاب اليد المغربية الممدودة، اختارت الارتماء نحو المجهول وممارسة سياسة الهروب إلى الأمام واقتراف تصعيد… انتحاري.
الجزائر المريضة بعقدة المغرب يخاف نظامها العسكري من الغد، ويخشى أي تبدل في مؤشرات الأرض وأي تغير في موازين القوى، وهو لا يستطيع أن يفتح لنفسه المخارج للانفلات من مآزقه العديدة، الداخلية والإقليمية والدولية، ومن ثم لم يجد إذن سوى معانقة هوسه القديم بالمغرب، واحتضان مغامرة أخرى لافتعال إلهاء آخر، ومحاولة جر المملكة لنزاع مفتعل جديد، وهو يعتقد أنه بمثل هذه المناورات العدائية المكرورة سيبقى وسط دائرة الضوء، وسيغطي على هزائمه المتعددة أمام المملكة.
بالنسبة لبلادنا، تبقى المناورة الجزائرية المتصلة هذه المرة بالريف، مغامرة أخرى لنظام عسكري أخرق ومعتوه لن تقوده سوى لضرب رأسه مع الحائط، وهو لا يتعب من فضح نفسه وطبيعته كنظام إجرامي ينشر الخطر والدمار ضد شعبه أولا، وحواليه في كامل المنطقة.
نتعامل مع الأمر طبعا باعتباره تصعيدا وإعلان حرب ضد بلادنا، ونستمر في تمتين اليقظة والتعبئة للدفاع عن وحدتنا الترابية الكاملة، ونواصل التمسك بعقلنا وبوضوح النظر.
<محتات الرقاص