الشغف: (اسم) ما يغلف القلب، الحب والتعلق الشديد بالشيء، ما يجعل الوقت يمر دون الإحساس به، ما يجعلك لا تفكر في غير الشيء الذي أنت شغوف به.
باتت مؤخرا فكرة تغيير المسار المهني أو ما يسمى ب Career Shiftin أوReconversion professionnelle شائعة جدا. فنجد أمامنا مهندسين، أطباء ورجال أعمال قرروا تغيير حياتهم والبدء من جديد في مجال بعيد جدا كالفن، ريادة الأعمال أو الطب النفسي… حينما نسأل هؤلاء الأشخاص عن مصدر هاته الرغبة المفاجئة في التغيير، تكون الأجوبة من قبيل:
– شعرت طوال حياتي أنني أحقق أحلام شخص آخر.
-لم أشعر أنني في المكان المناسب لي.
-مجالي لم يحقق لي الراحة النفسية والسعادة التي كنت أبحث عنها.
-لست شغوفا بمجالي وليس هنالك ما يحركني للمضي قدما فيه.
قرأت في مكان ما العبارة التالية: الشغف هو الشيء الوحيد الذي سيجعل من أعمالك أعمال إنسان لا آلة. عجيب هو الشغف. كيف لغيابه أن يجعل منا تعساء رغما عنا، وكيف لوجوده أن يحركنا ويمنحنا الطاقه الكافية للتقدم.
نسمع الكثير من الأشخاص يقولون إنه من واجب كل واحد منا اكتشاف شغفه و تحويله إلى مهنة، و هذا ما يجعلهم دائمي التساؤل عن الشيء الذي يميزهم عن الآخرين، عن هدفهم في الحياة.. وكل ذلك قد يقودهم مباشرة إلى هاوية فراغ وجودي عميق يستحيل ملؤه أحيانا.
قد تصبح الحياة المهنية محور حياة الشخص،
كما قد تصبح جزء صغيرا من أحلام و نشاطات أخرى..
قد تكون مجرد وسيلة لدفع الفواتير،
وقد تكون متنفسا لتحقيق ذات الإنسان..
في معظم الحالات التي يشعر الشخص فيها أنه اتخذ مهنة خاطئه يبدأ في لوم نفسه ويحمل كل مسؤولية ذلك القرار على عاتقه.. يتلقى وابلا من الأحكام الخارجية والتي تصب في نفس المصب: ستعتاد! لقد كان القرار قرارك..
علينا أن نتوقف عن إلقاء الأحكام الفارغة و دعونا نفكر في الأمر بشكل مختلف قليلا. بدل التفكير في قرار مضى عنه سنوات طوال لا يمكن تغييره فلننظر إلى التحول الذي يطرأ علينا الآن، إلى المرونة التي نتميز بها، إلى الشجاعة التي أصبحنا نشعر بها حين نفكر في التغيير بكل عزم وثبات وعن كامل اقتناع بأولوياتنا الحالية دون أي خوف..
بقلم: هاجر أوحسين