شكلت الزيارة التي قام بها وفد من نساء ورجال أعمال فرنسيين لإقليم السمارة مناسبة للإطلاع على الوتيرة المتسارعة إنجاز المشاريع الاجتماعية والبرامج المواكبة لإدماج الشباب في سوق الشغل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، مما يعطى زخما كبيرا لمظاهر التنمية الاقتصادية بهذا الربوع الذي أمسى يتوفر على كافة الإمكانيات التي تؤهله لتحقيق نمو متواصل على جميع الأصعدة..
أشاد وفد من نساء ورجال أعمال فرنسيين، خلال زيارة قام بها إلى السمارة، بمظاهر التنمية والمنجزات السوسيو-اقتصادية التي يشهدها الإقليم.
وتهدف هذه الزيارة، المنظمة بتعاون مع جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة تحت شعار “الخروج من الغموض”، في إطار فعاليات الدورة الرابعة للقاءات المغربية-الفرنسية حول الأنشطة التنموية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والنهوض باقتصاد هذه المنطقة والتعريف بمؤهلاتها وفرصها الاستثمارية.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس”مؤسسة فرنسا- المغرب من أجل السلم والتنمية المستدامة”، هوبير سيان، أن هذه الزيارة تروم تسليط الضوء على المؤهلات الاقتصادية والفلاحية والسياحية والثقافية التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية، وإماطة اللثام عن برامج التنمية الحضرية والصناعية والسياحية، مبرزا أن الزيارة مكنت أعضاء الوفد من الاطلاع على المنجزات التي تحققت في هذه الربوع، وكذا الإمكانيات التي تتوفر عليها المنطقة، والتي تؤهلها لتحقيق نمو متواصل.
ونوه سيان، في كلمة بالمناسبة، بالتطور الذي تحقق على مستوى البنيات التحتية بإقليم السمارة، مشيرا إلى أن هذه الزيارة شكلت فرصة للتواصل مع المسؤولين المحليين والمنتخبين وجمعيات المجتمع المدني.
وأضاف أن “مؤسسة فرنسا-المغرب من أجل السلم والتنمية المستدامة” تسعى، منذ تأسيسها سنة 2015، إلى الانخراط في تنمية الأقاليم الجنوبية، مبرزا أن تنظيم اللقاءات المغربية-الفرنسية بالأقاليم الجنوبية يعد مناسبة “لتبادل الرؤى والاستماع إلى المشاركين وتقديم مقترحات بهذا الخصوص”.
ووقف أعضاء الوفد الفرنسي، من خلال العروض المقدمة في إطار اللقاءات التي عقدها مع فعاليات إقليم السمارة، على مؤهلات الإقليم والبنيات التحتية التي يتوفر عليها، والقطاعات المنتجة الواعدة، وفرص الاستثمار المتاحة، لاسيما في قطاعي السياحة وتربية المواشي، وكذا المنجزات التي تحققت في مجالات الصحة والتعليم والتكوين المهني والسكن الاجتماعي.
واطلعوا، خلال هذه اللقاءات التي حضرها عامل إقليم السمارة حميد النعيمي، ورئيس المجلس الإقليمي للسمارة محمد سالم لبيهي، والمدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية جبران الركلاوي، على الإجراءات التي اتخذتها الدولة لتسريع وتيرة التنمية بهذا الإقليم، والمشاريع الاجتماعية التي تم إنجازها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والبرامج المواكبة لإدماج الشباب في سوق الشغل.
وجرى، خلال هذه اللقاءات، استعراض الإصلاحات التي باشرتها المملكة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما حققه المغرب من تقدم في مجال حماية حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية، التي أضحت واقعا ملموسا بالأقاليم الجنوبية.
وبهذه المناسبة، قدم رئيس جماعة السمارة، مولاي إبراهيم الشريف، نبذة تاريخية حول السمارة والمشاريع التي تم إنجازها بهذا الإقليم في مختلف المجالات بفضل العناية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس، مبرزا أن الإقليم يزخر بمؤهلات متنوعة تجعل منه قبلة للاستثمار.
وعرفت اللقاءات، التي تم عقدها مع مختلف الفاعلين، تقديم مجموعة من المداخلات والعروض التي تمحورت حول “حجر الأردواز بالسمارة… التنوع والتثمين في فن البناء والإبداع”، و”رعي الإبل والأمن الصحي والبحوث البيطرية المعتمدة، الثقافة في المناطق الصحراوية، وتثمين اللحوم والحليب”.
وشكلت هذه الزيارة مناسبة للوفد الفرنسي لزيارة وحدات سيوسيو-اقتصادية شملت، على الخصوص، تعاونية “أهل الجيد لتثمين لحم الإبل”، وتعاونية “أركان السمارة”، بالإضافة إلى زيارة لمتحف “زمور”. وشارك في أشغال هذه التظاهرة عدد من الخبراء والأكاديميين والمسؤولين والمنتخبين والفاعلين الاقتصاديين والمؤسساتيين مغاربة وفرنسيين، لتقديم رؤيتهم ودعمهم القوي والصريح للجهود التي يبذلها المغرب من أجل تعزيز التنمية بالأقاليم الجنوبية، فضلا عن تقديم خبراتهم بهدف تحسين مردودية بعض القطاعات وكذا فرص الاستثمار.