السيول تغرق الجنوب الشرقي للمغرب.. وفيات ومفقودون ومناطق منكوبة بسبب رداءة البنية التحتية

تسببت الأمطار الطوفانية التي شهدتها بلادنا منذ يوم الجمعة الماضي وإلى غاية نهاية الأسبوع المنصرم، في سيول وفيضانات نجم عنها خسائر في الأرواح وأضرار مادية جسيمة في مجموعة من المدن والأقاليم.

وأفادت مصادر مطلعة، بالعثور أمس الأحد، على جثت تسعة أشخاص بواد تمنارت إقليم طاطا، جرفتهم سيول الفيضانات، موضحة، أن ست جثث تم انتشالها بأكرضا وثلاثة أخرى تم انتشالها من منحدرات واد تمنارت، مشيرة إلى أن السلطات تواصل البحث عن جثث ضحايا آخرين محتملين، وسط حديث متداول بين الساكنة عن وجود 12 مفقودا من بينهم نساء وشيوخ وأطفال.

وأفادت مصادر مطلعة، بأن فيضانات الأودية بمدينة طاطا، تسربت للعديد من المنازل بدوار سموكن أوكرضا الجبلي، وتسببت في انهيار بعضها إما جزئيا أو بشكل كلي.

كما كشفت نفس المصادر، تعرض المنطقة لسيول وفيضانات مهولة بسبب الأمطار الطوفاينة المتواصلة لساعات، وسط مناشدات المتضررين للسلطات للتدخل جوا لإنقاذ العالقين في مناطق الخطر.

أما بمدينة ورزازات، فقد تسببت الأمطار الطوفانية في سيول وفيضانات، أدت إلى انهيار منازل طينية وتوقف حركة السير بالشوارع بعد أن غمرتها التدفقات الجارفة التي تسربت إلى المنازل مخلفة أضرارا جسيمة في ممتلكات السكان .

وأفادت مصادرنا، بأن كميات الأمطار التي تهاطلت بشكل كبير على المدينة، يوم الجمعة الماضي، دفعت بالسلطات لإخلاء العديد من المنازل، فيما سارعت فرق الإنقاذ لإخراج السكان من بيوتهم المغمورة بالمياه وإبعادهم عن مناطق الخطر.

وأضافت، أن السلطات استخدمت كل ما تملكه من آليات لتصريف التدفقات عبر مجاري المياه لإعادة حركة السير بالشوارع، خصوصا وأن بالوعات الصرف الصحي عجزت عن استيعاب الكميات الكبيرة من الأمطار المتهاطلة في زمن قياسي. ودعت السلطات السكان إلى توخي الحذر والالتزام بإرشادات السلامة الصادرة عن السلطات المختصة. كما ناشدت المواطنين بعدم المغامرة بعبور الأودية أو القيادة في المناطق المنخفضة التي قد تتعرض للغمر بالمياه.

وبإقليم تزنيت، أفادت مصادر مطلعة أن الأمطار القوية تسببت في فيضانات مجموعة من الوديان.

وأشارت المصادر نفسها، إلى أن مياه وادي أغرابو بجماعة آيت وافقا، جرفت سيارة خفيفة كان على متنها أربعة أشخاص، اثنان منهم تم إنقاذهم، فيما عثرت السلطات على جثة الثالث أول أمس السبت، أما الشخص الرابع  فاعتبر من المفقودين ولا زال البحث متواصلا للعثور عليه.

وعلى غرار باقي أقاليم الجنوب الشرقي، تسببت التساقطات الغزيرة بمدينتي وجدة وجماعات بني درار، أحفير و بركان، في خسائر مادية فادحة.

في هذا السياق، تحدثت مصادر محلية، عن سيول وفيضانات قطعت الطريق الوطنية الرابطة بين مدينتي وجدة و بركان، عبر بني ادرار، مساء أول أمس السبت، مشيرة إلى أن منطقة مطار وجدة أنكاد، عرفت سيولا جارفة أغرقت سيارات أجرة وعدد من التجهيزات بمحيط المطار.

وبسبب سوء الأحوال الجوية هاته، قررت المديريات الإقليمية التابعة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في أقاليم تنغير وورزازات وزاكورة تعليق الدراسة في جميع المؤسسات يوم السبت الماضي، فيما دعت السلطات المحلية المواطنين إلى متابعة النشرات الجوية والتحذيرات الصادرة عن مديرية الأرصاد الجوية، واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة للحفاظ على سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم.

وكانت نشرة إنذارية صادرة عن مديرية الأرصاد الجوية قد حذرت من نزول أمطار عاصفية تتراوح بين 70 و120 ملم من يوم الجمعة الماضي إلى مساء أمس الأحد في كل من أقاليم زاكورة، وتنغير، والرشيدية، وورزازات، وطاطا.

سعيد ايت اومزيد

Top