الرجاء بكل مواصفات التألق

 

لقب مستحق لفريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، بعد موسم استثنائي، توج بدون هزيمة، واسترجاع الطابع الفرجوي، المطبوع بالأداء الجماعي الفعال، وبفضل تكامل ملحوظ على مستوى مختلف الخطوط…

بصفر هزيمة.. إنجاز دخل التاريخ، أحسن خط دفاع، إذ لم تدخل مرماه سوى 15 إصابة في ثلاثين دورة، ثاني أفضل هجوم بـ 52 هدفا،  يسرى بوزوق هداف الدوري برصيد 14 هدفا، وأكثر من ذلك أحسن ممرر… كلها أرقام تؤكد على مسار ناجح، لم يأت من فراغ، بقدر ما يعكس تفوقا لافتا، رغم معاناة غياب الملعب، وإجراء أغلب المباريات بدون جمهور، والعديد من الإكراهات التي من الصعب تجاوزها بسهولة.

استعادت الخضراء هذا الموسم توازنها، كما أرست نوعا من الحكامة المغيبة منذ سنوات خلت، كما دبر مسؤولوها الخصاص المالي في صمت، وبدون أي ضجيج، وهي مميزات قادتها للقب وطني مستحق، أعاد “النسور” من جديد لواجهة الأحداث على المستوى الإفريقي، وخاصة عصبة الأبطال، على أمل الوصول مرة أخرى لكأس العالم للأندية، حيث يحلم  كل رجاوي تكرار إنجاز  مونديال 2013.

آمن الرجاويون بإمكانية التتويج، تسلحوا بالأمل، رغم احتكار العساكر للرتبة الأولى منذ الدورات الأولى للموسم، لكن استماتة أصدقاء الحارس أنس الزنيتي كانت لافتة، حيث انتظروا أول تعثر للجيش، للانقضاض على الزعامة، والعودة لمنصة التتويج…

وبالرغم من الصعوبات الجمة التي طبعت الموسم الرياضي غير العادي، وتعدد حالات الإحباط، فإن كل مكونات القلعة الخضراء عبرت عن تضامن ملحوظ، وتجاوزت التناقضات واختلافات الرؤى، لتتوحد وراء هدف واحد، هو استعادة نغمة البطولات والألقاب…

والإيجابي أن النادي حافظ على نوع من الهدوء، بالرغم من الأزمة المالية العاصفة، كما تم ضمان حماية خاصة للطاقم التقني بقيادة الألماني زينباور، والعمل على خلق أجواء صحية وتحفيزية وسط اللاعبين، وهذا العامل ساهم في ضمان تلاحم داخلي، ساهم بقوة في الحفاظ على التوازن المطلوب…

هنيئا لكل مكونات الرجاء العالمي، وخاصة الجمهور العظيم الذي يؤكد سنة بعد أخرى، أنه من بين أقوى الجماهير، يظهر في كل مناسبة قيمة لا يمكن أن تقارن أبدا…

محمد الروحلي

Top