أعربت المدربة المغربية لنادي تي. بي. مازيمبي الكونغولي للكرة النسوية، لمياء بومهدي، عن سعادتها العارمة بقيادتها فريقها إلى التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا للسيدات “المغرب 2024″، على أرض بلدها الأم.أعربت المدربة المغربية لنادي تي. بي. مازيمبي الكونغولي للكرة النسوية، لمياء بومهدي، عن سعادتها العارمة بقيادتها فريقها إلى التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا للسيدات “المغرب 2024″، على أرض بلدها الأم.وقالت بومهدي في حوار أجرته معها “بيان اليوم”، إنها نجحت في تصحيح الأخطاء المرتكبة ضد فريق الجيش الملكي في المواجهة الأولى خلال المباراة النهائية، ما مكن فريقها من إحراز اللقب القاري.وأضافت المدربة المغربية أنها كانت واثقة من بلوغ النهائي ومواجهة الجيش تحديدا رغم الهزيمة في اللقاء الأول، مبرزة أن المستوى العام للمسابقة يتطور دورة تلو أخرى ما يعكس الاهتمام المتزايد بالكرة النسوية. واعترفت بومهدي بأنه من الصعب حاليا أن تقام البطولة التي وصلت إلى دورتها الرابعة، على غرار نظيرتها للرجال بسبب قلة الموارد المالية، موضحة أنه لذلك تقرر إجراؤها على شكل بطولة مجمعة في بلد واحد.وتعتقد اللاعبة السابق ناديي برشيد والصداقة اللبناني والمنتخب الوطني الأول، أن على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) استحداث كأس أمم إفريقيا لفئتي أقل من 17 و20 سنة، للرفع من مستوى اللاعبات.وبخصوص الاستحقاقات التي تنتظرها فريقها، قالت بومهدي إن مازيمبي سيبدأ في الاستعداد لخوض النسخة الخامسة من دوري الأبطال، بحكم أن طرفي النهائي يتأهلان إلى بطولة كأس العالم للأندية للسيدات.وحول مستوى الكرة النسوية المغربية، نوهت الخبيرة لدى (الكاف) بالتطور الكبير في عهد الرئيس الحالي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، ما جعلها تتجاوز بمراحل طويلة باقي البلدان الإفريقية.واعتبرت بومهدي أن المنتخب المغربي الأول قادر على التتويج بلقب كأس أمم إفريقيا “المغرب 2025″، مشيدة بالمجهودات الجبار التي تقوم بها الجامعة كذلك على مستوى منتخبات الفئات السنية.وعلى المستوى الشخصي، تقول المدرب المغربية التي تشرف أيضا على تدريب المنتخب النسوي الكونغولي، إنها لن تتردد في قبول عرض يوازي طموحاتها، مضيفة أنها تظل منفتحة أمام العودة إلى المغرب.وأكدت بومهدي أن الفرق كبير جدا بين الكرتين المغربية والكونغولية، بعدما وصلت الأولى إلى الاحتراف، موضحة أن الفضل في الحضور القوي لتي. بي. مازيمبي يرجع إلى إدارة النادي وإمكانياتها الخاصة.
> هل يمكن أن تحدثينا عن هذا الإنجاز وكيف تحقق؟
>> أنا جد سعيدة بهذا التتويج مع نادي تي.بي. مازيمبي الكونغولي بلقب دوري أبطال إفريقيا للسيدات. وسعيدة أيضا لأنني أصبحت أول مدربة مغربية وعربية وإفريقية تفوز بهاته البطولة. كما أن ذلك تحقق على أرض بلدي الحبيب.
> بالعودة إلى المواجهة، ما الشيء الذي اختلف في المباراة النهائية عن مقابلة الدور الأول؟
>> أولا .. لا توجد مباراة تشبه مباراة أخرى. النهائي يبقى نهائيا. بعد الهزيمة في المقابلة الأولى حللت أسباب الخسارة وعرفت من خلالها أن قوة الجيش تكمن في الضربات الثابتة، لأنهن سجلن علينا 3 أهداف من ضربات ثابتة في اللقاء الأول. قمت باجتماع فيديو فردي وجماعي مع اللاعبات وأطلعتهن على الأخطاء المرتكبة. وأوضحت لهن أنه يتوجب عليهن تفادي هذه الأخطاء في المباراة النهائية وعدم ارتكاب أخطاء في نصف ملعبنا، وحتى وإن حصل الخصم على ضربة ثابتة، طلبت من بعض اللاعبات أداء مهمات خاصة، بينها أن يقمن بمراقبة لصيقة على سناء مسودي وهي لاعبة من مستوى عال وخطيرة. قمنا كذلك بالضغط لأن لاعبات الجيش يفضلن تمرير الكرة من الخلف. وطلبت من لاعباتي أن لا يمنحهن الفرصة لكي يقمن ببناء اللعب بأريحية. وبالتالي يتوجب الضغط عليهن بقوة. والحمد لله نجحنا في ذلك.
> بعد الهزيمة ضد الجيش في اللقاء الأول، هل شعرتن بالإحباط أم أنكن كنتن واثقات من الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة؟
>> رغم أننا انهزمن، فقد كنا واثقات أننا سنبلغ المباراة النهائية وسنواجه بالضبط الجيش. تنبأن بذلك.
> ما هو تقييمك العام للبطولة في نسختها الرابعة؟
>> أعتقد أن المستوى العام يتحسن دورة تلو دورة. هذه السنة وقفنا على أن هناك الكثير من الفرق القوية. لم يعد هناك فقط صانداونز والجيش من يسيطران على المسابقة. رأينا نادي مسار المصري وأيضا نادي إيدو كوينز النيجيري. هناك كذلك ناد ثان من جنوب إفريقيا يولد دابيليو سي. أظن أنه بعد كل نسخة يرتفع المستوى. وهذا يظهر أن جميع الدول باتت تهتم بكرة القدم النسوية.
> في نظرك ما الأمور التي تنقص المسابقة التي وصلت الآن إلى أربع دورات؟
>> أعتقد أنها بادرة طيبة من (الكاف). ويلزمنا الكثير من مثل هذه المسابقات لكي نطور إمكانيات اللاعبات الإفريقيات. ونحتاج أيضا إلى تنظيم كأس أمم إفريقيا لفئتي أقل من 17 و20 سنة، لأنها غير موجودة. يوجد فقط التصفيات المؤهلة مباشرة إلى كأس العالم. وهذا كما قلت سلفا سيسمح بتطوير المستوى العام للاعبة الإفريقية.
> هل تعتقدين أننا قد نرى في يوم من الأيام مسابقة عصبة أبطال إفريقيا تقام على مدار موسم كامل وليس على شكل بطولة مصغرة في أسبوعين أو ثلاثة أسابيع؟
>> شخصيا كنت ضمن اللجنة التابعة لـ (الكاف) التي قررت استحداث هذه المسابقة. عقدنا اجتماعا بمصر وسطرنا العديد من الأهداف من أجل تطوير الكرة النسوية الإفريقية. وكانت البداية بتنظيم عصبة الأبطال. يبقى المشكل في قلة الموارد المالية. فحتى فرق الرجال تجد صعوبات مادية في عملية التنقل. وكما يعلم الجميع فإفريقيا قارة شاسعة جدا. والرحلات الجوية نادرة وأسعارها مرتفعة. وبالتالي فأي ناد نسوي لن يمتلك الإمكانيات التي تخول له خوض مباراتي ذهاب وإياب. ولهذا قرر (الكاف) أن تكون بداية المسابقة هكذا عبر تجميع الأندية المتأهلة وخوض غمار المنافسات في بلد واحد.
> لنتحدث عن فريقك، ما هي الاستحقاقات التي تنتظره بعد التتويج باللقب القاري؟
>> حاليا لا يوجد أي استحقاق. سنستعد للمشاركة في عصبة أبطال إفريقيا السنة المقبلة، والتي ستشهد أيضا تنظيم كأس العالم للأندية. والفريقان المتأهلان إلى النهائي سيشاركان مباشرة في البطولة، بينما سيلعب الثالث والرابع ملحقا مع فرق من بلدان أخرى. إذن علينا الاستعداد جيدا للعام القادم لكي نتأهل إلى مونديال الأندية.
> فلنتحدث عن مستوى الكرة النسوية الإفريقية، وتحديدا عن الكرة المغربية التي تطورت بشكل كبير جدا في العقد الأخير، ما رأيك؟
>> طبعا.. بعد قدوم رئيس الجامعة فوزي لقجع، عرفت الكرة النسوية في المغرب تطورا كبيرا للغاية، بل وتجاوزت بمراحل طويلة باقي الدول الإفريقية. أصبحت الكرة النسوية المغربية نموذجا مثاليا. فمنذ سنة 2017 شهدنا انطلاق مشروع دراسة ورياضة، والذي كان ناجحا. أصبحنا نجد لاعبات سواء في المنتخب الأول أو فريق الجيش الملكي، كلهن تخرجن من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم. أصبح لدينا كذلك بطولة احترافية ولاعبات بعقود احترافية وأيضا مدربين وأطقم تقنية. كما قامت الجامعة بمنح حافلة لكل فريق من أجل التنقل. الجامعة أيضا تصرف أجور اللاعبات والأطقم التقنية. صراحة قامت الجامعة بعمل جبار جدا، يتخطى باقي العمل الذي قد نراه في الدول الإفريقية فيما يخص الكرة النسوية.
> لننتقل إلى المنتخب الوطني المغربي المقبل على المشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، هل تتوقعين أنه مرشح لإحراز اللقب بعدما لم يكن محظوظا وخسر لقب آخر نسخة في أرض الوطن؟
>> أكيد أن المنتخب المغربي سواء ذكورا أو إناثا، يظل مرشحا للتتويج. نعلم أن المنتخب النسوي منتخب قوي وأغلب لاعباته يمارسن في دوريات أوروبية. كما أن البطولة ستقام في أرضنا، وبالتالي أظن أن المنتخب الوطني قادر على الفوز بلقب كأس أمم إفريقيا.
على صعيد المنتخب النسوي، لم نعد نقتصر على المنتخب الأول، بل منتخبات لأقل من 17 و20 سنة وأيضا في كرة القدم داخل القاعة، ما تعليقك؟
>> كم قلت سابقا، فقد قامت الجامعة بعمل جبار. وقد رأينا كيف تأهل منتخب أقل من 17 سنة إلى كأس العالم. ونفس الأمر بالنسبة لمنتخب أقل من 20 سنة، دون أن ننسى منتخب الكبيرات. وهذا كله يعكس المجهودات الكبيرة للجامعة.
> ألا تفكرين في العودة إلى المغرب أو الاحتراف كمدربة خارج القارة الإفريقية؟
>> طبعا .. لم لا؟ وأنا أصلا أعتبر محترفة خارج المغرب. أكيد لو تلقيت عرضا لمشروع وأهداف وتحديات جديدة، فسأقبله دون تردد.
وماذا عن العودة إلى الوطن، هل يبقى خيارا ممكنا؟
>> طبعا. فأنا مارست اللعبة وتلقيت تكويني في المغرب. وتجربتي الإفريقية ستعزز رصيدي، لأن المدرب يكبر مع البطولات الكبرى. أعتقد أنه من الجيد لي خوض تجربة خارج أرض الوطن. أتعلم من الفوز والخسارة. كل هذا سيجعلني أعود بتجربة كبيرة أحاول أن أساعد بها بلدي.
> من خلال تجربتك الشخصية، ما هو الفرق بين ممارسة الكرة النسوية في المغرب والكونغو الديمقراطية؟
>> هناك فرق كبير جدا. هنا في المغرب البطولة الوطنية باتت احترافية، لكن للأسف في الكونغو لا توجد بطولة وطنية، بل نخوض بطولة بين العصب كما كان الحال في النظام القديم بالمغرب. وبالتالي فالفرق كبير للغاية بين البلدين.
> إذن كيف تفسرين قوة تي. بي. مازيمبي محليا والآن بات كذلك قويا على المستوى القاري رغم هذه الإكراهات؟
>> في الكونغو هناك تي. بي. مازيمبي في كفة وباقي الأندية في كفة أخرى. مازيمبي من مستوى والبقية من مستوى آخر. وهو نتاج رؤية بعيدة للرئيس النادي موسيس كاتومبي ورئيسة الفريق النسوي دينيس زونينو رغم ضعف الإمكانيات في الكونغو، لكن بفضل الإمكانيات الخاصة كانت هناك إرادة بأن يكون الفريق النسوي كفريق الرجال فيما يخص الفوز بالألقاب المحلية والقارية رغم الإكراهات العديدة.
> لو عدنا بالزمن إلى الوراء، ألا تعتقدين أنك لم تكوني محظوظة لأنك مارست اللعبة في وقت لم تتوفر لها نفس الإمكانيات المرصودة حاليا للكرة النسوية؟
>> أكيد. فكل وزمانه. مارست اللعبة في وقت لم نتوفر على أي شيء. كنا نلعب كرة القدم حبا في اللعبة. طبعا لا أنا ولا جيلي من اللاعبات، لو لعبن في هذه الفترة تحت إشراف رئيس الجامعة الحالي فوزي لقجع، لفزن بألقاب عديدة، لأنه كنا نتوفر على مواهب كثيرة كتيغانا (نادية مقدي) وجميلة التريكي وإيمان أطرسي وبورمضان واللائحة طويلة. كنا نمتلك منتخبا قويا، ولكن -مع الأسف- لم يكن هناك اهتمام بالكرة النسوية. وكما تمنيت لو لعبت في هذه الحقبة الرائعة.
> كلمة أخيرة…
>> أوجه شكري لجلالة الملك محمد السادس على اهتمامه الكبير بالكرة النسوية، وكذلك أشكر رئيس الجامعة فوزي لقجع. وأود أيضا شكر جميع المكونات سواء صحفيين أو جمهور على دعمهم لي وتوجيه رسائل تهنئة. أسعدني ذلك كثيرا لأني لم أتوقع ذلك. وتأكدت أن المغاربة يفخرون بإنجازات بعضهم البعض.
< حاورها: صلاح الدين برباش < تصوير: عقيل أحمد مكاو