إنشاء “مركز للأطفال التوحديين والإعاقات المتشابهة” بمواصفات عالمية

يعتبر “مركز الأطفال التوحديين والإعاقات المتشابهة”، الكائن بمنطقة سيدي مسعود بعمالة مقاطعات عين الشق بالدار البيضاء، ثمرة اتفاقية شراكة بين اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مقاطعة عين الشق وجمعية “أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية”، لينضاف بذلك إلى باقي المراكز الأربعة، التي تستقبل الأطفال الذين يتراوح سنهم مابين 5 سنوات و 26 سنة، المصابين سواء بالإعاقة الذهنية أوطيف التوحد أوالثلاثي الصبغي (تريزومي 21).
وتعتبر هذه المراكز الخمسة، الذين تشرف على تسييرهم الجمعية المذكورة، بمثابة فضاءات لصقل وتطوير القدرات واستكشاف الطاقات الفنية والإبداعية لدى هذه الفئة المستهدفة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية، في أفق إدماجهم في المجتمع، من خلال التمدرس أوالتكوين في مجالات متنوعة للكشف عن ملكاتهم وقدراتهم الدفينة.
فمنذ أن أعطى جلالة الملك محمد السادس، انطلاقة الورش الملكي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتاريخ 18 مايو 2005، عرف تراب عمالة مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، تحولا ملحوظا بخصوص الخدمات والبنية التحتية الاجتماعية التي تستفيد منها فئات واسعة، وقد تعززت هذه البنية التحتية في السنوات الأخيرة بإحداث مراكز و مؤسسات الرعاية الاجتماعية، نذكر منها على سبيل المثال مركز الأطفال التوحديين والإعاقات المتشابهة المتواجد بتجزئة البركة 2 بعين الشق والمتكون من طابق سفلي وطابقين المنجز على قطعة أرضية ذات مساحة 1347م . ويستقبل المركز المذكور حاليا 120 مستفيدة ومستفيد.
وعموما، فبفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أصبحت عمالة مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، تتوفر على العديد من مثل هذه المراكز التي مكنت الفئات المستهدفة بتراب العمالة من الاستجابة لحاجياتها ومتطلباتها دون البحث واللجوء إلى خارج تراب العمالة.
كما أن هذه المراكز لازالت تستفيد من الدعم المالي والتقني من اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لعين الشق للحفاظ على جودة خدماتها والرفع من طاقاتها الاستيعابية خدمة للمواطنين المعنيين بالأمر.
وفي هذا الإطار، أوضحت الأستاذة ثورية مبروك، رئيسة جمعية “أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية”، أنه لولا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهذا الورش الكبير الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي يستهدف الفئات الهشة، لكان وضع هؤلاء الأطفال صعبا جدا، إذ سيظلون في منازلهم قابعين هناك، كما أن آباءهم وأمهاتهم سيعيشون يوميا تحت الضغط، وبالتالي، فقد ساهم هذا المراكز ليس فقط في احتضان هؤلاء الأطفال، بل أيضا في تحسين سلوكهم و تحسين الظروف الاجتماعية للأمهات والآباء.
وتوجهت بالمناسبة بالشكر لعامل عمالة مقاطعة عين الشق ولرئيسة قسم العمل الاجتماعي وجميع الأطر بقسم العمل الاجتماعي، وأكدت بالمناسبة، أن هذا المركز يتميز بمواصفات عالمية، حيث يتوفر على مسبح، قاعة للرياضة، قاعة للموسيقى، قاعة للمسرح، قاعة للإعلاميات، قاعات للتربية الخاصة وقاعة للضيافة، كما يحتضن أغلب الدورات التكوينية لتوفره على قاعات خاصة وقاعة للضيافة يمكن أن تستقبل حوالي 20 ضيفا خارج مدينة الدار البيضاء للاستفادة من التكوينات.

Top