مواجهات في المتناول، ولكن…

تعود التصفيات الإفريقية المؤهلة، لنهائيات كأس العالم لكرة القدم -سنة 2026-، لواجهة الأحداث، حيث موعد “أسود الأطلس” مع مباراتين، عن المجموعة الخامسة، ضد كل  النيجر وتنزانيا، يومي 21 و25 من الشهر الجاري، على أرضية الملعب الشرفي بوجدة.

على مستوى الترتيب، فإلى حدود الجولة الرابعة، يتصدر المنتخب المغربي المجموعة بتسع نقاط، متبوعا بالنيجر في المركز الثاني بست نقاط، ثم تنزانيا ثالثة بنفس الرصيد، في حين تتذيل زامبيا الترتيب بثلاث نقاط.

إلا أن هذه المجموعة عرفت مستجدا، غير من معطياتها، فبعد استبعاد إريتريا، جاء توقيف الكونغو الديمقراطية، وفي انتظار إعادة احتساب النقاط من جديد، فإن العناصر الوطنية مطالبة بالحسم في مسألة التأهل، وذلك بكسب ستة نقط من مواجهتي يومه الجمعة والثلاثاء القادم، والبحث على الأقل عن نقطة من المواجهة المرتقبة خارجة الديار، ضد زامبيا.

ظاهريا، تبدو المواجهات في المتناول بالنسبة لأصدقاء العميد المتألق أشرف حكيمي، إلا التجربة علمتنا أن الاحتراس واجب، وكثيرة هي المباريات التي كانت تبدو في المتناول، إلا أنها فاجأت المتتبعين، بنتائج غير متوقعة، والدليل على ذلك تعثر مدارس قوية في مقدمتها نيجيريا، والصعوبة التي تلاقيها حاليا السنغال وغانا، في حين يسجل تألق منتخبات كانت تعد متوسطة، كمدغشقر والسودان… هذه المعطيات وغيرها، تفرض ضرورة التعامل مع مباريات بالجدية المطلوبة.

وكالعادة، تحظى مباريات الفريق الوطني باهتمام فوق العادة، واللقاء ضد النيجر يحمل طابعا خاصا، بحكم وجود مواجهة مفتوحة بين وليد الركراكي ومدربه السابق بالمنتخب بادو الزاكي، مواجهة تحمل الكثير من الذكريات الجميلة، ولعل أبرزها المشاركة الناجحة بدورة تونس 2004.

هناك أربعة أسماء ستتابع بكثير من الاهتمام، إذ يحضر لأول مرة كل من عمر الهيلالي، لاعب إسبانيول الإسباني، وبلال نادير، من أولمبيك مارسيليا الفرنسي، إلى جانب لاعب كلوب بروج البلجيكي شمس الدين الطالبي، وكذا حمزة إيغامان، مهاجم رينجرز الاسكتلندي، أسماء أكدت أحقيتها بحمل القميص الوطني، وننتظر مدى انخراطها السلس ضمن المجموعة.

وإذا كانت الضرورة، فرضت غياب المهاجم أيوب الكعبي بسبب الإصابة، فإن هناك عودة تحظى بتتبع خاص، كحالة جواد الياميق المدافع  الغائب عن صفوف المنتخب منذ مونديال قطر 2022، وتجربته الغنية تؤهله لتقديم الدعم الضروري، خاصة بقلب الدفاع إلى جانب نايف أكرد.

نفس العودة سجلها الحارس مهدي بنعبيد، المستفيد من انتقاله حديثا للوداد البيضاوي، وأمين عدلي مهاجم ليفركوزن الألماني، والغائب منذ مدة ليست قصيرة بداعي الإصابة.

 والمدرب وليد الركراكي مدرب محظوظ، أولا لقيادته منتخبا بأسماء جاهزة، تتألق بعالم الاحتراف الأوروبي، وثانيا لمواجهته منتخبات أقل قيمة، لا من الناحية السوقية ولا التقنية، وثالثا لعبه أغلب المباريات بالمغرب، ورابعا توفر كل الإمكانيات الضرورية، والتي تضاهي ما هو رهن إشارة، أعتى المنتخبات العالمية، والحالة هذه فما ينقص هو الاجتهاد في التوظيف الجيد لكل هذا المميزات، التي من الصعب أن تجتمع دفعة واحدة، وتوضع رهن مدرب أمامه، كل سبل النجاح المطلوب.

المطلوب إذن من مواجهتي النيجر وتنزانيا، الانتصار أولا وأخيرا، ثم التوظيف الجيد للإمكانيات الهائلة للاعبين، وإقناع الجمهور الرياضي أن هناك تطورا يتحقق، وهي رهانات تبدو منطقية، وفي المتناول إلى أبعد الحدود…

  فلا عذر إذن لـ “رأس لافوكا”…

محمد الروحلي

Related posts

Top