مدرسة الريادة: إشكالية التكلفة وخطأ إقرار أكثر من صيغة واحدة للكتاب المدرسي بالمغرب

منذ التحاق الوزير الحالي للقطاع ومسألة الكلفة المالية تستأثر بالاهتمام الكبير، حيث طالب بكل المعطيات المتعلقة بذلك ثم حاول خلال ردوده داخل لجنة التعليم والثقافة والاتصال الإجابة عن مجموعة من الإكراهات المهددة للمشروع في الجانب المالي وخصوصا ما ذكره في الجانب المتعلق بالتكوين المستمر للمفتشين والأساتذة ومسألة الكتاب المدرسي أو كراسات الاشتغال في مدرسة الرائدة التي تقرر عرضها للبيع في المكتبات ابتداء من الموسم الدراسي 2025/2026. وهنا لابد من الإشارة إلى دبلوماسية السيد الوزير الكبيرة في مناقشة هذه النقطة الخاصة بالكلفة، حيث ابتعد بشكل واضح عن مناقشة مسألة المنحة الخاصة بالريادة ومبلغها المتزايد سنة بعد أخرى من جهة. ومن جهة أخرى لم يتطرق لمسألة تعويضات الفئات المتدخلة في التنزيل والتي لم تذكر في أية وثيقة رسمية ورغم ذلك تصرف لفائدة مستحقيها من الفئات المنزلة للمشروع، وذلك ابتعادا عن أية نقطة أو انتقاد مبطن لاعتماد التعويض أو المنحة الذي من شأنه خلق احتقان جديد داخل المؤسسات المحتضنة للمشروع.
إن مناقشة الكلفة المالية للمشروع بالشكل الذي طرحه الوزير أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال قد أسقط السيد الوزير في خطأ الاعتراف بكون ما يشار إليه بكون مدارس الريادة تقصي المتفوقين ولا تأخذ احتياجاتهم بعين الاعتبار، حيث برر الوزير المكلف بالقطاع بكون هذه الفئة غالبا ما تنتمي لأسر تواكب أبناءها بالساعات الإضافية وهذا القول يحمل اعترافا بكون هذه الفئة لا تشكل أولوية لدى مهندسي المشروع، هذا علما أنها الفئة التي تحقق نتائج مرضية في المنافسات والأولمبياد الإفريقية وكذا تحسين معدل المتعلمين المغاربة في التقويمات الدولية التي أكد السيد الوزير التزام المغرب بتحسين نتائجها. ومن خلال ذلك فتحقيق الجودة للجميع متفوقين وغير ذلك هو السبيل الوحيد لتصحيح الوضع الواصف للمدرسة الرائدة بكونها مدرسة المتعثرين فقط وهو ركن أساسي من أركان المدرسة العمومية الرائدة فعلا.
الوسوم