تضارب أرقام الحكومة يفضي إلى إفلاس قطاع اللحوم الحمراء

تستمر اللحوم الحمراء في إثارة الجدل بالمغرب. فرغم بداية عرض الماشية التي كانت موجهة لعيد الأضحى بالأسواق الأسبوعية، إلا أن مؤشرات الأسعار لم تتزحزح إلا ببعض السنتيمات، بل لم تتغير قيد أنملة ببعض المدن من قبيل الدار البيضاء.
وحمل محمد الذهبي الكاتب العام لاتحاد المقاولات والمهن بالمغرب، مسؤولية هذا الوضع إلى «التضارب الواضح في الأرقام بين السنة الماضية وهذه السنة، وما رافق ذلك من تضليل للرأي العام من قبل وزارة الفلاحة، حول وجود القطيع وادعاء أن الاستيراد سيكون حلا لتعزيزه».
وقال محمد الذهبي، في تصريح لجريدة بيان اليوم، «إن السؤال الجوهري الذي يجب طرحه هو أين ذهب القطيع المغربي، رغم مليارات الدراهم التي خصصت لدعم سلسلة تربية الماشية؟»، مؤكدا على ضرورة فتح تحقيقات في سبب هذا الإفلاس، وفتح نقاش جدي حول مدى نجاح برنامج المغرب الأخضر، مضيفا «نحن لا نريد اليوم الأرقام التي يتم تضخيمها، والتي لا علاقة لها بما يوجد في الواقع، والدليل الأثمنة الخيالية للخضر والفواكه، ومن ثم فإن المخطط الأخضر فشل في تأمين غذائنا».
وأوضح الذهبي، أنه لا يمكن تعليق الشماعة على الجفاف فقط، لأن الجفاف ليس بالمستجد الطارئ على المغرب، الذي عاش هذه الظرفية منذ سنوات، بيد أنه لم يصل في يوم من الأيام لهذا الحجم من الخصاص في الغذاء الذي تلجأ الحكومة إلى استيراده لسد العجز.
ويشير الكاتب العام لاتحاد المقاولات والمهن بالمغرب، إلى أنه رغم التوقعات التي تحدثت عن انخفاض أسعار اللحوم بعد تعليق شعيرة ذبح الأضاحي، إلا أن ذلك لن يحل الأزمة، لاسيما بعد المنع الرسمي لذبح إناث الأغنام والماعز ابتداء من 19 مارس الجاري حتى نهاية مارس 2026.
ولأن المغاربة يرفضون استهلاك اللحوم المستوردة، ويتشبثون بالسلع المحلية، اضطر الكثير من الجزارين إلى إغلاق محلاتهم، بفعل عدم القدرة على الاستمرار في تحمل التكاليف الباهظة للإنتاج وتقلص هامش الربح، استنادا إلى تصريح محمد الذهبي.
ويدعو المهنيون إلى ضرورة إطلاق حوار وطني حقيقي مع جميع الهيئات المدنية والسياسية والتجارية من أجل تشخيص حقيقي، ومحاولة إيجاد الحلول الكفيلة بتفادي تكرار نفس السيناريو، خصوصا أن المخطط الأخضر ركز على الإبهار بأحجام وأشكال المنتجات الفلاحية بدل توفير الغذاء الجيد لعامة الناس بأثمنة مناسبة.
ويرى اتحاد المقاولات والمهن بالمغرب أن الحاجة باتت ماسة إلى إعادة تكوين مهنيي الجزارة، في ظل المستجدات الجديدة، إثر التراجع الخطير في المنتج الوطني من اللحوم الحمراء، وذلك عبر اعتماد تقنيات جديدة في بيع اللحوم، كما هو الحال في المحلات التجارية الكبرى، بدل السخاء في بيع قطع اللحم بأثمنة موحدة، حيث يشدد محمد الذهبي على أن محلات الجزارة التقليدية تُعتبر جزءا من التراث الثقافي والاجتماعي المغربي.

يوسف الخيدر

تصوير: احمد عقيل مكاو

Top