عودة الديربي، لكن بمشاكل كثيرة…

بعد سنوات من الاغتراب والضياع، يعود الديربي البيضاوي لملعب مركب محمد الخامس، الفضاء الذي احتضنه لسنوات، وقدمه كواحد من أبرز الديربيات على الصعيد الدولي.
غاب الديربي، وغابت معه الفرجة والمتعة المطلوبين، كما غابت التيفوهات، والشعارات والأغاني الجميلة والهادفة، والتي منحت الحدث دوما ميزة خاصة، صنفته كواحد من بين العشرة الأحسن، عبر القارات الخمس.
تعود المواجهة الأبرز بين الكبيرين الوداد والرجاء، لكن وسط ظروف غير مواتية، تحيط بها مجموعة من الإكراهات والحيثيات، من بينها مرور الفريقين الكبيرين بمرحلة فراغ إداريا، وحتى ماليا وتقنيا، وجاء الغضب الجماهيري ليبسط بقتامته على النسخة الـ(139) غدا السبت 12 أبريل ابتداء من الساعة الثامنة مساء.
فالفريقان معا أقصيا معا، من منافسات كأس العرش، وبنفس الدور، وأمام فريقين متناقضتين تماما، واحد بالقسم الثاني، والآخر يصارع من الأجل البقاء بقسم الأضواء.
فبعد فقدان كل الأمل في المنافسة على لقب الدوري، انتظر جمهورهما إمكانية التعويض، وذلك بكسب لقب على مستوى الكأس الفضية، إلا أن الوداد أقصي على يد فريق المغرب التطواني، فيما فجر فريق الاتحاد الإسلامي الوجدي، المنتمي للقسم الثاني، مفاجأة مدوية، بإقصائه للرجاء.
على مستوى الدوري، يحتل الوداد حاليا المركز الثالث برصيد 43 نقطة، بينما يوجد الرجاء في المرتبة الثامنة بـ37 نقطة، وكل الأمل بالنسبة لجمهورهما، مواصلة السباق لحجز مقعد يضمن المشاركة بمسابقة خارجية الموسم القادم.
وسط هذه المشاكل الضاغطة، والخصاص المالي الفظيع، وعدم الاستقرار تسييريا وتقنيا، يسعى الناديان العريقان، لتقديم الأفضل، والحافظ على تلك الصورة الناصعة التي عودا عليها جمهورهما، إلا أن هناك مستجدا، لا يعد معطى إيجابيا، ويتجلى في تهديد الجمهور بمقاطعة المباراة.
فحسب ما هو متداول، فالفصائل المشجعة لناديي الرجاء والوداد، اتفقت على قرار واحد، يقضي بالغياب عن المدرجات، بمقاطعة مباراة الديربي.
ورغم كل المحاولات التي بذلت، سواء من طرف المصالح الأمنية، أو السلطات المحلية، فان فصائل “غرين بويز” و”إيغلز” المشجعتين للرجاء، و”وينرز” الداعمة للوداد الرياضي، لم تتوصل إلى إقناع هذه الفصائل، وعجزت عن ثنيها على التراجع عن قرار المقاطعة.
وجاء قرار المقاطعة، كرد فعل احتجاجي على ما أسموه بالمضايقات التي تعرض لها الجمهور المغربي، والمتابعات العشوائية بموجب الفصل 507 من القانون الجنائي.
كل المعطيات وغيرها، تؤكد إذن أن الديربي سيجرى هذا الموسم، وسط ظروف استثنائية غير مشجعة تماما، إلى درجة تمنى البعض لو لعب مرة أخرى، خارج معقله وبدون جمهور، على أن يلعب وسط كل هذه العوامل غير المشجعة.
كيفما كان الحال، فإن الديربي سيجرى بموعده، وكل الأمل أن تتراجع الفصائل عن قرار المقاطعة، وأن يجتهد الفريقان في تقديم مستوى جيد، وأن يكون التحكيم في المستوى، لأن توفر كل هذه الشروط، تعد مسألة أساسية، لاستعادة المستوى اللافت، الذي عودنا عليه، هذا الموعد السنوي الهام، بإشعاع كثيرا ما شرف كرة القدم الوطنية، تعد حاليا في أمس الحاجة إليها، وسط التحديات والرهانات التي تحيط بها من كل الجوانب.

محمد الروحلي

Top