أيت منا يستعير “نية” الركراكي

قدمت إدارة نادي الوداد البيضاوي بداية الأسبوع الجاري، مجسم كأس العالم للأندية في حلته الجديدة، على بعد شهرين تقريبا، من موعد انطلاق هذا الحدث الدولي الهام، حيث أوقعته القرعة بالمجموعة السابعة، إلى جانب مانشستر سيتي الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي والعين الإماراتي.
أقيم الحفل بالعاصمة الاقتصادية، بحضور أعضاء من المكتب المسير، وبعض الرؤساء السابقين، بالإضافة لاعبين حملوا قميص النادي بحقب مختلفة، كفخر الدين رجحي، نور الدين النيبت، حسن ناظر، حسن بنعبيشة، إبراهيم النقاش، صلاح الدين السعيدي وعبد اللطيف نوصير.
إلا أن هذا الحدث المميز، وغير المسبوق في تاريخ النادي، عرف مقاطعة أعضاء من جمعية قدماء لاعبي الوداد، احتجاجا على ما أسماه الدولي السابق عبد المجيد سحيتة، التجاهل الذي يتعامل به الرئيس الحالي هشام أيت منا، عندما صرح خلال اجتماع مع المنخرطين، بعدم اعترافه بجمعية تتحدث باسم اللاعبين السابقين.
تميز برنامج هذا الاستقبال، بالقيام بجولة ميدانية تذكارية بدرع المونديال على أهم المعالم التاريخية للدار البيضاء، من أهمها المقر التأسيسي للنادي الأحمر المتواجد بالمدينة القديمة، في استحضار لتاريخ ورجالات وعراقة هذا النادي، في سعي لربط ماضيه المشرق وحاضره، بكل ما يحمله من تحديات.
ويعيش حاضر هذا النادي المرجعي على إيقاع المشاركة المرتقبة، بمونديال الأندية، إذ يراهن على حضوره والاستفادة من إشعاعه وصيته، وأهمية مثل هذا الحضور الوازن، وعلى هذا الأساس، فإنه يشهد منذ بداية الموسم، تغييرات متلاحقة إداريا وتقنيا وتنظيميا.
فالرئيس الحالي، انقض بدون أدنى تردد على منصب الرئاسة، خلفا لسعيد الناصري المتابع قضائيا، إذ لم يتردد ابن المحمدية، في تحمل المسؤولية طمعا، أولا في رئاسة ناد، بحمولة تاريخية وقاعدة جماهيرية عريضة، وثانيا الاستفادة من المشاركة بالكأس العالمية، إلى جانب الكبار، كهدية من السماء، بدون تعب، ولا تخطيط مسبق، ولا خوض صراع ضار محليا وقاريا.
بالإضافة إلى الرئيس، هناك المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، فالأخير سارع بقبول العرض، طمعا في تدريب اسم كبير على الساحة الإفريقية، والاستفادة من مشاركة دولية، وأخذ صورة تذكارية مع المدرب العالمي الإسباني بيب غوارديولا، كما صرح بذلك هو نفسه.
في خضم هذا التهافت، تم جلب ما يقارب ثلاثين لاعبا صيفا وشتاء وخريفا، ومن مختلف القارات، منهم من ظهر على أرضية ملاعب البطولة الوطنية، ومنهم من ذكر اسمه فقط بوسائل الإعلام، والأغلبية الساحقة من المتمرسين، قبلوا العرض لسبب بسيط، يتمثل في جعل حدث المونديال، كمنصة للترويج لأسمائهم، طمعا في انتقال له مكاسب، تقنية ومالية أفضل.
وبناء عليه، فإن هذه المشاركة الدولية الهامة، ترهن حاضر النادي ومستقبله، ولا أحد يعرف كيف سيكون مآل “وداد الأمة” بعد هذه المشاركة التي أسالت لعاب أكثر من طرف وأكثر من جهة، ومن غير المستبعد أن نشهد مباشرة بعد المقابلة ضد العين، رحيل أكثر من لاعب وأكثر من مؤطر وأكثر من مسؤول، ومن غير المستبعد أيضا، أن يعم الفراغ القاتل القلعة الحمراء، وهذا ما لا نتمناه لناد كثيرا ما افتخرنا به.
ولعل السؤال الجوهري الذي يختزل كل هذه الإرهاصات العميقة والانشغالات المقلقة، هو: كم ستكون التكلفة المالية؟ بعد نهاية موسم يلفه الكثير من الغموض وغياب الوضوح، مع أن كل الدلائل والمعطيات الحالية، تشير على أنها ستكون كبيرة ومكلفة على جميع المستويات.
نشير إلى أن أيت منا استعارة خلال حفل تقديم مجسم كأس العالم، الكلمة الشهيرة لوليد الركراكي خلال مونديال قطر عندما خاطب الوداديين قائلا: “نديرو النية لتحقيق الأفضل”.

>محمد الروحلي

Top