الصحة العالمية: 40% من الدول لديها أماكن عامة خالية تماما من التدخين

أكدت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، أن التدخين وما زال التدخين السبب الرئيسي للوفيات التي يمكن تجنبها، مع تسببه في وفاة 8.7 ملايين شخص كل عام. وكان التبغ مسؤولا عن وفاة قرابة 9 ملايين شخص حول العالم في سنة 2022، وهذا بالرغم من الإجراءات التي تتخذها الدول لمواجهة انتشار هاته الآفة.

جاء ذلك ضمن تقرير جديد للمنظمة حول وباء التبغ العالمي، سلطت من خلاله الضوء على أهمية تعزيز تدابير مكافحة انتشار التبغ وتأثيرها الكبير في ازدياد عدد المدخنين والوقاية من الأمراض المتعلقة بالتدخين، لكن التبغ لا يزال السبب الرئيسي للوفاة بالأمراض التي كان يمكن الوقاية منها في العالم.

وكشف التقرير أن 4 دول فقط هي البرازيل وموريشيوس وهولندا وتركيا تبنت كل الإجراءات الموصى بها لمكافحة “آفة التدخين الفتاكة”. وأشار أن 5.6 مليارات شخص (71% من سكان العالم) يتمتعون الآن بحماية من خلال إجراء واحد على الأقل لمكافحة التبغ.

وحضت المنظمة الدول على توسيع نطاق استخدامها الإجراءات المعترف بها للحد من استهلاك التبغ، بما في ذلك فرض حظر على الإعلانات، ولصق تحذيرات صحية على عبوات السجائر، وزيادة الضرائب على التبغ، وتقديم المساعدة لأولئك الذين يريدون الإقلاع عن التدخين.

وبحسب المنظمة، فإن معدلات التدخين العالمية انخفضت منذ تقديم توصياتها قبل خمسة عشر عاما.

وأشارت في هذا الصدد، إلى أن هناك 8 دول أضحت على بعد خطوة واحدة من الانضمام إلى الدول الرائدة في مكافحة التبغ، هي إثيوبيا وإيران وأيرلندا والأردن ومدغشقر والمكسيك ونيوزيلندا وإسبانيا

الوقاية من التدخين السلبي

ويركز تقرير منظمة الصحة العالمية على حماية الجمهور من التدخين السلبى، مشيرا أن ما يقرب من 40% من البلدان لديها الآن أماكن عامة خالية تماما من التدخين.

ويعرض التدخين السلبي ملايين الأشخاص لخطر الموت بسبب أمراض القلب، والسكتة الدماغية، وأمراض الجهاز التنفسى والسكري من النوع 2 والسرطانات.

ويموت حوالي 1.3 مليون شخص من التدخين غير المباشر كل عام، كل هذه الوفيات يمكن منعها بالكامل.

وتساعد البيئات الخالية من الدخان الأشخاص على تنفس هواء نقي، وحماية الجمهور من التدخين السلبي المميت، وتحفيز الناس على الإقلاع عن التدخين، وإبطال مفعول التدخين. كما تساعد على منع الشباب من البدء في التدخين أو استخدام السجائر الإلكترونية.

وقال مايكل بلومبرج، السفير العالمي لمنظمة الصحة العالمية للأمراض غير المعدية والإصابات ومؤسسها: “في الوقت الذي تنخفض فيه معدلات التدخين، لا يزال التبغ هو السبب الرئيسي للوفاة التي يمكن الوقاية منها في العالم – ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الحملات التسويقية التي لا هوادة فيها من قبل صناعة التبغ”.

موريشيوس وهولندا تقتربان من هدف “بلد خال من التدخين”

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “يتم حماية المزيد من الناس من أضرار التبغ من خلال سياسات منظمة الصحة العالمية لأفضل الممارسات القائمة على الأدلة. أهنئ موريشيوس على كونها أول دولة في إفريقيا، وهولندا على أنها أصبحت أول دولة في الاتحاد الأوروبي، لأنهما تنفذان الحزمة الكاملة لسياسات منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ على أعلى مستوى، منظمة الصحة العالمية على استعداد لدعم جميع البلدان لكي تحذو حذوها وتحمي شعوبها من هذه الآفة المميتة”.

وقال برافيند كومار جوغنوث، رئيس وزراء جمهورية موريشيوس، إنه من خلال الالتزام السياسي القوى، “أحرزنا تقدما كبيرا في سياسات مكافحة التبغ فى موريشيوس، لقد تبنت بلادنا استراتيجية منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ، وتتحرك بحزم نحو بلد خال من التدخين”.

من جانبه أكد مارتن فان أويجين، وزير الدولة للصحة والرعاية والرياضة في هولندا، أن منظمات المجتمع المدني وخبراء الصحة والمهنيين الطبيين هم قوى دافعة قوية وراء كل ما نحققه فيما يتعلق بمكافحة التبغ في هولندا” وأضاف: “على الرغم من أننا نحرز تقدما في الحد من انتشار التدخين وتحسين سياستنا لمكافحة التبغ، إلا أنه لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه. معا سنواصل النضال من أجل جيل خال من التدخين في افق 2040”.

وأشار أن الأماكن العامة الخالية من التدخين هي مجرد سياسة واحدة في مجموعة تدابير مكافحة التبغ الفعالة، لمساعدة البلدان على تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ والحد من وباء التبغ.

ويوضح التقرير الجديد حول وباء التبغ أنه ما يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، من خلال مساعدة المزيد من البلدان على تنفيذ سياسات ذكية، مدعومة بالرأي العام والعلم، ليكون العالم قادرا على تحسين الصحة العامة وإنقاذ حياة ملايين آخرين.

وما زال 2.3 مليار شخص في 44 دولة غير محميين بأي من تدابير منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ، و53 دولة مازالت لا تملك حظرا كاملا للتدخين في مرافق الرعاية الصحية، وفى الوقت نفسه، يتوفر حوالي نصف البلدان فقط على أماكن عمل ومطاعم خاصة خالية من التدخين.

كما عبر التقرير عن القلق من عدم وجود أي قانون يذكر ضد الانتشار المتزايد للسجائر الإلكترونية.

وعلى الصعيد العالمي، تبنت 121 دولة بعض التدابير المرتبطة بمكافحة السجائر الإلكترونية، لكن 74 دولة تضم ثلث سكان العالم ليس لديها تدابير متعلقة بهذه المنتجات.

ويضيف التقرير، أن جميع البلدان بغض النظر عن مستويات الدخل يمكن أن تخفض الطلب على التبغ القاتل، وتحقيق مكاسب كبيرة للصحة العامة وتوفير مليارات الدولارات من تكاليف الرعاية الصحية والإنتاجية.

*****

كندا تعتمد طريقة جديدة للتوعية بأضرار التدخين

أعلنت الحكومة الكندية أنها ستفرض طباعة تحذيرات صحية عن مضار التبغ مباشرة على كل سيجارة، في “سابقة عالمية” على صعيد مكافحة التدخين.

وستبدأ هذه الرسائل في الظهور على منتجات التبغ الفردية تدريجيا ابتداء من الأول من أغسطس/آب المقبل، وستتضمن عبارات مثل “سم في كل نفخة”، و”دخان التبغ يضر بالأطفال”، و”السجائر تسبب السرطان”.

وقالت وزيرة الأقاليم التابعة لكندا كارولين بينيت -في بيان- إن 48 ألف كندي يموتون كل عام بسبب التدخين، مشيرة إلى أن كندا “أول دولة في العالم” تعتمد إجراء مماثلاً.

وجرت مناقشة مشروع قانون مماثلا في البرلمان البريطاني عام 2022، لكن من دون جدوى.

وأضافت الوزيرة الكندية “بهذه الخطوة الجريئة، لن يكون هناك أي مفر من التحذيرات الصحية، وسيكون ذلك بمثابة تذكير صارخ بالعواقب الصحية للتدخين، مع إقرانها بصور محدّثة معروضة على العبوة”.

إدمان التبغ

لتبرير هذا الإجراء، تقول الحكومة الكندية إنها وجدت أن بعض الشباب، وهي فئة حساسة على صعيد خطر إدمان التبغ، يبدؤون التدخين بعد تلقيهم سيجارة واحدة بدلا من علبة تحتوي على تحذيرات صحية.

في عام 2000، كانت كندا أول بلد يأمر بوضع تحذيرات مصورة على عبوات السجائر، بما يشمل صورا مروعة للقلب والرئتين لدى أشخاص يعانون أمراضا جراء تناول منتجات التبغ، وذلك من أجل زيادة الوعي بالأخطار الصحية المرتبطة بالتدخين.

منذ ذلك الحين، تسجل معدلات التدخين تراجعا مطردا في كندا. وتهدف أوتاوا إلى زيادة خفض عدد المدخنين في البلاد ليصل إلى نحو مليونَي شخص، ما يعادل 5% من السكان، بحلول عام 2035، مقارنة بنحو 13% حاليا.

Related posts

Top