بدأ العد العكسي لانطلاق الدورة 14 للمعرض الدولي للفلاحة بمدينة مكناس الذي سينطلق يوم الثلاثاء القادم، على أن يسدل الستار عن هذه الدورة يوم الأحد 21 أبريل الجاري.
وتتجه الأنظار منذ مدة إلى هذا الحدث الدولي والإقليمي الذي أصبح يجذب مجموعة من الشركات والمهتمين بالمجال الفلاحي، حيث يشكل فرصة لتبادل الخبرات والتجارب والإطلاع على أحدث المستجدات في هذا القطاع، فيما يخص توظيف التكنولوجيا، والآلات العصرية التي تساهم في تطوير الإنتاج والجودة.
ويعود ارتباط الإنسان بالفلاحة إلى أزمنة عديدة، حيث يقبل الجميع على هذا النشاط بشكل تلقائي، لكن، بدون ضوابط علمية وتقنية من شأنها أن تساهم في التأسيس لاقتصاد أخضر مهيكل، يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية للدول، ومن تم يساهم في إحداث فرص شغل لفائدة سكان العالم القروي.
ومن هذا المنطلق، اختار منظمو المعرض الدولي للفلاحة بمكناس عنوان “الفلاحة رافعة للتشغيل ومستقبل العالم القروي” شعارا لهذه الدورة، لاسيما وأن جلالة الملك محمد السادس اهتم خلال هذه السنة في خطاباته وتحركاته بالمجال الفلاحي.
وتجلى هذا الاهتمام الملكي بالدعوة إلى خلق طبقة فلاحية وسطى، استنادا إلى تأهيل هذا القطاع من خلال توزيع مليون هكتار لفائدة الفلاحين الصغار، بالإضافة إلى مواكبتهم عن طريق التكوين والتأطير، وهو ما يؤكد عليه مجموعة من الفلاحين الذين يدعون مصالح وزارة الفلاحة إلى تقديم يد العون للفلاح، من أجل تطوير الإنتاج وخفض تكلفته.
وفي هذا الصدد، قال قاسم كريمي، رئيس تعاونية الغرب لإنتاج وتجميع وتخزين وتسويق الحبوب والقطاني والأرز في تصريح لجريدة بيان اليوم، إن القطاع الفلاحي بالمغرب يوفر بالعالم القروي العديد من مناصب الشغل، الأمر الذي يستدعي مزيدا من الاهتمام بهذا القطاع من خلال الدعم والمواكبة، خصوصا في الجانب المتعلق بتسويق المنتجات بشكل مباشر.
وبالرغم من التطور الحاصل اليوم في المجال الفلاحي بالمغرب، لازالت الفلاحة، بحسب قاسم كريمي، في حاجة إلى دفعة قوية، خصوصا وأن الفلاح الكبير، يقول المتحدث “هو من استفاد من المخطط الأخضر الذي استهدف في بدايته الفلاح الصغير”.
ودعا كريمي إلى ضرورة استدراك كل الوقت الذي ضاع ومحاولة ضخ دماء جديدة في المجال الفلاحي، بهدف إنقاذ الفلاح الصغير ومساعدته على الاستقرار بأرضه رفقة أبنائه عوض الإقبال على أنشطة أخرى بالعالم الحضري.
وإذا كانت هذه الدورة من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، قد وعت أخيرا بأهمية القطاع في توفير فرص الشغل بالعالم القروي، اقتداء بالنموذج السويسري الذي يعتبر ناجحا في هذا السياق، حيث يعد الفلاح السويسري من بين الأعلى دخلا في العالم، فإن منظمي المعرض أخلفوا الموعد في تنظيم المناظرة الوطنية للفلاحة التي دأب الرأي العام المغربي على متابعتها يوما قبل انطلاق هذا الملتقى الدولي.
وفي هذا الصدد، رجحت مصادر جريدة بيان اليوم سبب إلغاء المناظرة إلى “الحصيلة الهزيلة في القطاع الفلاحي خلال هذه السنة”، نظرا لقلة التساقطات المطرية التي عرفتها مجموعة من مناطق المملكة المغربية، وهو ما انعكس سلبا على هذا القطاع الفلاحي وكذا الاقتصادي ككل.
وكان عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب، قد حمل، خلال شهر مارس الماضي، خبرا غير سار للحكومة، مفاده أن إنتاج قطاع الحبوب لن يتجاوز خلال هذه السنة 60 مليون قنطار، في الوقت الذي وصل فيه المعدل خلال السنة المنصرمة إلى 80 مليون قنطار، وهو ما سيؤثر سلبا على رقم المعاملات الاقتصادية بالمغرب.
وفي الوقت الذي ترجح فيه مصادرنا هذا الطرح، ذهب مصدر آخر إلى التأكيد على أن هذه المناظرة كان من المفترض أن تعرف تقديم حصيلة المخطط الأخضر منذ انطلاقه سنة 2008، ونتيجة عدم إعداد هذه الحصيلة ارتأى المنظمون إلغاء هذه المناظرة من البرنامج، درء لطرح أسئلة في الموضوع، خصوصا وأن وزير الفلاحة عزيز أخنوش كان قد وعد خلال السنة الماضية بتقديم حصيلة المخطط الأخضر خلال الدورة 14 للمعرض.
> يوسف الخيدر