تألق الحارس البلجيكي تيبو كورتوا وارتكب الأوروغوياني فيدريكو فالفيردي خطأ متعمدا، وقادا نادي ريال مدريد إلى لقب كأس السوبر الإسباني بعد فوزه أول أمس الأحد في النهائي على أتلتيكو مدريد بضربات الترجيح 4-1، بعد انتهاء الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين بالتعادل السلبي على ملعب “الجوهرة المشعة” في مدينة جدة السعودية.
وثأر ريال مدريد لخسارته في نهائي المسابقة عام 2014 أمام أتلتيكو ليحقق لقبه الحادي العشر في المسابقة والأول منذ عام 2017، في مباراة شهدت تألق حارسي المرمى كورتوا والسلوفيني يان أوبلاك.
وواصل مدرب ريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان تألقه في المباريات النهائية مع الفريق الملكي، إذ فاز في النهائي التاسع له من أصل تسع نهائيات خاضها، بينها مرتان ضد أتلتيكو بالذات.
وقال كورتوا بعد المباراة “مهمتي التصدي للكرات وهذا ما قمت به. نحن سعداء خضنا مباراة جيدة ولم ينجح الفريق المنافس في استغلال أخطائنا”، مضيفا “جئنا إلى هنا لكي نحرز اللقب وها نحن نعود به إلى الديار”.
وأتت المباراة متقاربة بين الفريقين قبل أن تكون كلمة الحسم للريال في ضربات الحظ بفضل تألق كورتوا الذي تصدى لتسديدة الغاني توماس بارتي، بعد أن أهدر ساوول نيغيز التسديدة الأولى وسجل الإنجليزي كيران تريبييه الثالثة لفريقه.
أما من جهة ريال مدريد، فتناوب كل من داني كارفاخال والبرازيلي رودريغو والكرواتي لوكا مودريتش والقائد سيرخيو راموس على تسجيل المحاولات الأربعة جميعها.
واختير الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي أفضل لاعب في المسابقة التي أقيمت للمرة الأولى على شكل بطولة مصغرة، رغم طرده في الدقائق الأخيرة من اللقاء لارتكابه خطأ تكتيكي منع فيه ألفارو موراتا من تسجيل هدف محقق لأتلتيكو (115).
ولم يجر زيدان أي تغيير على تشكيلة فريقه التي أسقطت فالنسيا حامل اللقب 3-1 في نصف النهائي، فيما قام المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني بتغيير واحد على التشكيلة التي قلبت الطاولة على برشلونة في نصف النهائي الاخر (3-2)، مستعينا بالمدافع الأوروغوياني خوسيه خيمينيز بدلا من المونتينيغري ستيفان سافتيش.
وهدد النادي الملكي باكرا عن طريق البرازيلي كاسيميرو الذي سدد بيسراه كرة قوية من خارج المنطقة كان لها أوبلاك في المرصاد (5)، قبل أن يتصدى الأخير لتسديدة مودريتش (9).
وكاد أن يكلف خطأ راموس هدف التقدم لأتلتيكو بعد أن مرر كرة خاطئة على مشارف منطقة فريقه اقتنصها البرتغالي جواو فيليكس، إلا أن كرته مرت بجانب القائم الأيمن (14)، قبل أن يكون لكرة موراتا المصير نفسه (20).
وواصل الفريقان ضغطهما وكاد كاسيميرو أن يمنح “المرينغي” التقدم قبل الاستراحة إلا أن رأسيته من ركنية الألماني توني كروس علت العارضة بقليل (43).
وكان أتلتيكو قد بلغ النهائي بعد أن قلب النتيجة على برشلونة في الدقائق العشر الأخيرة في نصف النهائي مسجلا هدفين في الدقيقتين 81 و86 ليفوز 3-2.
ودخل ريال مدريد المتوج آخر مرة باللقب عام 2017 على حساب برشلونة (5-1)، إلى الشوط الثاني بعزم أكبر وهدد عن طريق الصربي لوكا يوفيتش الذي وصلته الكرة من مودريتش مسددا بيسراه كرة زاحفة مرت قريبة من القائم الأيسر (51).
وافتقد ريال مدريد في البطولة لجهود ثلاثي الهجوم الفرنسي كريم بنزيمة والويلزي غاريث بايل والبلجيكي إيدين هازارد الذين غابوا بداعي الإصابة، فيما غاب المهاجم ديييغو كوستا عن صفوف الـ”روخيبلانكوس”.
وأهدر فالفيردي فرصة محققة للملكي بطريقة غريبة بعد أن وصلته الكرة من عرضية على باب المرمى، فتابعها برأسه إلا أنها ارتطمت برجله بطريقة غريبة قبل أن تتابع طريقها إلى الخارج (67).
وكاد أن يعاقبه البرازيلي رينان لودي بعد دقيقتين فقط بعدما تلقى كرة من البديل فيتولو على الجهة اليسرى داخل المنطقة إلا أن تسديدته مرت بجانب القائم، قبل أن يشير الحكم الى حالة تسلل (69).
وأتت أخطر فرصة في اللقاء في الدقيقة 80 بعدما مرر تريبييه كرة بينية رائعة عن الجهة اليمنى مرت بين المدافعين إلى الجهة اليمنى داخل المنطقة، تابعها موراتا “على الطائر” بيمناه باتجاه الزاوية السفلى اليسرى للمرمى تصدى لها كورتوا ببراعة (80).
وشهدت الدقائق الأخيرة من اللقاء لحظات مثيرة، إذ أثبت أوبلاك معدنه مجددا بتصديه لتسديدة البديل البرازيلي رودريغو داخل المنطقة (90+1).
وكاد بارتي أن يخدع كورتوا في الثانية الأخيرة من اللقاء بعدما نفذ ضربة حرة بعيدة المدى بتسديدة زاحفة بجانب حائط الدفاع نحو الزاوية اليسرى، تصدى لها كورتوا في اللحظة الأخيرة (90+4) ليلجأ الفريقان إلى شوطين إضافيين.
وهذه المرة الخامسة على التوالي التي يلجأ فيها ريال وأتلتيكو إلى وقتين اضافيين في نهائي كأس أو بطولة جمعهما، حيث حقق كل منهما فوزين، وفق موقع “أوبتا” للاحصاءات.
وواصل الحارسان تألقهما وتصدى كورتوا برجله لمقصية موراتا(107) قبل أن يقوم أوبلاك بتصديين متتاليين رائعين لمحاولتي مودريتش وماريانو دياز بعد أن تهيأت الكرة أمام مع التصدي الأول (110).
وكان أتلتيكو على قاب قوسين من تحقيق هدف الفوز في الدقائق القاتلة عندما انفرد موراتا بالكرة بعد هفوة في منتصف الملعب من ريال مدريد، إلا أن فالفيردي عرقله في الثانية الأخيرة ليطرد مباشرة من ارض الملعب، وتشهد المباراة مشادة كلامية بين عدد من اللاعبين قبل الاحتكام إلى ضربات الترجيح.
وافتتح كارفاخال التسجيل للريال قبل أن ترتطم كرة ساوول بالقائم الأيمن، أما رودريغو فسدد كرة صعبة جدا على أوبلاك صاروخية في الزاوية اليسرى، قبل أن يتصدى كورتوا لمحاولة توماس.
سجل بعدها مودريتش محاولته فيما نجح تريبييه في تسجيل المحاولة الوحيدة لأتلتيكو قبل أن يحسم القائد راموس النتيجة 4-1 في ضربات الترجيح، وهي النتيجة ذاتها التي توج بها النادي الملكي مع المدرب الايطالي كارلو انشيولتي بطلا لدوري أبطال أوروبا 2014، بعد نهاية الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين بالتعادل الايجابي 1-1.
وشارك في النظام الجديد من البطولة برشلونة، بطل الدوري في الموسمين الماضيين وفالنسيا بطل الكأس، وقطبا مدريد، أتلتيكو وريال، بعد إنهائهما موسم 2018-2019 في المركزين الثاني والثالث تواليا في ترتيب الدوري.
وتوصل الاتحاد الاسباني إلى اتفاق تستضيف السعودية بموجبه المسابقة لثلاث سنوات بصفقة تبلغ 120 مليون يورو، يعتزم الاتحاد المحلي ان ينفقها على تطوير كرة السيدات ودوريات الدرجات الدنيا وكرة الصالات بحسب ما أعلن.