التزام لقجع…

بعد 15 سنة من الغياب، تعود كرة القدم المغربية لنهائي كأس إفريقيا للأمم لأقل من 20 سنة، أو ما كان يصطلح سابقا بفئة بالشبان، غياب قاس غير مبرر، ولا مستساغ.
ويعد هذا التأهيل إنجاز مهم، بالنظر لكونه جاء نتيجة للعمل مستمر، مبذول على مستوى منتخبات الفئات الصغرى، وذلك بإرساء منهجية مختلفة، تقطع مع نماذج لم تستطع ضمان الاستمرارية بنفس التوجه، اعتبر خلالها الإنجاز ، مجرد فلتات قدرية واستثناءات لا يقاس عليها.
وما يؤكد أن تألق أشبال عبوب زكرياء، نتيجة الاهتمام الذي توليه إدارة الجامعة، والتتبع الشخصي للرئيس فوزي لقجع، الذي يتعامل مع المنصب ليس كمسؤولية وواجب، ولكن كشغف وعشق لا منتهي، بتخصيص الكثير من الحرص والتفكير والتتبع اليومي، وهذه أكبر ضمانة للمستقبل.
خلال حفل الاستقبال الذي خصصته الجامعة للمنتخب العائد من تونس حاملا ورقة التأهيل للموعد القاري، خاطب لقجع اللاعبين الواعدين بكلام معبر غني بكثير من العبر والدلائل، من المفروض أن يتبعه انخراط تلقائي لكل المكونات، باعتباره توجه يخدم المستقبل.
” أنتم الأفضل والأحسن، وعليكم أن تثقوا في قدراتكم، هنيئا لكم بالتأهل وبالمردود الذي قدمتوه، كنتم نموذجيين كبعثة مغربية، وسوف تشعرون شيئا فشيئا بدلالة حمل قميص المنتخب الوطني، الذي هو شرف كبير”.
“بعد محطة تونس، تعتبر نواكشوط الهدف الثاني من مسلسل طويل، لا مجال فيه للخطأ، لأن الأمر يتعلق بالمغرب، وأنتم تحملون قميص المغرب، أنتم بالنسبة إلي الأفضل على الصعيد الوطني بهذه الفئة، وهناك محطات آخري تنتظركم”.
“هناك الألعاب الأولمبية بباريس 2024، موندريال 2026 بأمريكا، ومن أجل العمل على تحقيق هذه الأهداف، ضعوا المستحقات المالية جانبا، والانتقالات، والأندية، تذكروا شيئا واحدا.. العمل من أجل أن تتطوروا أكثر، لا تتعجلوا الجزاء، ولا تبحثوا عن الثمار، عليكم بالعمل بطريقة متواصلة، وعلى هذا الأساس عليكم الابتعاد عن السماسرة، الذين يتعاملون معكم كمجرد استفادة، ونسبة محصل عليها، وهذا ما لا يخدم مساركم الرياضي، وأطلب منكم أن تعتبروني كأخ أكبر، مستعد للإنصات وتلبية حاجياتكم”.
“سوف أسهر شخصيا لكي تستعدوا في ظروف جيدة، وفي أجواء احترافية، حتى تكونوا في قمة مستواكم خلال المحطات التي ذكرتها، نشتغل معكم باستمرار، نفس الشيء ينطبق على منتخب الأقل من 17 سنة، الذي سيكون بديلكم مستقبلا، بعد أن تلتحقوا بالمنتخب الأولمبي، ثم المنتخب الأول، ونشتغل بنفس الحرص مع منتخب أقل من 15 سنة، أي أننا ستدخل في نوع من الدوران للمنتخبات بطريقة احترافية”.
“نتذكر جميعا العناصر التي لعبت مونديال 2005 بهولندا، تحت قيادة فتحي جمال، كانوا في المستوى المطلوب، لكن للأسف لم نعد نراهم بعد ذلك، وهم الذين لعبوا ضد منتخب إسبانيا في مونديال 2005، مع العلم أن المنتخب الإسباني هو شكل لاعبوه عماد منتخب إسبانيا الفائز بكأس العالم لسنة 2010 بجنوب إفريقيا، هذه هي المنهجية وطرق الاشتغال التي يجب أن نؤمن بها، فأنتم الذين ستمثلون المغرب في كأس العالم مستقبلا.. أنتم المنتخب الأول”.
فقرات من كلام لقجع الذي خاطب به بعثة المنتخب، حصرنا على تقديمه، كوثيقة للتاريخ، فلأول مرة يلتزم رئيس جامعة علانية بمرافقة شخصية للفئات السنية، وهذا الالتزام من المفروض أن يتحول إلى خارطة طريق بالنسبة حتى على مستوى الأندية الوطنية، فالكثير من المواهب والعناصر الواعدة، ضاعت ولم تتمكن من مواصلة المسار، والسبب غياب إستراتيجية عمل واضحة، وعدم وجود إدارة تحرص على التتبع ومعالجة الاختلالات.

>محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top