عثر أول أمس الأحد على الصندوق الأسود الثاني للطائرة المنكوبة التابعة لشركة شرق الصين التي تحطمت وبداخلها 132 شخصا، في تطور من شأنه أن يسهم في حل لغز سقوطها العمودي السريع.
وتحطمت الطائرة التابعة لشركة شرق الصين الاثنين خلال قيامها بالرحلة الداخلية “إم يو5735” على هضبة في وازهو (جنوب) أثناء توجهها من مدينة كونمينغ (جنوب غرب) إلى كانتون (جنوب).
ولم تعرف بعد أسباب الكارثة التي أودت بجميع ركاب الطائرة وعددهم 123 شخصا وطاقمها المؤلف من تسعة أشخاص. وجميع من كانوا بداخلها من الجنسية الصينية.
وعثر الأربعاء على أحد الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة، وسيستغرق تحليله أياما عدة.
وكل طائرة مجهزة بصندوقين أسودين لتسجيل معطيات الرحلة عادة، أحدهما يتيح للمحققين الاستماع إلى المحادثات في قمرة القيادة والآخر درس معلومات أساسية مثل السرعة والارتفاع.
والأحد، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن مركز قيادة عمليات الإغاثة أنه تم العثور في 27 مارس على الصندوق الأسود الثاني من الرحلة. ويحتوي هذا المسجل على بيانات الرحلة مثل السرعة والارتفاع.
وبثت محطة “سي سي تي في” الصينية الرسمية مشاهد لعمال إغاثة وهم يستعيدون الصندوق الذي عثر عليه على عمق 1,5 متر عند مستوى جذور أحد الأشجار، وهو عبارة عن أسطوانة برتقالية معدنية.
وقال تشو تاو، مدير سلامة الطيران في هيئة الطيران المدني الصينية، صباح الأحد لصحافيين، “أكد المحققون في الموقع (…) أن الصندوق هو وحدة التخزين لمسجل بيانات الرحلة”.
وأضاف “يبدو أن وحدة تسجيل البيانات سالمة نسبيا، رغم كون أجزاء أخرى من الصندوق مدمرة (…) وأرسلت للتحليل في مختبر متخصص لفك الشيفرة فيها”.
بحسب معلومات موقع الطيران المتخصص “فلايت رادار” فان الطائرة سقطت عموديا نحو الأرض قبل أن تتحطم.
وهبطت خلال دقيقة واحدة 21 ألفا و250 قدما (6477 مترا). وبعدما ارتفعت لفترة قصيرة هبطت مجددا 4625 قدما (1410 أمتار)، وفق الموقع لتحل ق على ارتفاع 3225 قدما (983 مترا). بعد ذلك انقطعت بيانات الرحلة.
وبحسب خبراء عدة هذا الأمر غير اعتيادي نسبيا.
إلى الآن، لا تحوم أي شبهات حول الطيار أو مساعديه الاثنين ولديهم رصيد من ساعات طيران يبلغ على التوالي، 6709 و31,769 و556 كما أعلن صان شيينغ المسؤول الكبير في شركة “شرق الصين”.
وبعد العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة، من المفترض أن يحصل المحققون في غضون أيام أو أسابيع قليلة على العناصر الأولى التي ستساعد في كشف أسباب الحادث.
ونظمت لحظة تكريم للضحايا الـ132 بعد ظهر الأحد لمدة ثلاث دقائق في موقع الحادث وهو تل ترابي شديد الانحدار محاط بالنباتات، بحسب قناة “سي سي تي في”.
وبعدما حددت هويات الغالبية الساحقة من الضحايا بفضل فحوص الحمض النووي الريبي، أكدت هيئة الطيران المدني في الصين مساء السبت مصرع جميع من كانوا بداخل الطائرة.
يعد تحطم هذه الطائرة الحادث الأسوأ في قطاع الطيران منذ 1994 في الصين حيث يعتبر الخبراء عموما أن السلامة الجوية جيدة جدا.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الأحد عن ليو شياودونغ، مدير التواصل في شركة طيران شرق الصين، قوله إن الآن بعد أن عرفت الخسائر البشرية، بدأت عملية التعويض المالي لأسر الضحايا.
ولا تزال فرق الإطفاء والإنقاذ والأطباء والمحققون والمتطوعون والمسؤولون السياسيون يتوافدون إلى موقع المأساة لمواصلة التحقيق.
وفي الموقع المحاط بأشجار كثيفة، يبحث عمال الإغاثة عن أشلاء بشرية وأجزاء من الطائرة وكل ما من شأنه أن يفيد التحقيق. ولفت تشو تاو الأحد إلى العثور على نحو 34 ألف جزء مدم ر من الطائرة حتى الآن.
< أ.ف.ب