اختتام جيتكس إفريقيا 2025 بحصيلة مثمرة من الاتفاقيات الاستراتيجية

أسدل الستار، مساء الأربعاء، على الدورة الثالثة من معرض “جيتكس إفريقيا 2025” الذي احتضنته مدينة مراكش، وسط حضور عالمي متميز يقدر بحوالي 45 ألف مشارك وأكثر من 1400 عارض من 130 دولة.
وقد أتاح المعرض هذا العام منصة مثالية لتسليط الضوء على أحدث الابتكارات التكنولوجية في مجالات الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، والابتكار، وعرض الاتجاهات المستقبلية التي ستحدد مستقبل القارة الإفريقية في المجال الرقمي.
وأسفر الحدث الذي استمر على مدى ثلاثة أيام، عن حصيلة مثمرة من الاتفاقيات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز التحول الرقمي، الابتكار، وتطوير المهارات الرقمية في المغرب وإفريقيا.
وتعتبر هذه الاتفاقيات بمثابة خطوة قوية نحو تسريع الرقمنة على مستوى القطاعات الحيوية في المملكة والمنطقة بشكل عام.

تعزيز رقمنة خدمات المكتبة الوطنية للمملكة المغربية

من أبرز الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال المعرض، على هامش الدورة الثالثة من معرض “جيتيكس إفريقيا المغرب”، الاتفاقية التي جمعت الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، يوم الأربعاء بمراكش، والتي تروم تعزيز رقمنة الخدمات المقدمة من طرف المكتبة الوطنية للمملكة المغربية.
وتهدف هذه الاتفاقية، التي وقعتها الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، آمال الفلاح السغروشني، ووزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، إلى إعادة إنجاز البوابة المؤسساتية للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مع تعزيز دور الكتب الرقمية وخدمة الإيداع القانوني.
كما تنص الاتفاقية على تعزيز رقمنة الدوريات والمخطوطات المتوفرة لدى المكتبة الوطنية، ورقمنة المخطوطات الحجرية، فضلا عن إنجاز برنامج معلوماتي لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وترمي هذه الاتفاقية أيضا إلى إطلاق رقمنة المكتبات المهداة على شكل هبات لفائدة المكتبة الوطنية ووضعها رهن إشارة الطلبة الباحثين.

لتعزيز الإدماج الاقتصادي للجهات

في إطار آخر، وقعت وزارتا الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، والاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، الثلاثاء بمراكش، ثلاثة بروتوكولات اتفاق مع شركات KPMG SASU، وArrow ECS Support Center Morocco، و2T Services Maroc، تتعلق بإحداث وتوسعة مراكز الكفاءات والخدمات، وذلك على هامش الدورة الثالثة لمعرض “جيتيكس إفريقيا”.
وذكرت الوزارتان في بلاغ مشترك أن الشراكة الأولى تهم إحداث مركز كفاءات مخصص لمهن الاستشارات التكنولوجية، والانتقال الرقمي والاستشارات المالية والضريبية، وكذا مواكبة عمليات الاندماج والاستحواذ وإعادة الهيكلة.
وأضاف البلاغ أن هذا المشروع المندرج في إطار الدينامية التي ضخها ميثاق الاستثمار الجديد والأولويات الوطنية المتعلقة بالسيادة الرقمية وتطوير الرأسمال البشري، يهدف إلى إحداث 150 منصب شغل مباشر بحلول سنة 2029.
أما البروتوكول الثاني فيتعلق بتوسعة مركز الخدمات المشتركة وإنشاء مراكز للكفاءات الرقمية بجهة الدار البيضاء-سطات.
وتنص هذه الشراكة أيضا على إنشاء مراكز جديدة للكفاءات التقنية والتدبيرية في المجال الرقمي، مما سيمكن من إحداث 700 منصب شغل مباشر في أفق سنة 2029.
ويهم الالتزام الثالث إنشاء مركز متعدد التخصصات لتقديم خدمات المناولة بوجدة، مما سيسهم في التنشيط الاقتصادي بالجهة.
ويهدف هذا المشروع، الذي يندرج في إطار تعزيز منظومة المناولة بالمغرب، إلى إحداث 200 منصب شغل مباشر في أفق سنة 2028، مما يمهد الطريق أمام شراكة مهيكلة بين القطاعين العام والخاص لجعل الرقمنة رافعة للفرص على المستوى الجهوي.
وخلص البلاغ إلى أن هذه المبادرة تؤكد إرادة الحكومة لتعزيز الإدماج الاقتصادي للجهات، ومواكبة المستثمرين المحليين، ودعم تأهيل الشباب المغربي داخل اقتصاد خدماتي يشهد تحولات متسارعة.

حماية الحياة الخاصة لزبنائه ودعم الابتكار

في سياق متصل، وقعت اتصالات المغرب واللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، الثلاثاء بمراكش، اتفاقية تتوج انخراط فاعل الاتصالات في برنامج “داتا ثقة”.
وأفاد بلاغ لاتصالات المغرب بأن هذه الشراكة، المبرمة على هامش معرض “جيتكس إفريقيا-المغرب 2025″، تجسد التزام فاعل الاتصالات بضمان أمن المعطيات ذات الطابع الشخصي لزبنائه مع دعم الابتكار والتحول الرقمي لخدماته.
وأضاف المصدر ذاته أنه في إطار القانون 09-08 المتعلق بحماية الأشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي، تنهج اتصالات المغرب مقاربة استباقية لضمان الامتثال لهذا التشريع، مبرزا أن برنامج “داتا ثقة” يشكل مبادرة محورية لضمان تثمين “أصول البيانات” للفاعل مع حماية الحياة الخاصة لزبنائه ودعم الابتكار.
وترتكز هذه الاتفاقية على ثلاثة محاور رئيسية؛ يهم الأول منها تعزيز الامتثال للقانون 09-08، حيث ستواكب اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي اتصالات المغرب في الحفاظ على امتثالها للتشريع المتعلق بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي. ويشمل ذلك دورات تكوينية، وحملات تحسيسية، وولوجا تجريبيا لتطبيق عبر الإنترنت من أجل تيسير لامادية الإشعارات.
ويتعلق المحور الثاني بقلب النموذج والمشاريع المرتبطة بالبيانات، حيث سيجري تنظيم ورشات عمل وجلسات استحثاث لتحديد الرهانات النوعية المرتبطة بتدبير البيانات، ولا سيما التصنيف، والإيواء السحابي، ونقل البيانات.
أما المحور الثالث فيهم إغناء المبادئ التوجيهية لمقومات الثقة، إذ ستعمل اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي واتصالات المغرب معا على صياغة مبادئ توجيهية تتناول جوانب جوهرية لتدبير البيانات، مثل الإيواء، والمراسلات، والخدمات الرقمية، بغية إصدار توصيات لممارسات آمنة وشفافة ضمن منظومة اتصالات المغرب.
وبتوقيع هذه الشراكة، تجدد اتصالات المغرب التزامها بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي لزبنائها مع مواصلة مسار تحولها الرقمي.

التحول الرقمي للقطاع المالي وازدهار الزراعة المبتكرة

من جانبه، وقع “تمويلكم” و”القرض الفلاحي المغرب”، الاثنين بمراكش، اتفاقية إطار للشراكة تروم تشجيع تطوير الشركات الناشئة والمشاريع المبتكرة في مجالي التكنولوجيا المالية (فاينتك) والتكنولوجيا الزراعية (أغريتيك).
وتهدف هذه الاتفاقية، المبرمة على هامش الدورة الثالثة لمعرض “جيتكس أفريقيا المغرب”، الذي ينعقد من 14 إلى 16 أبريل الجاري بمراكش، إلى تعزيز التعاون بين المؤسستين من أجل توحيد جهودهما ودعم انبثاق ونمو الشركات الناشئة، التي تساهم في التحول الرقمي للقطاع المالي وازدهار الزراعة المبتكرة في المغرب.
وتدل اتفاقية الشراكة هاته على رغبة مشتركة في تنشيط منظومة الابتكار في المغرب، من خلال توفير إطار دعم تقني ومالي يتناسب مع خصوصيات الشركات الناشئة في مجالي التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا الزراعية، بما يسهم في تحديث وتعزيز تنافسية هذين القطاعين الحيويين بالنسبة للاقتصاد الوطني.
وستساهم مؤسستا “تمويلكم” و”القرض الفلاحي المغرب” إلى جانب شبكاتهما من الشركاء في تعزيز نجاح المشاريع المبتكرة.

اتفاقية لدعم التكنولوجيا في كرة القدم

ومن بين الاتفاقيات المتميزة التي تم توقيعها أيضا، الاتفاقية التي جمعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وصندوق الإيداع والتدبير، يوم الثلاثاء بمراكش، اتفاقية شراكة إستراتيجية ترمي إلى دعم الانتقال الرقمي للمنظومة الوطنية للصحة.
وجرى توقيع هذه الاتفاقية، من طرف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، والمدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، خالد سفير.
ويتوخى هذا التعاون تعزيز التعاون المؤسساتي في مجالات الصحة والحماية الاجتماعية، من خلال دعم المشاريع المهيكلة، بتسريع وتيرة الانتقال الرقمي، والارتقاء بحكامة الخدمات الصحية.
ومن أبرز المبادرات المزمع إطلاقها، إحداث مختبر رقمي (Digital Lab) بالوزارة، بمواكبة من صندوق الإيداع والتدبير. وستشكل هذه البنية منصة إستراتيجية مخصصة للابتكار التكنولوجي في القطاع الصحي، حيث ستضطلع بمهمة تصميم حلول رقمية متطورة والارتقاء بأداء المنظومة الصحية الوطنية.
كما سيساهم المختبر الرقمي في إرساء منظومة وطنية للابتكار في مجال الصحة الإلكترونية من أجل تعزيز تنافسية ومرونة القطاع في مواجهة التحديات المستقبلية.
وبموجب هذا الاتفاق، تجدد المؤسستان التزامهما المشترك بمواكبة السياسات العمومية ذات الوقع الاجتماعي والاقتصادي القوي.
كما تعتزمان المساهمة بفعالية في تحديث وتحول مستدام للمنظومة الصحية الوطنية، انسجاما مع الأولويات الإستراتيجية للمملكة تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس.

البحث التطبيقي والابتكار التكنولوجي

من بين الاتفاقيات المهمة أيضا، وقعت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، الاثنين ، بروتوكولي اتفاق مع كل من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ومجلس جهة كلميم واد نون، تروم تعزيز التعاون في مجال الابتكار التكنولوجي والبحث التطبيقي.
وترسي الشراكة الأولى، التي تم توقيعها مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أسس تعاون في مجالات البحث والابتكار التكنولوجي ودعم ريادة الأعمال الرقمية.
كما تهدف، حسب بلاغ للوزارة، إلى إذكاء تأثير البحوث التطبيقية عبر التطوير المشترك للحلول ونقل المعرفة ودعم الشركات الناشئة وإحداث مركز للاستثمار التكنولوجي وتعزيز القدرات.
ويهدف بروتوكول الاتفاق أيضا إلى إحداث معهد للتميز في بنجرير (JAZARI)، وهو مركز للتميز موجه لتطوير الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتوحيد الجهود العامة والأكاديمية لصالح التحول الرقمي.
أما بروتوكول الاتفاق الثاني، الموقع مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومجلس جهة كلميم واد نون، فيهم أيضا إحداث معهد للتميز على مستوى جهة كلميم واد نون.
ويندرج هذا البروتوكول، حسب البلاغ، في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية لصالح التنمية الجهوية العادلة، وأهداف النموذج التنموي الجديد. وسيعمل المركز على تحويل نتائج البحث العلمي إلى حلول ملموسة يمكن استخدامها من قبل الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة وشركات التكنولوجيا الكبرى.
من جانبهم، سيعمل الشركاء على تقديم الدعم التقني والمالي، وتسهيل الوصول إلى النظام البيئي الرقمي الوطني وضمان مراعاة أولويات البلاد والمساهمة في تنمية عروض التكوين.

تسريع فرص العمل بالمغرب

في سياق متصل، وقعت شركة (كونسينتريكس) “Concentrix ” المغرب، سبع شراكات هيكلية، لا سيما مع Technopark Maroc، وEPIK Leaders، وMaroc Numeric Cluster، وEFE-Maroc، وANAPEC، وAPEBI، وAUSIM.
وتهدف الشراكة التي أقيمت مع (Technopark Maroc ) إلى دعم الابتكار داخل ريادة الأعمال وتعزيز بروز الشركات الناشئة، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات، بالاستناد إلى موارد مختبر CX Tek التابع لشركة Concentrix.
وتندرج الاتفاقية مع EPIK Leaders ضمن عملية تدريب ودعم جيل جديد من الرواد الأفارقة الشباب، عبر برامج التميز والتوجيه الشخصي والجسور المؤدية إلى التوظيف.
وبالتعاون مع مجموعة Maroc Numeric Cluster، ومن خلال مبادرة JobIntech، تلتزم شركة Concentrix بالعمل على تحقيق ملاءمة أفضل بين مهارات الشباب المدربين والاحتياجات الحقيقية لسوق العمل، وخاصة في المهن الرقمية.
أما الشراكة مع EFE-Maroc ، فتهدف إلى تعزيز الاندماج المهني للشباب من خلال استهداف أنشطة تكوينية محددة وتسهيل الاندماج في مواقع الشركة المختلفة في جميع أنحاء البلاد. وتعتزم شركة ” Concentrix ” بالتعاون مع ANAPEC، تعزيز أنظمة دعم قابلية التشغيل الوطنية من خلال تنفيذ إجراءات الاختيار المسبق والتكوين والتوظيف الملائم للمهن المنقولة إلى الخارج.
ومن خلال عضويتها في APEBI وتعاونها مع AUSIM، تهدف الشركة إلى تعزيز الابتكار المفتوح، وتشجيع تطوير المهارات الرقمية، وتسهيل ولوج الشركات والمهنيين إلى الحلول التكنولوجية التي تم تطويرها داخل مختبر Tek Lab الخاص بها. وتؤكد شركة “Concentrix” أن هذه الشراكات تروم تعزيز مساهمتها في المنظومة الرقمية الوطنية، من خلال وضع مواردها وبنيتها التحتية التكنولوجية وخبرتها الدولية في خدمة الفاعلين المغاربة.

دمج التكنولوجيا في كرة القدم

وفي خطوة مبتكرة، تم يوم الإثنين توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الانتقال الرقمي والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي تهدف إلى تطوير مهارات اللاعبين الشباب باستخدام التقنيات الرقمية الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
وستعمل الاتفاقية على تكوين أكثر من 200 ألف لاعب شاب في مختلف المجالات التقنية المتعلقة بالرياضة. وهي خطوة هامة نحو دمج التكنولوجيا في عالم كرة القدم، مما يمكن المدربين واللاعبين من الاستفادة من الخوارزميات المتطورة لتحليل الأداء الرياضي وتحسين الاستراتيجيات.

تسريع التحول الرقمي في قطاع السفر

شهد المعرض أيضًا توقيع اتفاقية هامة بين وزارة الانتقال الرقمي و شركة الخطوط الملكية المغربية و وكالة التنمية الرقمية. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز الابتكار في قطاع السفر والنقل الجوي عبر تعزيز استخدام التقنيات الرقمية.
ووفقا للاتفاقية، سيتم ترويج الابتكار الرقمي في القطاع، مع تسريع رقمنة شركات الطيران من خلال برنامج “RAM Digital Open Innovation”.
كما سيتم تنظيم ورش عمل لتعزيز المهارات الرقمية وتطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لقطاع السفر، وهو ما يعكس التزام المغرب بتطوير تكنولوجيا السفر (TravelTech).

من رؤية مستقبلية طموحة

إن جيتكس إفريقيا 2025 لم يكن مجرد حدث تقني يعكس أحدث الابتكارات في العالم الرقمي، بل كان أيضا نقطة انطلاق للكثير من الشراكات الاستراتيجية التي تؤكد التزام المغرب بإحداث نقلة نوعية في مجال التحول الرقمي وتعزيز الابتكار التكنولوجي.
وتعد هذه الاتفاقيات جزءا من رؤية مستقبلية طموحة تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية للمغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال تحسين البيئة الرقمية، وتطوير المهارات الرقمية، وتسهيل الوصول إلى أسواق جديدة، وفتح آفاق واسعة أمام الشركات والمواهب الرقمية المغربية.
وبالنظر إلى الزخم الذي يرافق هذه الاتفاقيات، تواصل المملكة المغربية مسيرتها نحو رقمنة شاملة في مختلف القطاعات، مما يعزز مكانتها كواحدة من الدول الرائدة في الابتكار الرقمي على مستوى إفريقيا.

مبعوث بيان اليوم إلى مراكش:
عبد الصمد ادنيدن

Top