تنطلق، اليوم الأربعاء، فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية الذي سينظمه النادي السينمائي بسيدي عثمان، بتنسيق مع مقاطعة سيدي عثمان، في الفترة ما بين 22 و25 نونبر الجاري بالمركب الثقافي مولاي رشيد في مدينة الدار البيضاء. وتحمل دورة هذه السنة اسم الفنان حميد الزوغي احتفاء بمنجزه السينمائي وبمساره الفني الناجح.. حيث سيتم تكريمه خلال أمسية الافتتاح، التي ستنطلق ابتداء من الساعة السابعة مساء بفضاء المركب الثقافي مولاي رشيد، والتي ستتميز أيضا بعرض شريطه السينمائي الطويل “مواسم العطش”. كما سيتم عرض شريطه الآخر “خربوشة” خلال حفل الاختتام الذي سيشهد بدوره تكريم الفنان عمر السيد في اليوم الأخير من المهرجان (25 نونبر).
وتشارك في المسابقة الرسمية لهذه الدورة عشرة أفلام قصيرة ستتبارى على ثلاثة جوائز هي: الجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أحسن تشخيص.. وهي كما يلي: * “طريق لحجر” لإدريس صواب. * “حبال المودة” لوجدان خاليد. * “ذاكرة للنسيان” للهواري غباري. * “ولد السبت” لعماد الزواغي. * “موارد بشرية” لدانية عاشور. * “احتفاء” لبلال طويل. * “على حافة البحر” لمحمد الهوري. * “حالة” لدلال العراقي. * “قطع” لصلاح الجبالي. * “الرسالة” لمحمود آيت الحاج. وبخصوص لجنة تحكيم الدورة، فسيترأسها المخرج والمنتج حميد باسكيط، وتضم إلى جانبه كلا من الممثلة فتيحة وتيلي، والناقد السينمائي عبد الكريم واكريم، والصحافي الفني أحمد ردسي، والأديبة أمينة الصيباري، نائبة رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب.
هذا وستعرف النسخة التاسعة لمهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية، برنامجا غنيا ومتنوعا يتوزع على عدة فضاءات ويشمل، فضلا عن العروض السينمائية، عدة أنشطة منها:
* ورشتان إحداهما حول “القراءة الفيلمية” يؤطرها الأستاذ لمجيد تومرت، يوم الخميس 23 نونبر على الساعة الثالثة بعد الزوال بالمركب الثقافي مولاي رشيد؛ والأخرى حول “كتابة السيناريو” من تأطير الناقد السينمائي مجيد سداتي، يوم الجمعة 24 نونبر على الساعة الثالثة بعد الزوال بنفس المركب؛
* ماستر كلاس مع المحرج إدريس الروخ من تقديم وتنشيط الكاتب الصحفي والناقد السينمائي حسن نرايس؛ يوم الخميس 23 نوننبر على الساعة العاشرة صباحا بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن؛
* محاضرة في موضوع “الألوان في السينما” للمخرج عبد الله عباري؛ يوم السبت 25 نونبر على الساعة الثالثة بعد الزوال بالمركب الثقافي مولاي رشيد؛
* جلسة لمناقشة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان بحضور مخرجيها، يوم السبت 25 نونبر على الساعة العاشرة صباحا بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن؛ وجلسة أخرى لعرض ومناقشة الفيلم الروائي الطويل “بولنوار” لحميد الزوغي، يوم الجمعة 24 نونبر على الساعة التاسعة ليلا بدار الطالبة؛
* حفل تقديم وتوقيع الجزأين الرابع والخامس من سلسلة «وجوه من المغرب السينمائي» للناقد السينمائي أحمد سيجلماسي، وهي سلسلة صادرة عن منشورات النادي السينمائي لسيدي عثمان.
وجدير بالذكر أن العروض السينمائية المشاركة في المسابقة ستقدم خلال أمسيتين يومي الخميس والجمعة 23 و24 نونبر على الساعة السابعة مساء بالمركب الثقافي مولاي رشيد.
**********
رئيس المهرجان عبد الحق مبشور: الفيلم القصير هو المجال الأرحب والأنسب للمبدعين السينمائيين الشباب
* لماذا مهرجان للفيلم القصير؟
** لا يخفى عليكم أن عددا كبيرا من المخرجين الشباب يقومون بتصوير بعض الأفلام القصيرة بمهنية عالية، ونعتبر أن الفيلم القصير هو المجال الأرحب والأنسب لاستيعاب المبدعين السينمائيين الشباب.. ومهرجان سيدي عثمان التاسع للسينما المغربية، كما جرت العادة في الدورات السابقة، يقوم بانتقاء الأفلام المتوصل بها من خلال لجنة تختار الأفضل والأجود. فمن أصل 52 فيلما توصلت بها إدارة المهرجان، تم اختيار عشرة من بينهم لتعرض على لجنة تحكيم المهرجان التي يرأسها هذه السنة الفنان والمخرج حميد باسكيط..
ومن خلال هذا الكم من الأفلام وكذا الأفلام المنتقاة يتبين مدى اهتمام السينمائيين الشباب بالفيلم القصير الذي يكاد يكون حكرا على فئات المبدعين الشباب.. من ثمة جاء اهتمامنا بالفيلم القصير وبمبدعيه.. ويبدو لي أن مهمة لجنة التحكيم ستكون صعبة بحكم أن هذه الأفلام العشرة المنتقاة كلها تتوفر على قدرة تنافسية هائلة وتستحق كل تقدير.. وتشجيع أفلام الشباب والمخرجين الشباب يدخل في صلب اهتمامات وأهداف مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية..
* كيف هو حال الفيلم القصير المغربي في الوقت الراهن؟
** بخصوص الفيلم القصير هناك العديد من الشباب المغاربة المهووسين بالسينما يخوضون اليوم غمار التصوير، وكما قلت سابقا تتميز إنتاجاتهم بمهنية عالية وبجرأة في المضامين، وكذلك باقتراحات جيدة على مستوى التصوير والتوظيب.. ومن ثمة يعيش الفيلم القصير في بلادنا على إيقاع التنامي والتطوير والتجديد بفضل هؤلاء الشباب، مما ساعد على توفير تراكم مهم على مستوى التجارب الفيلمية.. إذن، في نظري، لا خوف على مستقبل سينما الفيلم القصير التي تعد أيضا مشتلا للسينما المغربية في صنف الأفلام الطويلة.. وهنا أود أن أشير إلى أن المهرجانات السينمائية هي الملاذ الوحيد الذي تبقى لهؤلاء الشباب لعرض وتقديم ومناقشة أفلامهم أمام الجمهور.. ومهرجاننا من ضمن هذه الفضاءات التي تفتح هذه النافذة في وجه الشباب على أساس أن يعرضوا أفلامهم أمام العموم، لأنه، كما لا يخفى عليكم، لم تعد هناك قاعات سينمائية يمكن أن تستقبل أفلامهم حيث في ثمانينيات القرن الماضي كانت هناك 250 قاعة سينمائية فيما لا يوجد الآن سوى 52 قاعة فقط باحتساب المركبات السينمائية أيضا.
وبالتالي الشباب يجد في المهرجانات متنفسا وفضاء رحبا لعرض أفلامه وإبداعاته.
* ما جديد هذه الدورة؟
** لا يخفى عليكم أننا في هذه السنة سنحتفل برجل أعطى الشيء الكثير للمسرح والتلفزيون والسينما ألا وهو الأستاذ حميد الزوغي، الفنان المتألق والمخرج المبدع الذي راكم ريبرتوارا محترما في مجال الدراما الوطنية…
وهي مناسبة للاحتفاء به في افتتاح المهرجان، كما أنه في الاختتام سنحتفي ونكرم الأخ عمر السيد بحكم أنه كان من ضمن الفاعلين الأساسيين في الظاهرة الغيوانية وأعطى الشيء الكثير لفرقة ناس الغيوان. كما سيتميز برنامج الدورة بعدد من الفعاليات والأنشطة سواء الموجهة للعموم أو الموجهة للمهنيين.. وسنحتفي هذه السنة أيضا بالإصدار الرائع لأخينا وصديقنا الناقد السينمائي والمؤرخ للسينما المغربية الأستاذ أحمد سيجلماسي.
* كيف تموقعون مهرجانكم ضمن خريطة مهرجانات السينما المغربية؟
بالنسبة للمهرجان فهو يسير في طريقه والحمد لله بناء على أنه مفروض علينا القيام بالتنشيط الثقافي وزرع ثقافة سينمائية عند عموم المغاربة بصفة عامة وبصفة خاصة لساكنة مقاطعة مولاي رشيد بحكم أنه كان عندنا ثلاث قاعات متواجدة بالمنطقة ولم تعد تشتغل ولم يبق إلا المهرجان كنافذة ثقافية وسينمائية وحيدة للجمهور المحلي، حيت تنتظره ساكنة المنطقة بمزيد من الشوق والشغف، بحكم أن الحضور دائما يفوق التوقعات، خاصة أن العروض ستكون كلها بالمركب الثقافي مولاي رشيد والماستر كلاس بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمقاطعة سيدي عثمان.
الحسين الشعبي