انهيار مشروع أيت منا؟

يتحدث أكثر من مصدر عن وجود أزمة مالية خانقة بفريق شباب المحمدية لكرة القدم، إلى درجة أصبح عاجزا عن تسديد مستحقات اللاعبين وأعضاء الطاقمين التقني والإداري، حيث اضطر حسب دائما نفس هذه المصادر إلى بيع الحافلة الفاخرة التي وضعها الرئيس رهن إشارة الفريق منذ أشهر فقط.
هذه الأخبار غير المفرحة بالنسبة الجمهور، وهو الذي صدق كل ما قاله “مالك” الفريق هشام أيت منا، بأن الشباب سيستعيد شبابه الضائع، وبأنه سينافس الأندية الكبرى على لقب البطولة، ومن الممكن أن يلعب المواسم القادمة بعصبة الأبطال الإفريقية.
طموحات وأهداف كبيرة، رافقتها استثمارات مهمة، وصرف مبالغ مالية كبيرة، جعلت الشباب يستعيد مكانه الطبيعي ضمن صفوة كرة القدم الوطنية في زمن قياسي، فانطلاقا من قسم الهواة، حقق مسارا سريعا للوصول إلى الهدف الذي خطط له أيت منا، ونجح في ذلك بكثير من الهالة الإعلامية والخرجات في كل الاتجاهات.
لم يكتف أيت منا بالاهتمام بفريقه وتقوية هياكله، كما يقتضي المنطق ذلك، إلا أنه فضل ربط علاقات تعاون ومساندة مع العديد من الأندية الوطنية بجل الأقسام، وقع عقودا مع العشرات مع اللاعبين من مختلف الأعمار، من المحليين والأجانب، دخل في صفقات مختلفة منها الظاهر والخفي.
أمام كل هذه الهالة الذي رافقت تحمل أيت منا مسؤولية الشباب، من الصعب أن يصدق المتتبع تفجير أزمة مالية خانقة، وسط الموسم بفريق يترأسه هذا الملياردير الذي صارع يمينا ويسارا، من أجل أن يصبح شخصية عمومية، ورقما صعبا داخل البطولة الوطنية وحتى كرة القدم الإفريقية.
لحد الآن علينا انتظار المستجدات القادمة من مدينة الزهور، وأن نسلك أسلوب التحفظ ما دامت الأمور غامضة، ولم تتبين صحة الأخبار، مع العلم أن اللاعبين والطاقم التقني ينتظرون مستحقاتهم منذ عدة شهور، بل هناك تهديد بخوض إضراب عن التداريب، وقد يمتد الأمر إلى تنظيم وقفات احتجاجية.
فهل انهار بسرعة مشروع أيت منا؟
سؤال حقيقة محير، لا يمكن الإجابة عنها بنفس سرعة هذا الانهيار الشبابي، إلا أن هناك حقيقة يستفاد من تجربة فريق أحمد فرس، وهى أن أسلوب المغامرة، غالبا ما يقود إلى حدوث نتائج كارثية، وفريق الشباب لا يستحق هذا المصير.
فمن المصلحة أن يتم بناء مشروع خطوة، والحرص على البناء على أسس صلبة، عوض اعتماد أسلوب “الدوباج” وحرق المراحل بسرعة كبيرة، وهذه الطريقة محفوفة بالمخاطر، لأن السرعة كما معروف تقتل.

>محمد الروحلي

Related posts

Top