أنهي المغرب مشاركته بدورة الألعاب البارالمبية طوكيو 2020، بالمركز 29 وذلك بعدما فاز الأبطال المغاربة ب11 ميدالية في المنافسات، وهى المشاركة الأفضل في تاريخ مشاركات المغربية بهذه الألعاب.
حصيلة تعتبر جد إيجابية، مقارنة بالإمكانيات المتوفرة، ومقارنة بباقي الدول المنافسة، التي تخصص رعاية استثنائية لهذه الفئة من الممارسين، والتي تصنف بذوي الاحتياجات الخاصة.
فبالرغم من فارق الإمكانيات وضعف الوسائل والإعداد، تمكن الأبطال البطلات المغاربة من المنافسة، وتحقيق نتائج لافتة، وذلك بالوصول إلى منصة التتويج، وعزف النشيد الوطني عاليا، ورفع العلم الوطني خفاقا، وهو انجاز يستحق الكثير من الإشادة.
وسمحت الحصيلة بدورة طوكيو البارالمبية للمغرب، من الارتقاء إلى المركز 29 عالميا، بمجموع 11 ميدالية، من بينها 4 ذهبيات و 4 فضيات و 3 برونزيات، وكانت آخرها تتويج البطل أمين الشنتوف بذهبية الماراتون.
وتعتبر المرتبة 29 متقدمة عن حصيلة دورة ريو دي جانيرو، التي سبق المغرب أن احتل خلالها المركز 32 بإحرازه 7 ميداليات، وهذا يؤكد أن هناك عملا مبذولا، وأن هناك مجهود ملحوظ، يتطلب بالمقابل المزيد من الرعاية والاهتمام والدعم والمساندة.
وجاءت الرسالة الملكية السامية، وما تضمنته من دلالات عميقة، وتشجيعات مهمة، لتخاطب مباشرة المسؤولين عن الشأن الرياضي على الصعيد الوطني، خاصة وأن جلالته أكد في هذه الرسالة، على أن هذا التتويج سيزيد هؤلاء الأبطال والبطلات، إصرارا وتحديا لمضاعفة الجهود لتحقيق المزيد من النجاحات، ورفع راية المغرب، سامقة في مختلف التظاهرات الرياضية القارية والعالمية.
ما جاءت به الرسالة الملكية السامية، يضع المشرفين أمام كامل مسؤولياتهم التاريخية، فما تحقق من إنجازات يتطلب إنصافا أكثر لهؤلاء الممارسين الشجعان، الذين يمتلكون الطموح والرغبة القوية في تمثيل المغرب أحسن تمثيل.
المؤكد أن الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة بالمغرب، لا يحظون بالاهتمام المطلوب، وهناك مشاكل إدارية وتنظيمية عالقة، خاصة وأن هذا النوع من الممارسة الرياضية، يتطلب إمكانيات غير عادية، وتجهيزات خاصة، ورعاية طبية مركزة، وهذه الإمكانيات غير متوفرة، مما يخلق عائقا كبيرا أمام البطلات والأبطال، بل عقبة كبيرة أمام تطور المستوى والقدرة على المنافسة.
وبالرغم من ذلك، فان الحصيلة تعتبر إيجابية، وجاءت لتنصف هؤلاء الممارسات والممارسين، الذين يرغبون في تطوير مستواهم باستمرار، والتعرف على أحدث الأساليب فيما يخص الإعداد والتدريب، نفس الأمر بالنسبة للمؤطرين والمدربين، وحتى الإداريين.
فتخصيص رعاية خاصة للبطلات والأبطال ذوي الاحتياجات الخاصة، مسألة أصبحت أساسية وملحة غير قابلة للتأجيل، وهم يستحقون ذلك، وما النتائج المحصل عليها إلا دليل على أنهم يستحقون ذلك، وأهل للثقة والدعم والمساندة اللامشروطة…
>محمد الروحلي