جيل جديد بمدرب مختلف

بعد المباراتين الإعداديتين ضد كل من السنغال والكونغو الديمقراطية، يستعد الفريق الوطني الأول لكرة القدم، لخوض المواجهة الرسمية المزدوجة ضد إفريقيا الوسطى، والتي تدخل في إطار تصفيات كأس أمم أفريقيا التي من المقرر أن تجرى أطوارها السنة القادمة بالكامرون .
ويلاحظ من خلال اللائحة التي تمت المناداة عليها من طرف المدرب وحيد خاليلوزيتش، أن المنتخب المغربي يشهد تغييرات مهمة على مستوى تركيبته، وذلك بالاعتماد على لاعبين جدد صغار السن، تنتظرهم سنوات طويلة من الممارسة على أعلى مستوى.
ولا يعتبر معيار السن العامل الوحيد الحاسم في مسألة الاختيار، فهناك مجموعة من الأولويات، منها القيمة من الناحية التقنية والتكوين، وأيضا وهذا شرط أساسي، مستوى الانضباط والسلوك وحب المجموعة، والاستماتة في الدفاع عن القميص الوطني.
والأكيد أن هناك مجموعة من المتغيرات ساهمت في الدفع نحو خيار التغيير الذي تسعى لها حاليا الجامعة، أولها اعتزال أو إبعاد الحرس القديم برموزه، التي تركت الكثير من الآثار السلبية، ثانيها مغادرة المدرب السابق هيرفي رونار الذي كرس للأسف الكثير من السلوكات الضارة والسلبية داخل مؤسسة الفريق الوطني، الشيء الذي ترتب عنه، غياب التماسك وطغيان الفوضى والتسيب، وحدوث تفرقة أثرت كثيرا على تلاحم المجموعة ككل.
المؤكد أن إدارة جامعة كرة القدم استفادت كثيرا من التجربة المريرة التي عاشتها مع رونار ومن معه، من لاعبين شكلوا لوبيا ضاغطا يؤمن أساسا بتحقيق المصالح الخاصة والامتيازات الشخصية، أكثر من التفكير في مصلحة المجموعة ككل.
حاليا هناك مؤشرات قوية تدل بالفعل، على أن الجامعة قطعت كليا مع الممارسات السابقة، وينطلق ذلك من البحث عن “بروفايل” مختلف للمدرب، تتوفر فيه الكثير من شروط الانضباط والقطع مع “الفشوش” وعدم التساهل مع أية محاولة لتشكيل لوبي آخر، واعتبار النجم هو الفريق وليس لاعبا بعينه.
وكل المعطيات المتوفرة حتى الآن، تؤكد أن اختيار المدرب وحيد يسير في هذا الاتجاه، حيث الحرص وبدون أدنى تردد على فرض الانضباط، والتعامل مع المجموعة ككل على قدم المساواة، وإلغاء كل الامتيازات الممنوحة لهذا اللاعب دون غيره، أو على حساب المجموعة ككل.
وما يساعد على إحداث هذا التغيير الجوهري داخل تركيبة الفريق الوطني، توفر مساحة اختيار واسعة من اللاعبين، الراغبين تلقائيا بالانضمام للمنتخب، والأكثر من ذلك بمعدل سن لا يتجاوز 24 سنة، وهذا امتياز حقيقي سهل كثيرا مهمة المدرب الجديد الذي يختلف هو الآخر عما سبق، إذ يحترم عمله ويعطيه الوقت الكافي، وطيلة أيام الأسبوع.
كما أن هذا المدرب في تواصل دائم مع اللاعبين، يدخل معهم في شرح التصورات التقنية، والمنهج التكتيكي عن طريق تقنية الفيديو، والتواصل عن البعد، الشيء الذي يسهل عمله أثناء المعسكرات التدريبية بمركز محمد السادس.
المؤكد أن الأمور تغيرت في الاتجاه الايجابي، والمؤمل هو أن تساعد النتائج في بناء فريق وطني جديد قادر على تحقيق آمال الجمهور الرياضي العريض.

>محمد الروحلي

Related posts

Top