كانت الأسماء الإبداعية في مختلف المجالات: القصة، الشعر، المسرح، التشكيل.. إلى غير ذلك، حتى وقت قريب، معدودة جدا، إلى حد أنه يمكن تذكر أسمائها دون عناء، بالنظر إلى أن الساحة الثقافية كانت لا تزال بكرا، إذا صح التعبير، غير أنه في العقدين الأخيرين على الأقل، تضاعف حضور المبدعين على اختلاف اتجاهاتهم.
في هذه السلسلة، تفتح جريدة بيان اليوم، على امتداد الشهر الأبرك، نافذة للإطلالة على عوالم الأسماء البارزة الممثلة للجيل الجديد، وللإصغاء إلى انشغالاتها وطموحاتها.
القاص سعيد الرضواني: الجيل الحالي محظوظ بتوفر المواقع الرقمية التي تساعد على الانتشار السريع
يواصل سعيد الرضواني حضوره في الإبداع القصصي، حيث صدرت له قبل أيام قليلة مجموعة بعنوان “قلعة المتاهات”، وله مجموعة أخرى بعنوان “مرايا” ترجمت إلى اللغة الفرنسية.
* كيف كان انخراطك في مجال الإبداع الأدبي؟
– انخراطي في الكتابة وريث انخراطي في الحياة التي تعرفت عليها من حكايات الجدة أكثر مما تعرفت عليها من مشاكستي في الواقع الذي أطؤه بقدمي.
ترعرت وبي رغبة في النأي بنفسي عن الواقع، والاحتماء بالخيال وبالرسوم المتحركة وبأفلام الويسترن وبحكايات الجدة. ولعلني أردت أن أقلد جدتي فلم أفلح في استقطاب من يتحلق حولي ويصغي لمحاولات حكيي الصبياني، فهجرت الشفاهي إلى الكتابي، قراءة وكتابة. ومنذ ذلك الحين لم أعد من ذلك المهجر، وربما لن أعود أبدا.
* ما هي أهم أعمالك الإبداعية؟
– نشرت مجموعة قصصية بعنوان “مرايا” في ثلاث طبعات، وقد كتب حولها كتاب نقدي بعنوان “مرايا وظلال” من تأليف مجموعة من الأساتذة والنقاد، كما ترجم الشاعر المغربي المقيم في فرنسا جمال خيري مجموعتي القصصية “مرايا” إلى اللغة الفرنسية ونشرت
في باريس عن دار البانثيون.
ما هي الرسالة التي تحملها هذه الأعمال؟ *
– الكتابة عندي عالم قائم بذاته مثل الحياة، عالم يقول نفسه ولا شيء آخر.
يقول الجمال ولا رسالة لي من وراء الجمال، وفي الحالات التي أتعاطف بها مع الطبقة المسحوقة عن طريق الكتابة، أحرص على جعل هذه الطبقة توصل صوتها عن طريق العمل الفني دون إغفال الجانب الفني الذي هو الدعامة الأساسية التي أستند إليها وعليها في كل تجربة إبداعية.
* ما هي الأعمال الأدبية التي كان لها أثر على تجربتك الإبداعية؟
– قرأت كثيرا الشعر العربي وبعدها جاءت تجربة قراءة القصة والرواية، وقد كان جبران خليل جبران هو من جعلني أدمن القراءة في فترة كنت فيها بحاجة إلى البوح بمشاعري، وكانت كتاباته تساعدني في تدبيج ذلك البوح، ثم جاءت قراءات الأدب الغربي، إذ تعرفت على تشيكوف وموباسان وإدغار ألان بو وهمنغواي وبورخيس وكورتازار وخوان ورولفو، وفي المسرح تعرفت على سوفوكليس وأيسخلوس وبيكيت وغوته وما لا يحصيه العد من الأعمال الأدبية.
* هل يمكن الحديث عن منحى تجريبي في إنتاجك الإبداعي؟
– في فترة من حياتي أغرمت بالقصص الفانطاستيكية وكتبت الكثير من القصص الفنطاستيكية التي أعدمتها، إذ كانت بي رغبة في التجديد في هذا المجال، فابتعدت عن التيمات الفنطاستيكية وقررت أن أوظف الفانطاستيك في اللغة والبناء القصصي، ومازلت ماضيا في هذا الطريق.
كيف هي علاقتك بالتواصل الرقمي؟ *
– حاولت جاهدا ألا أقع ضحية كل ما هو رقمي، سواء المواقع الأدبية التي لم أجد فيها حميمية الكتاب الورقي، أو منصات المواقع الاجتماعية التي راح ضحيتها الكثير ممن أغراهم التفاعل واللايكات والتعليقات، وهي سيف ذو حدين حد من الصدق وحد من المجاملات الفارغة.
* هل يمكن الحديث عن منعطف جديد في التجربة الإبداعية للجيل الحالي؟
– ربما الجيل الحالي محظوظ بتوفر المواقع الرقمية التي تساعد على الانتشار السريع، وفي نفس الوقت محروم من توفر المنابر الجادة التي كانت بمثابة غربال نقدي والتي عرفت أفولا في خضم التسونامي الرقمي.
* ما هي مشاريعك الإبداعية القادمة؟
– قريبا ستصدر لي مجموعة قصصية بعنوان “قلعة المتاهات” في انتظار أن أنشر أعمالا أخرى.
> إعداد: عبد العالي بركات