> محمد توفيق أمزيان (صحافي متدرب)
في إطار برنامج ضيف شرف، الذي نظمه المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته الثانية والعشرين، على شرف دولة الإمارات العربية المتحدة، احتضنت قاعة محمد العربي المساري، ندوة حول صناعة النشر الإماراتية، بمشاركة المؤلف والناشر علي الشعالي، والناشرة المختصة في النشر الرقمي إيمان بن شيبة، والإعلامي ومدير جائزة الشيخ زايد للكتاب سعيد حمدان الطنيجي، فيما ترأس الندوة عبد الغفار السويرجي حيث أشار بداية إلى التطورات التي عرفتها صناعة النشر في الإمارات، حيث قال إن تجربة دولة الإمارات في مجال الصناعات الثقافية، وبخاصة في مجال النشر وصناعة الكتاب من التجارب الرائدة على الصعيد العربي فخلال أقل من 30 سنة استطاعت دور النشر الإماراتية أن تبصم على مسار مهني مشرف، أعطى للمطبوعات العربية قيمة مضافة.
وفي ذات السياق تحدث علي الشعالي عن واقع النشر في الإمارات وقال إن صناعة النشر في الإمارات هي صناعة شابة، وباعتباره شريكا ضمن جمعية الناشرين الإماراتيين، قال إن الجمعية تسعى إلى أن تصبح دولة الإمارات من رواد النشر في العالم العربي ودول إفريقيا كما تطرق لنسبة مبيعات الكتب بالإمارات، معتمدا على بعض الإحصائيات، التي أوردت أن هناك تقدما ملحوظا في اقتناء الكتب إلا أن سبعين بالمائة من هذه الكتب بلغة أجنبية وخصوصا الإنجليزية، داعيا إلى النهوض باللغة العربية وتشجيع الإبداعات العربية، إذ رد قلة المبيعات للضعف الذي تشهده دور النشر العربية، من خلال وقوفه على بعض الأمثلة، إذ قال إن بعض الكتب الجميلة ضعيفة في اللغة وإن لم تكن ضعيفة لغويا فهي ضعيفة من حيث الغلاف مشيرا إلى ضرورة تطوير مهارات المبدعين والكتاب ومسايرة جديدة الساحة الثقافية.
وتطرقت الناشرة إيمان بن شيبة إلى الكتاب الرقمي، حيث أكدت مدى أهميته رغم ما يشاع على أنه لا يحقق النتائج التي يحققها الكتاب الورقي، وقالت إن المسألة هي مسألة وقت فقط، حيث أعطت مثالا بالموسيقي التي تحولت عبر التاريخ من الأسطوانة السوداء إلى الأشرطة ثم الأقراص الرقمية، وقالت أن هذا الأمر كان يؤرق الناس بكون أن العطاء سينقص، لكن هذا أمر طبيعي، فالجديد دائما ما يتعرض للمقاومة، وأبرزت أهم الأجهزة التي تسهل قراءة الكتاب الرقمي منها كيندل، وكوبو، وأد بووكس، وتحدث كذلك عن أهم التحديات في مواجهة القرصنة، حيث أعطت بعض الحلول التي ستعمل عليها دور النشر الإلكترونية.
ومن جهته تحدث سعيد حمدان مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب وعضو اللجنة المنظمة لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب عن إنجازات الإمارات في مجال النشر حيث قال، إن الإمارات قطعت أشواطا في عدة مجالات ومنها الثقافة بجميع أشكالها ومنها النشر والكتاب، واعتبر مستقبل الثقافة في الإمارات مستقبل زاهر خصوصا بعدما أعلنت القيادة في الإمارات أن سنة 2016 هي سنة القراءة وأن الرهان مستقبلا سيتوجه لتخريج أجيال من القراء، ذلك عبر وضع استراتيجية تستهدف نشر القراءة بين أوساط الشباب والمواطنين الإماراتيين وتطوير دور النشر، وتشييد مكتبات عامة بمختلف الإمارات، كما تم الشروع في تأسيس مدينة الشارقة للكتاب والنشر والتي ستكون أول مدينة حرة للنشر، وستكون الإمارات بذلك قادرة على توفير حاجياتها وحاجيات البلدان العربية والإفريقية من القراءة والثقافة بصفة عامة.