من حق العمال والولاة…

بعودة منافسات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، تجددت حالات العنف والشغب المرافق للمباريات، وشهدت مجموعة من المدن، انفلاتات أمنية أسفرت عن مجموعة من الاعتقالات والخسائر بالممتلكات الخاصة والعامة.
وبالرغم من القرارات التأديبية والعقوبات الجزرية التي تصدر بين الفينة والأخرى، عن اللجان المختصة التابعة لجامعة كرة القدم، وما صدر أيضا عن المحاكم، من قرارات عقابية في حق مثيري الأحداث، فإن ذلك لم يعد كافيا، أو عاملا رادعا، أمام تصاعد حدة الأحداث بمدن مختلفة.
صحيح أن هناك أسبابا مباشرة وغير مباشرة، وراء هذه الأحداث المؤسفة، إلا أن هناك مسؤوليات مباشرة، ولعل أبرزها غياب الصرامة اللازمة، وعدم اتخاذ خطوات استباقية، والتقاعس عن تطبيق القرارات المنصوص عليها خلال الاجتماعات، سبق أن شهدها مقر وزارة الداخلية، بحضور بكل الأجهزة التي لها علاقة بالملف.
13 إجراء سبق أن تم إقرارها خلال هذه الاجتماعات التي عقدت بمقر أم الوزارات، منذ حوالي 5 سنوات، لكنها بقيت حبرا على ورق، دون أن تجد طريقها للتفعيل، مما ساهم في تواصل شرارة الأحداث التي وصلت إلى حد الإجرام.
أمام هذا الوضع المخل بشروط الأمن العام وسلامة المواطنين، وأهمية الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة، بدأت السلطات المحلية، بمدن معينة في اتخاذ إجراءات صارمة غير قابلة للنقاش أو التأجيل.
وهكذا تم منع الجمهور من التنقل لمتابعة مباريات تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة تفاديا لاحتمال اندلاع أحداث عنف وشغب، كما حدث بوجدة ومراكش وطنجة وفاس والرباط، وغيرها من الحالات التي فرضتها ضرورة الحفاظ على الأمن العام، ومن الممكن أن تنتقل قرارات المنع لتشمل مدنا أخرى.
المؤكد أن للسلطات المحلية كل الحق في اتخاذ القرارات، تراها ضرورية لتجنب اندلاع أحداث تصل إلى حدود الإجرام، صحيح أن هناك تأثيرا بالغا على قيمة المباريات، إلا أن سلامة المواطنين والحفاظ على الأمن العام، تبقى فوق الاعتبار، ولا يمكن البقاء مكتوفي الأيدي، أمام ما تشهده المناطق المحيطة بالملاعب والشوارع المؤدية لها، وأيضا الطرق الوطنية من أحداث مؤسفة، لا يسلم منها أحيانا حتى رجال الأمن والدرك والقوات المساعدة.
وعليه، فمن حق العمال والولاة اتخاذ القرارات التي يرونها ضرورية، وما على باقي الأجهزة، إلا تحمل مسؤولياتها كاملة، فالوضع لم يعد يطاق، إلى درجة أن فئات واسعة من المواطنين أصبحوا يفضلون توقيف نشاط كرة القدم، إذا كان استمراره يشكل تهديدا لسلامة البلاد والعباد…

>محمد الروحلي

Related posts

Top