هل الصمت دائما حكمة؟

لايمكن أن يمر أسبوع واحد من دون أن نسمع الجديد بخصوص مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، من خلال ما تكتبه الصحافة الأجنبية في هذا الشأن، وإن كانت كلها قد أولت اهتماما كبيرا بالمدرب البجيكي إيريك غيريتس باعتباره رجل المرحلة القادمة.

والغريب في الأمر أن جامعة الفاسي الفهري، وفي كل مرة تنفي الخبر، بقولها ان المدرب الجديد للفريق الوطني لن يعرف إلا بعد نهاية المونديال الجنوب إفريقي، ما يجعل الإشاعة تتناسل بسرعة مثل النار في الهشيم، كما أن غياب مخاطب رسمي من شأنه أن يثير العديد من التأويلات في هذا الموضوع.

ومن بين الأخبار التي تناقلتها بعض المواقع بخصوص مدرب المنتخب الوطني، هو ما ذكره موقع “هيت لاتست نيوز” البلجيكي قوله أن جلالة الملك محمد السادس تدخل بنفسه وعرض على إيريك غيريتس مدرب الهلال السعودي عقدا طموحا مدته أربع سنوات لتدريب المنتخب المغربي.

ونشر نفس الموقع أن الشيء الوحيد الذي يعطل التعاقد الرسمي هو إرتباط غيريتس مع الهلال بعقد سينتهي سنة 2011، وأضاف أن جلالة الملك محمد السادس مصر على مجيئه لتدريب أسود الأطلس.

وكانت القناة البلجيكية الأولى قد اعلنت في موجزها الإخباري عن تعاقد الجامعة  الملكية المغربية مع غيريتس لمدة أربع سنوات مقابل 200 ألف أورو شهريا.

وغير بعيد عن بلجيكا نقلت إحدى المجلات الهولندية “فوتبول أنترناسيونال” خبر مفاده أن المدرب السابق لنادي فالنسيا الإسباني رونالد كومان يوجد من بين المرشحين لتدريب الفريق الوطني، خاصة ان الأخير عبر عن رغبته في تدريب اسود الاطلس، من خلال عبارات الثناء والمدح في حق اللاعب المغربي الأصل إبراهيم أفلاي نجم نادي إيندهوفن، حيث اعتبره أسطورة كروية ستقول كلمتها في المستقبل.

حقيقة لا أفهم ما تقصده الجامعة في تكتمها عن الخبر وإن كان كل شيء أصبح واضحا الآن، خاصة أن تعيين مدرب للمنتخب الوطني ليس سرا من أسرار الدولة، وان الكل يترقب الإعلان عن ذلك، لان عامل الزمن لا يسمح بهذا التأخير، باعتبار ان التصفيات الخاصة بكأس إفريقيا للامم التي ستحتضنها ليبيا ستنطلق خلال شهر شتنبر المقبل.

إذا فأمام صمت الجامعة، نشطت المواقع الإلكترونية الغربية في ترويج مثل هذه الاخبار والتي جعلتنا في حيرة من أمرنا، هل نصدقها أم نكذبها، خاصة ان المسؤولين عن الجامعة يحبدون التعامل مع مصادر الخبر الاجنبية، في حين يقفلون هواتفهم النقالة في وجه الصحافة المحلية.

وما يزيد من حيرتنا، هو ان الموقع الرسمي للجامعة معطل منذ انعقاد الجمع العام الأخير الذي أفرز تغييرات جذرية على صعيد الأشخاص، لكن ظل حبل التواصل بين هذه المؤسسة ووسائل الإعلام مقطوعا، وذلك بسبب انشغالات الرئيس علي الفاسي الفهري الذي يمكن القول بأن خرجاته الإعلامية نادرة، في ما فضل الناطق الرسمي للجامعة الصمت، كيف وهو الذي لايجتمع سوى مرات قليلة خلال السنة بأعضاء مكتبه المسير بنادي الرجاء.

بناء على هذه المعطيات تظل لغة الكلام داخل جامعة الفهري معطلة، مما يفتح باب الإشاعات أكثر، خصوصا إذا تعلق الأمر بمدرب المنتخب الوطني، وبالتالي نجد بعض الصحف الغربية تطل علينا كل شهر بأسماء كثيرة لتدريب أسود الأطلس أبرزها كما أشرنا له أعلاه البلجيكي غيريتس.

وكما سبق ان اشرنا على ذلك من خلال هذا العمود، ان غياب خلية إعلامية داخل الجامعة، هو مشكل بات يؤرق العديد من الصحافيين في معرفة الأخبار الخاصة بالفريق الوطني، لكون الجميع يعمل بمبدأ الصمت حكمة.

 

Top