هيمنة أمريكية على كرة القدم 

تواصل الولايات المتحدة الأمريكية هيمنها على كرة القدم العالمية، وتبين من خلال قيادة القوة العظمى الأولى في العالم، تغييرات كبيرة على دواليب الاتحاد الدولي لكرة القدم، وطريقة تنصيب جياني إنفانتينو كرئيس لـ (فيفا) خلفا للسويسري جوزيف بلاتر، والإشراف غير المباشر على مجموعة من التحقيقات التي قادت أسماء عديدة، إما نحو السجن،  أو الابتعاد عن محيط مؤسسات كرة القدم، عبر توقيفات طويلة الأمد. 
إنه بالفعل مخطط، تتواصل فصوله عبر تقديم مشاريع تهدف إلى تغيير في القوانين المنظمة وطريقة اللعب، وإحداث تظاهرات أخرى، وإعادة النظر في نظام أغلب المسابقات، والمؤكد أن هذه المشاريع ستعرف آجلا أم عاجلا طريقها نحو التطبيق.
صحيح أن هناك أصواتا معارضة، إما فردية أو مؤسساتية، إلا أن الرغبة في إحداث ما تعتبره أمريكا ثورة، ستطبق فصولها عبر مراحل، وعبر قارات مختلفة، والهدف منها ما يتم الترويج له حاليا، إنقاذ لعبة كرة القدم من الرتابة، وتوقيف تراجع درجة الاهتمام، وإحداث أنماط جديدة على المسابقات، بإمكانها استعادة عناصر التشويق والإثارة، وكسب شغف المتابعة الذي بدأ يتراجع حسب أصحاب نظرية التغيير. 
وما دوري السوبر الإفريقي الذي تم إقراره مؤخرا خلال اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) بالمغرب، على هامش نهائي عصبة الأبطال بالدار البيضاء، إلا خطوة في اتجاه تعميم النظريات الأمريكية الجديدة بالنسبة للعبة الشعبية الأولى على الصعيد الدولي، مشروع السوبر الذي تمت معارضته بقوة داخل القارة الأوروبية، بسبب موقف قوي وصارم من طرف الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا)، إلا أن الأمر اختلف كليا بالقارة السمراء. 
فالسهولة التي تم اعتماد السوبر بإفريقيا، ستشجع بدون شك، على تطبيقه بقارة أخرى، غالبا ستكون آسيا هي المحطة القادمة، على أن تتلوها قارات أخرى، مع استبعاد أن يتم الأمر بنفس السهولة بأوروبا، حيث الموقف الحازم والمعارض لمثل هذه التوجهات التي تنوي (فيفا) تطبيقها بإيعاز من “العم سام”.
والدليل أن هناك توجها أمريكيا محددا، أن ما سبق أن رفض فريق بلاتر اعتماده، يوافق عليه حاليا بكل تلقائية فريق إنفانتينو، بل ويضغط بقوة لتطبيقه، ومن بين هذه التعديلات على مستوى قوانين أساسية، ما يثير جدلا كبيرا بين المتابعين والمهتمين، خاصة وأن البعض منها مقتبسة، إما من قوانين كرة القدم داخل الصالات أو كرة السلة الأمريكية. 

ومن بين هذه التغييرات المرتقبة، هناك إجراء المباريات بشوطين، وكل شوط يمتد 30 دقيقة، بدل 45 دقيقة، مع إيقاف العداد لحظة توقف الكرة، لعب التماس بالرجل بدل اليد، السماح بتغييرات غير محددة العدد،  وفي الوقت الذي أراد المدرب، وإخراج اللاعب الذي تلقى البطاقة الصفراء مدة 5 دقائق.
إن الهدف الأساسي من “أمركة” لعبة كرة القدم، بالدرجة الأولى، هو الزيادة في حجم العائدات المالية، وكسب مستثمرين جدد، وانخراط أقوى من طرف التلفزيون، وغيرها من المكاسب المنتظرة من هذه التغييرات التي ستعرف بدون شك طريقها للتطبيق، وحتى ولو عارضها المحافظون. 

>محمد الروحلي

Related posts

Top