تنطلق منافسات كوبا أمريكا لكرة القدم يوم الجمعة المقبل في البرازيل، بعد أن عانت العديد من التغييرات على مدار الأشهر الماضية، ليتغير مكان إقامتها بشكل كامل من الأرجنتين وكولومبيا إلى بلاد “السامبا”.
ووجه قرار نقل البطولة سهام الانتقادات إلى اللجنة المنظمة واتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)، بسبب المشاكل التي تحيط بالبطولة ومكان إقامتها الجديد.
وتتزايد مخاوف المنتخبات المشاركة من الوضع الصحي في البرازيل التي ما زالت تعاني من تبعات أزمة انتشار فيروس كورونا في مختلف أرجاء البلاد.
وتواجه البرازيل العديد من التحديات التي سيتعين عليها اجتيازها للوصول بالبطولة إلى بر الأمان، وهي كما يلي:
< رفض اللاعبين
الأزمة الأولى التي تواجه المستضيف الجديد لكوبا أمريكا، هي اعتراض عدد من نجوم “راقصي السامبا” على خوض المنافسات في بلادهم، في ظل انتشار جائحة كورونا.
وهو ما ظهر في تصريحات قائد المنتخب كاسيميرو الذي أكد في تصريحات صحفية بعد مباراة باراغواي في التصفيات المؤهلة لمونديال قطر، أن اللاعبين سيتحدثون عن الأمر في الوقت المناسب، دون تقديم أي تفسيرات أو معلومات عن الوضع الحالي.
وتوقع موقع “جلوبوسبورتي” البرازيلي الشهير، أن يصدر اللاعبون بيانا يتحدثون فيه عن الأمر خلال الأيام المقبلة، وقد يعلنون أيضا عدم المشاركة في البطولة، وهو ما قد يشكل ضربة قاسمة للمنافسات.
وأشار الموقع إلى أن الأمر قد يصل إلى استقالة مدرب البرازيل تيتي، وهو ما رفض المدير الفني التعليق عليه، في تصريحات ما بعد مباراة باراغواي، مكتفيا بالتأكيد على أنه سيعلق على كل ما يحدث عندما يكون الوقت مناسبا.
< اتصالات القادة
ولن تتوقف المشكلة على المنتخب البرازيلي فقط، فقد أكد مدافع المنتخب الإكوادوري روبرت أربوليدا، أن هناك اتصالات مع قادة المنتخبات العشرة المشاركة في البطولة القارية الأقدم، من أجل الحديث عن مصير البطولة، واتخاذ القرار المناسب بشأنها.
وأكدت موقع “جلوبوسبورتي” أن اللاعبين رفضوا حضور اجتماع عقده (كونميبول)، من أجل الحديث عن تفاصيل البطولة، وهو الحدث الذي حضره الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، وأكد أن بلاده جاهزة من أجل استضافة وتنظيم كوبا أمريكا بأفضل شكل ممكن.
< وضع وبائي مقلق
وفي الوقت الذي يؤكد فيه بولسونارو جاهزية بلاده لاستضافة منافسات البطولة، تعاني البرازيل من أحد أسوأ موجات فيروس كورونا في العام، وهو الوباء الذي قتل 470 ألف برازيلي حتى الآن، بمعدل أعلى من 1600 حالة وفاة يومية، وهو الأمر الذي يثير قلق كل المشاركين في البطولة.
وأشار متخصصون في علوم الأمراض المعدية، أن البرازيل قد تتعرض لموجة جديدة من المرض في يونيو الجاري، وقد تستمر لأكثر من شهر، وهي نفس فترة إقامة البطولة في البرازيل، وهو الأمر الذي قد يرفع حالة الطوارئ داخل البلاد، وخاصة في الولايات المستضيفة للبطولة (ماتو جروسو وجوياس وبرازيليا وريو دي جانيرو)، والتي تكتظ فيها المستشفيات بعدد كبير من الحالات المصابة بكورونا، وبالأخص في العاصمة، التي وصلت نسبة إشغالات غرف العناية المركزة فيها إلى 92%.
< أزمة قضائية
وقد يوجه القضاء ضربة قاضية للبطولة، خاصة بعد اعتراض أكثر من حزب برازيلي على إقامة البطولة في البلاد، في ظل عدم استقرار الأوضاع، ورفعها لقضية أمام المحكمة العليا.
ومن المتوقع أن تتخذ المحكمة قرارها خلال الأيام المقبلة، وهو ما هو ما قد يتسبب في أزمة حقيقية للبطولة، ودخول أكثر من طرف في صراعات قضائية، قد تنتهي بإلغاء المنافسات.