5000 ضحية استفادت من خدمات الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب

نظمت “الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب”، يوم السبت الماضي، بالدار البيضاء، ندوة صحافية، لعرض نتائج البرنامج التي أنجزته بشراكة مع المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان (سابقا)، تحت شعار: “من أجل مغرب خال من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية”.
وفي هذا الإطار، اعتبر الدكتور عمر بنعمر رئيس الجمعية الطبية، في كلمة له، أن الهدف الأساسي من البرنامج هو تحسيس مختلف الفاعلين بأهمية النضال ضد كافة أشكال التعذيب وكافة الممارسات المشينة الحاطة بالكرامة الإنسانية. ووصف هذه الشراكة بكونها عنوان الإرادة السياسية للمغرب للمضي قدما إلى الأمام، من أجل ترسيخ قيم ومبادئ حقوق الإنسان بشكل عام والقضاء على التعذيب بشكل خاص. وعبر بالمناسبة، عن أمله في تطوير هذه الشراكة أكثر، بما يخدم قضايا حقوق الإنسان بوطننا، وأن يتم العمل على تقديم الدعم اللازم لمنظمات المجتمع المدني الجادة للقيام بمهامها الإنسانية النبيلة في ظروف أحسن وفي استقلالية تامة لهده الجمعيات.
ومن جهته، قال المسؤول الإداري للجمعية يوسف مداد خلال تقديمه لحصيلة الشراكة، بين الجمعية والمندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، إنه تم تحقيق هدفين أساسيين ومتكاملين، الأول يتمثل في إنجاز معرض متنقل للتعريف بمضامين الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وتنظيم قوافل تحسيسية توعوية وتكوينية عبر التراب الوطني بهدف تقوية حصانة المواطنين ضد التعذيب، مع استهداف الشباب منهم، ثم، في درجة ثانية، تعبئة كل الفاعلين الجمعويين والمؤسساتيين من أجل المساهمة في مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية.
وأوضح بالمناسبة، أن أول مرحلة في البرنامج، تجلت في صياغة وإنتاج المعرض، أنجزت بشراكة مع مختلف النشطاء الحقوقيين لمدة قاربت ثلاثة أشهر من العمل المتواتر، تم على إثرها إنتاج المعرض الحقوقي من ثمانية عشر لوحة تتضمن مختلف النصوص الخاصة بالالتزامات الدولية للمغرب في مجال التعذيب مع بعض الشهادات الحية حول التعذيب التي دونت من خلال تنظيم 12 حصة استماع لفائدة الضحايا، كما تتضمن التعريف بتجربة المغرب في مجال إنصاف ضحايا التعذيب وضروب المعاملات اللاإنسانية وبمقتضيات دستور 2011. وأشار أيضا، أنه ثم استثمار هذا المعرض الحقوقي المتنقل في كل مراحل القوافل التحسيسية الست التي عرفها البرنامج في ثلاث مدن مغربية ضمت كلا من الدار البيضاء وبني ملال وأكادير، على دفعتين متتاليتين، ابتدأت بقافلة مدينة بني ملال ما بين 14 و20 فبراير 2015 وانتهت بقافلة مدينة أكادير ما بين 10 و11مارس 2018.
وكان الدكتور عبد الكريم المانوزي، الكاتب العام للجمعية، قد افتتح هذه الندوة الصحافية، بكلمة، أشار فيها إلى أن البرنامج المشترك مع المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان (سابقا)، يعد إضافة نوعية في إطار تقديم الدعم لضحايا التعذيب، باعتباره أهم محور تشتغل عليه الجمعية انطلاقا من الموقف المبدئي للوقاية من التعذيب، ضمن برنامج يطمح لتطوير أنشطة توعوية حول خطورة التعذيب وضرورة محاربته عبر وضع قطيعة تامة مع سنوات الرصاص وفترات أخرى من تاريخ المغرب، تم فيها تسجيل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأكد بالمناسبة، أن الجمعية استفاد من خدماتها بشكل مباشر حوالي 5000 ضحية، وأن هناك ما يقرب 50 ألف شخص ما يزالون ينتظرون العلاج، أغلبهم يقطنون في مناطق نائية ويعيشون أوضاعا صحية متدهورة. ووصف المانوزي وضعية هؤلاء بمثابة تحد كبير بالنسبة للدولة التي تعتبر المسؤولة الأولى عن علاجهم، وفق توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة.

حسن عربي

Related posts

Top